لأول مرة منذ 50 عامًا، تحدث مواطنون سوريون بحرية، وعبروا اليوم الإثنين عن آرائهم دون خوف، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد فصائل المعارضة.
وأمس الأحد، أعلنت المعارضة السورية في بيان على شاشة التلفزيون الرسمي، أنها حرّرت دمشق، وأسقطت حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وليل 7-8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وبعد 11 يومًا على بدء عملية "ردع العدوان"، أعلنت فصائل المعارضة دخول قواتها إلى دمشق وهروب بشار الأسد، رئيس النظام السوري، بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.
التلفزيون العربي ينقل شهادات مؤثرة للسوريين
وحسب مراسل التلفزيون العربي، فإن مطالب المواطنين تتسق مع الأهداف الأولى التي خرجت من أجلها الثورة السورية، وهي الحرية والديمقراطية وتحقيق دولة مدنية تكفل حرية جميع السوريين.
ومن العاصمة دمشق، عبرت إحدى المواطنات السوريات عن أملها في أن يعيش السوريون الحياة التي يريدونها في دولة مدنية، خالية من أي نوع من الديكتاتورية.
وفيما أبدت بعضًا من مخاوفها عما سيجري في المستقبل القريب، قالت: "أنا كامرأة، أكثر ما يهمني اليوم هو عدم العودة إلى الأحكام الشرعية"، مطالبة بضرورة أن يكون هناك دستورًا للبلاد يساوي بين كل السوريين بكافة انتماءهم الطائفية والدينية والثقافية.
وأضافت "لقد تعبنا من الديكتاتورية"، مشددة على أن من أسقط الديكتاتور السابق في إشارة إلى بشار الأسد، هو الآن مستعد أيضًا لإسقاط ديكتاتور آخر.
المواطنة السورية التي عبرت أيضًا عن تفاؤلها، وجهت الشكر للمقاتلين الذين بذلوا جهودًا لتحرير الشام، وأبدت استعدادها هي والمواطنين للتعاون مع المعارضة في المرحلة القادمة.

وفي سياق متصل، طالب مواطن سوري آخر بدولة مدنية ومواطنة، ودولة تحترم الديمقراطية والحريات، ودولة يجري فيها تداول سلطات، وانتخابات حقيقية.
وأضاف: "نحن اليوم بجاجة إلى محو ذاكرتنا وآثار الديكتاتورية التي كانت سائدة في سوريا، وأن نبدأ بداية جديدة".
وفي سياق متصل، قارن أحد السوريين وضع الحريات إبان حكم بشار الأسد والوضع الحالي، فقال إن النظام السوري كان يجبر الناس على الحديث عبر التلفاز على أن الحياة طبيعية، أما اليوم فنزلنا إلى ساحة الحرية بفضل وجهود الناس التي ضحت بدمها وأرواحها لكي نصل إلى يوم نطلب بأنفسنا الحديث أمام الكاميرا".
وذكر أنه كان يهرب في السابق عند رؤيته كاميرا التلفزيون التابعة للنظام السوري، لكي لا يجبر على الحديث، مضيفًا أنه اليوم هو يتحدث من قلبه، وبضمير وبحرية، بدون أي ضغط.
وطالب مسن سوري بضرورة محاسبة بشار الأسد ومعاونيه، وكل من قتل الشعب السوري، أينما كانوا.
وأضاف لقد عشنا في 50 سنة من الظلم والقهر، مؤكدًا على أن السوريين سيقفون مع الحكومة المقبلة، أما من خذل البلاد فسوف تتم محاسبته.
وتحدث أحد المواطنين الذين أفرجت عنهم فصائل المعارضة السورية من السجون أمس الأحد عن الظلم الذي تعرض له، وقال إنه سجن لمدة 7 سنوات بدون أي تهمة. وأضاف أنه حتى الآن لا يعرف شيء عن عائلته أو أطفاله.
ورأى مواطن آخر، أن الوضع في البلاد بحاجة إلى بعض الوقت كي يستقر، مشيرًا إلى أن جميع السوريين هم الآن فرحون بسقوط النظام.
وفيما أضاف أن السوريين جميعهم الآن إخوة، لأن زمن الاستبداد ولى، أشار إلى وجود غصة لأن المواطنين غير معتادين على هذا الوضع.
وحكم بشار سوريا لمدة 24 عاماً منذ يوليو/ تموز 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد (1970-2000)، وغادر البلاد هو وعائلته خفية إلى حليفته روسيا التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسباب إنسانية".