الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

تجريف الأراضي الزراعية الحدودية.. الاحتلال يهدد أمن غزة الغذائي

تجريف الأراضي الزراعية الحدودية.. الاحتلال يهدد أمن غزة الغذائي

Changed

"قضية اليوم" تفتح ملف تجريف الأراضي الزراعية الحدودية في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي (الصورة: تويتر)
يستكمل الاحتلال الإسرائيلي تجريف الأراضي الزراعية الحدودية في قطاع غزة التي تعد الأكثر خصوبةً، ليحولها إلى مناطق أمنية عازلة مدمرًا موردًا رئيسًا للاقتصاد المحلي.

كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات تجريف الأراضي الزراعية الحدودية في قطاع غزة، حيث تعد هذه المناطق السلة الغذائية للقطاع إذ تشمل ما نسبته 35% من المساحات الزراعية، لتشكل العمليات الإسرائيلية هذه تهديدًا حقيقيًا لمورد اقتصادي هام للسكان.

وعلى غير عادة، لم يتمكن مؤخرًا عدد من المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أرضهم الزراعية باكرًا، فقد شكلت الحالة الأمنية على السياج الحدودي شرقي القطاع تهديدًا خطيرًا لهم، لا سيما أن الاحتلال كثف استهداف المزارعين في الآونة الأخيرة.

هذا الواقع أكّده المزارع سمير أبو القمبز الذي كشف أنه تزامنًا مع وقت الحصاد في آخر شهر مايو/ أيار الفائت، ألقت إسرائيل قنابل ضوئية حارقة باتجاه الأراضي الزراعية الحدودية أدت إلى احتراق المنطقة كلها.

تجريف الأراضي الزراعية.. أمر واقع تفرضه إسرائيل

وتعد الأراضي الزراعية الحدودية الأكثر خصوبة، إلا أن الاحتلال حولها إلى مناطق أمنية عازلة ليدمر موردًا رئيسًا للاقتصاد المحلي بحسب ما تقول المنظمات الحقوقية.

في هذا الخصوص يشدد مدير وحدة الحماية في الإغاثة الزراعية مدحت حلس على أن هذه الأراضي تلعب دورًا أساسيًا في توفير الأمن الغذائي لمعظم سكان قطاع غزة.

ويقول حلس إن "عمليات التجريف لهذه المناطق تركت آثارًا سلبية على اقتصاد فلسطين ككل"، ولا سيما أن التدمير فيها بلغ نسبة 100% على يد الاحتلال بذريعة "الضرورات الأمنية".

وعلى مدار سنوات، حاولت إسرائيل خلق أمر واقع جديد في الأراضي الزراعية الحدودية في القطاع إلا أن الفلسطينيين تصدوا مرارًا لها من خلال الصمود فيها، وإصرارهم على استثمارها بشتى الطرق والوسائل.

أهداف الاحتلال من تجريف الأراضي الزراعية

 ومن غزة، يتحدث سعد زيادة مدير دائرة الضغط والمناصرة في لجان العمل الزراعي لـ "العربي"، عن أهداف الاحتلال من تدمير هذه الثروات الطبيعية مؤكدًا أن إسرائيل تريد الإبقاء على حالة الحصار لا بل تشديده على القطاع.

وعن الأساليب التي ينتهجها الاحتلال لتحقيق غايته، فيعتبر زيادة أنها تتمثل في تشكيل حالة رعب دائمة لدى المزارعين، والتأكد من عدم استمرارهم في التواجد والعمل في هذه المناطق من خلال التجريف ورش المبيدات وإطلاق القذائف والنار بشكل يومي ومتواصل على الفلاحين، بالإضافة إلى فتح السدود في أوقات الشتاء لإغراق الأراضي الزراعية.

كما تطرق مدير دائرة الضغط والمناصرة في لجان العمل الزراعي إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الأراضي الزراعية المستهدفة لقطاع غزة، لافتًا إلى أنه "لا يوجد أي خطوة أو اعتداء يقوم به الاحتلال إلا ويكون مدروسًا ضمن سياسات معدة مسبقًا للحؤول دون اعتماد القطاع على نفسه".

ويرى زيادة أن إسرائيل تريد من خلال عدم قدرة غزة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي أن تبقى سوقًا استهلاكيًا للبضائع والمنتجات الإسرائيلية وموردًا للعمال في الداخل المحتل، لذلك يقوم الاحتلال بطرد المزارعين من أرضهم تحت ادعاءات أمنية وتعزيز فكرة أن العملية الزراعية غير مجدية.

ويردف زيادة: "من يتحكم في الغذاء يتحكم في كل شيء.. نحن نتحدث هنا عما يقارب من 70% من نسبة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة".

هل من رادع لانتهاكات إسرائيل؟

أما عن قابلية استصلاح الأراضي المدمرة من جديد، فيقول المدير في لجان العمل الزراعي إن حوالي 75% من المناطق الزراعية بالمنطقة الشرقية أعيد استصلاحها ومن ثم أعيد تدميرها، أكثر من ثلاث أو أربع مرات خلال السنوات الماضية.

في المقابل، يستبعد زيادة وجود رادع دولي لاعتداءات إسرائيل، كاشفًا أن "هناك معلومات وبيانات يتم تصديرها إلى مؤسسات حقوقية وغيرها بهدف ملاحقة الاحتلال ولكن للأسف الدور الدولي يتصف بالصمت ما يعزز استمرار الاحتلال بانتهاكاته".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close