وصل إلى جنوب غزة اليوم السبت، عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال ضمن الدفعة الرابعة لصفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي.
وفي وقت سابق السبت، سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس 3 أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
أسرى فلسطينيون محررون يصلون إلى غزة
وأفاد مراسل التلفزيون العربي بوصول حافلات منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى المستشفى الأوروبي بمدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، وعلى متنها أسرى فلسطينيون محررون من سجون الاحتلال.
وبحسب مراسلنا، سيخضع الأسرى المفرج عنهم في غزة للفحص الطبي في المستشفى الأوروبي بخانيونس.
وتحدث أسرى محررون من قطاع غزة للتلفزيون العربي عن التعذيب الذي تعرضوا له في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكان المئات من سكان غزة قد تجمعوا حول الحافلات لاستقبال الأسرى الذين يرتدون زي السجون الرمادي، بينما كانت تقترب من المستشفى الأوروبي.
والمحررون هم ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، والتي تشمل 183 فلسطينيًا، بينهم 18 محكومًا بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية، و111 من فلسطينيي غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مقابل تسليم 3 أسرى إسرائيليين في غزة.
إسرائيل تفرج عن 32 فلسطينيًا من الضفة
وفي وقت سابق السبت، أفرجت إسرائيل عن 32 أسيرًا فلسطينيًا من الضفة الغربية، عبر حافلة تتبع الصليب الأحمر الدولي.
ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله، حيث كان مئات الفلسطينيين في انتظارهم، وسط رفع الأعلام، والهتاف لغزة والمقاومة.
واحتشد الفلسطينيون بالمئات، رغم كل التحذيرات التي وجهها الجيش الإسرائيلي لأهاليهم، فيما رفع الأسرى المحررون إشارة النصر ولوحوا بأيديهم وسط حضور جماهيري حاشد.
وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزًا عن المشي، وسيخضعون لفحوصات طبية أولية من طواقم طبية تتبع وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد طرد عددًا من أهالي الأسرى الفلسطينيين وصحافيين من محيط معتقل عوفر، ولاحق شبانًا داخل بلدة بيتونيا، وأطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاههم.
"استفتاء حقيقي على نهج المقاومة"
من جهتها، قالت حركة حماس: إن "صور الالتفاف الجماهيري والحشود الشعبية المرافقة لعملية تسليم المقاومة للأسرى الإسرائيليين، يعد “استفتاء حقيقيًا على نهج المقاومة سبيلًا لتحرير الأرض والمقدسات".
وشددت الحركة في بيان، على أن إنجاز المقاومة لعملية التبادل الرابعة اليوم "بكل إبداع وكبرياء هو ترسيخ لقِيَمها والتزامها المبدئي ببنود الاتفاق"، داعية إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني وعدم المماطلة والمراوغة.
وأضافت أن عملية التسليم أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء الضيف وإخوانه أعضاء المجلس العسكري، "يمثل رسالة عهد ووفاء، وأن رجال القسام باقون وسيكملون المشوار".
وأكدت حماس أن كتائب القسام حرصت رغم الظروف القاسية، على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية ويعاني من أمراض متعددة.
وقالت إن الحالة الجسدية والنفسية الجيدة التي يظهر بها أسرى العدو، "تُثبت قيم مقاومتنا والتزامها الأخلاقي تجاه الأسرى، بينما يرتكب الاحتلال المجرم أبشع الانتهاكات بحق أسرانا في السجون".
إلى ذلك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت، عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسرى فلسطينيين خلال إطلاق سراحهم السبت، حيث كانوا "مكبلين بالأصفاد وفي وضع مؤلم".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في نسختها الإنكليزية عن مصدر أمني أن "أكثر ما أثار غضب المنظمة الأممية كان اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم وهو وضع مؤلم".
