الإثنين 16 حزيران / يونيو 2025
Close

تحت تأثير الحرائق.. تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية

تحت تأثير الحرائق.. تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية

شارك القصة

تحدث الحرائق في أغلب الأحيان بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأراضي
تحدث الحرائق في أغلب الأحيان بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأراضي - غيتي
الخط
فقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي في أعلى مستوى منذ بدأ جمع البيانات في عام 2002.

وصل تدمير الغابات الاستوائية الأولية العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ 20 عامًا على الأقل، بسبب الحرائق التي يؤججها تغيّر المناخ، وتدهور الوضع مجددًا في البرازيل.

وفقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، وهي مساحة تعادل تقريبًا مساحة بنما، في أعلى مستوى منذ بدأ جمع البيانات في عام 2002 بواسطة المرصد المرجعي "غلوبال فورست ووتش" Global Forest Watch الذي يديره معهد الموارد العالمية (WRI)، وهي مؤسسة بحثية أميركية، بالتعاون مع جامعة ميريلاند.

تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية

وقالت المديرة المشاركة للمرصد إليزابيث غولدمان: إن هذا الرقم الذي يعكس زيادة بنسبة 80% عن عام 2023، "يوازي خسارة مساحة 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة".

وتتسبب الحرائق في ما يقرب من نصف هذه الخسائر، متقدمة لأول مرة على الزراعة. وتمثل هذه المساحات المدمرة ما يعادل 3,1 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ما يزيد قليلًا عن انبعاثات الهند في مجال الطاقة.

وقالت غولدمان: "هذا المستوى من تدمير الغابات غير مسبوق على الإطلاق منذ أكثر من 20 عامًا من البيانات"، مضيفة: "هذا إنذار عالمي".

فقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي
فقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي - غيتي

ويركز التقرير على الغابات الاستوائية الأكثر عرضة للخطر والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للتنوع البيولوجي خصوصًا لقدرتها على امتصاص الكربون من الهواء. 

ويشمل ذلك الخسائر الناجمة عن الأسباب كافة، من إزالة الغابات طوعًا، ولكن أيضًا بفعل التدمير العرضي والحرائق.

"ظروف قصوى"

وأشار معدو التقرير إلى أن الحرائق كانت بسبب "ظروف قصوى" جعلتها "أكثر كثافة" و"فاقمت صعوبة السيطرة عليها". وكان 2024 العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، بسبب تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع وظاهرة "النينيو" الطبيعية.

وعلى الرغم من أن الحرائق قد تكون ناجمة عن أسباب طبيعية، إلا أنها في أغلب الأحيان قد تحدث بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأراضي.

وتأتي إزالة الغابات لتطهير الأراضي من أجل الزراعة، والتي كانت تاريخيًا السبب الرئيسي للتدمير، في المرتبة الثانية ولكنها تظل سببًا رئيسيًا.

وسجلت البرازيل تدمير 2,8 مليون هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، نُسب ثلثاها إلى الحرائق التي بدأت في كثير من الأحيان لإفساح المجال لزراعة فول الصويا أو لرعاية المواشي.

لكن البلاد سجلت نتائج جيدة في عام 2023، إذ استفادت الغابات من تدابير الحماية التي قررها الرئيس لولا خلال العام الأول من ولايته الجديدة.

وفي هذا الإطار، تقول الباحثة في المعهد العالمي للموارد سارة كارتر: إن "هذا التقدم مهدد بسبب التوسع الزراعي".

وكانت منطقة الأمازون البرازيلية الأكثر تضررًا، إذ وصل تدمير الغابات فيها إلى أعلى مستوى له منذ عام 2016.

وتتناقض أرقام معهد الموارد العالمية مع تلك التي نشرتها شبكة الرصد البرازيلية "ماببيوماس" MapBiomas في 16 مايو/ أيار، والتي أفادت بانخفاض حاد في إزالة الغابات، لكن بياناتها لا تشمل الحرائق.

تأتي إزالة الغابات لتطهير الأراضي من أجل الزراعة
تأتي إزالة الغابات لتطهير الأراضي من أجل الزراعة - غيتي

وتحتل حماية الغابات مرتبة عالية على قائمة أولويات الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الثلاثين ("كوب30")، المؤتمر السنوي الرئيسي للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، والمقرر عقده في بيليم بين العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني والحادي والعشرين منه.

"ظاهرة جديدة"

وتحتل بوليفيا المجاورة المركز الثاني في قائمة أكثر البلدان تضررًا، إذ تضاعفت ثلاث مرات المناطق المدمرة العام الماضي، أيضًا بسبب الحرائق الضخمة.

ويشير معدو التقرير إلى أن معظم هذه الحرائق "تهدف إلى إزالة الأراضي لإقامة مزارع على نطاق صناعي".

وأتت النتائج متضاربة في أماكن أخرى، مع تحسن في إندونيسيا وماليزيا، لكن مع تدهور واضح في الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتأتي الضغوط على الغابات تاريخيًا من استغلال أربعة منتجات يُطلق عليها اسم "الأربعة الكبار": زيت النخيل وفول الصويا ولحوم الأبقار والأخشاب. لكن التحسن في بعض القطاعات ــ مثل زيت النخيل ــ تزامن مع ظهور مشكلات جديدة، ترتبط على سبيل المثال بالأفوكادو في المكسيك، أو بالقهوة والكاكاو.

وبالتالي، فإن أسباب إزالة الغابات لن تظل بالضرورة "على حالها دائما"، وفق مدير برنامج الغابات في المعهد العالمي للموارد رود تايلور الذي يدعو إلى اتباع مقاربة شاملة للموضوع. ويحذر قائلًا: "إننا نشهد أيضًا ظاهرة جديدة مرتبطة بصناعة التعدين والمعادن الأساسية".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب
تغطية خاصة