السبت 13 أبريل / أبريل 2024

تحدث عن نتائج انتخابات 2021.. ما موقف العثماني من التطبيع مع إسرائيل؟

تحدث عن نتائج انتخابات 2021.. ما موقف العثماني من التطبيع مع إسرائيل؟

Changed

يتحدث العثماني في الحلقة الرابعة والأخيرة عن ملفات منها العلاقة مع الجزائر وانتخابات عام 2021
في الحلقة الرابعة من سلسلة إطلالاته، يتحدث العثماني لـ"العربي" عن عدد من الملفات منها اتفاق إعادة العلاقات بين المغرب واسرائيل، مبينًا موقفه الشخصي منها.

قضى رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سابقًا سعد الدين العثماني عقودًا في العمل السياسي، أطل على محطات منها بحلوله ضيفًا على شاشة "العربي أخبار"، مستعيدًا أحداثًا ومبينًا مواقفه منها.

في الحلقة الرابعة والأخيرة من "وفي رواية أخرى"، مضى العثماني يتنقل بين ملفات سياسية بارزة على المستويين الحزبي والوطني، عارضًا لسياقاتها ومقارباته لها.

من هذه الملفات استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، في إطار الاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب.

كان العثماني حينها على رأس الحكومة وممثلًا للمملكة المغربية في حفل التوقيع، في مقابل مائير بن شبات الذي كان بدوره في ذلك الوقت رئيسًا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

يسأله الزميل بدر الدين الصايغ ألا يتعارض ما قام به كرئيس للحكومة مع كل المبادئ التي كان يطرحها شخصيًا في العلاقة بالقضية الفلسطينية وأيضًا في العلاقة بالتطبيع مع إسرائيل، وأيضًا مواقف حزب "العدالة والتنمية" ذي المرجعية الإسلامية الذي يمثله؟

فما الذي يقوله في هذا الشأن؟

يؤكد العثماني أن تلك اللحظة كانت مؤلمة وصعبة، ويتدارك بالقول: "لكن هذا قرار دولة، وأنا كنت رئيس حكومة".

ويشير إلى أن "الأهم هو أن الملك في اتصاله بالرئيس الأميركي اتُفق آنذاك على اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء من خلال بيان رئاسي صدر بعد فترة وجيزة".

ويلفت إلى اتصال الملك بالرئيس الفلسطيني "ليؤكد حرصه على أن يبقى دعم المغرب للشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية مستمرًا ولا يتوقف".

ويشدد على أن بلاده وعلى جميع المستويات "أكدت أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يعني التخلي عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة عاصمتها القدس"، متحدثًا عن اتخاذ عدد من المبادرات العملية التي توضح هذا الخط.

والعثماني يجزم أنه شخصيًا لم يغيّر موقفه من القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، ومن الاستمرار في رفض واستنكار الانتهاكات الإسرائيلية ضد القدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.

ويتوقف عند مبادرة حزب "العدالة والتنمية" بدعوة المكتب السياسي لحركة حماس، ولا سيما رئيسه اسماعيل هنية لزيارة المغرب، شاكرًا لهم تلبية الدعوة التي وصفها بالمهمة.

ويوضح أن هذا الأمر يعني أن الحزب لم يغيّر موقفه من هذه القضايا، بل بقي متمسكًا به. وأضاف أن "العدالة والتنمية" أصدر بيانات أكد فيها موقفه من دعم الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبالتوقف عند مقال نشره عام 1996 بعنوان "التطبيع إبادة حضارية"، يذكّر بقوله إن الموقع الرسمي يفرض على الإنسان مواقف معينة نتيجة الظروف الضاغطة ومراكز القوى من دون تغيير الموقف الشخصي. ويوضح أن "الموقف الذي كتبه، والذي تم التعبير عنه في الحزب، لا نزال أوفياء له إلى اليوم".

ويشير إلى أن "العدالة والتنمية" عبّر عن دعمه للمقاومة الفلسطينية بعد هذه المرحلة؛ من خلال جمع المال داخليًا لبيت مال القدس وُجه نحو مشاريع في القدس، والبقاء على تواصل مع عدد من الجهات في المقاومة، وكذلك دعم مشاريع للإعمار من خلال هيئات مختصة.

وينفي أن تكون شعبية الحزب في الأوساط المغربية قد تأثرت، عازيًا ذلك إلى كون "العدالة والتنمية" وحركة "التوحيد والإصلاح" بقي إلى اليوم من أكثر الجهات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والمدافعة عنها في الشارع المغربي.

"العلاقات الجزائرية المغربية قضية معقدة"

وعن مدى توتر العلاقة بين المغرب والجزائر على خلفية الاتفاق مع إسرائيل، يقول إنه "يصعب عليه التعليق على هذا الادعاء"، مشيرًا إلى أن قضية العلاقات الجزائرية المغربية معقدة ومتجذرة في التاريخ.

وبينما يتحدث عن وجود خلافات مستمرة "منذ استقلال الجزائر، يؤكد أن "دعم الإخوة فيها للجبهة الانفصالية التي تسمى البوليساريو غير معقول بالنسبة للمغرب، وخط أحمر".

يوضح العثماني أن بقاء حزب "العدالة والتنمية" في السلطة لعشر سنوات أمر غير مسبوق بالنسبة للأحزاب السياسية في المغرب
يوضح العثماني أن بقاء حزب "العدالة والتنمية" في السلطة لعشر سنوات أمر غير مسبوق بالنسبة للأحزاب السياسية في المغرب

ويذكر بأنه لا يمكن لأي دولة أن تقبل الانفصال، لافتًا إلى أن تشتيت الدول وتفتيتها ودعم الحركات الانفصالية فيها يناقض ميثاق الأمم المتحدة.

والعثماني الذي يشير إلى أن جبهة الانفصاليين ادّعت أنها لم تعد معترفة باتفاقية وقف إطلاق النار ولم تعد من جهتها ملتزمة بها، اعتبر أن ذلك إعلان للحرب على المغرب عمليًا.

وعمّا إذا كان المغرب قد سلم خصومه السياسيين ذخيرة لمهاجمته في المحافل العربية على الأقل من خلال هذا التوقيع، يجيب: "لا أظن".

ويقول: "أيًا كان الموقف الذي يتخذه المغرب، فهذا ليس مبررًا للإساءة إلى وحدته الوطنية والترابية"، مشددًا على أن الأخيرة من ثوابت أي دولة. ويذكر بأن القوة التي تستعمل للدفاع عن سلامة الأراضي وحدود الدول ووحدتها مشروعة دوليًا.

الاعتراف الأميركي واستقبال سعيّد لزعيم البوليساريو

إلى ذلك، يلفت العثماني إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء له تأثيرات هامة جدًا، أولًا على مستوى العلاقات الثنائية في المجالات كافة.

ويلفت إلى أن الولايات المتحدة قبل الاعتراف بالأقاليم الجنوبية كجزء من المغرب لم يكن بإمكان دبلوماسييها زيارة هذه الأقاليم ولم تكن الاستثمارات الأميركية تذهب إليها، وكذلك الاتفاقيات العسكرية لم تكن تضمها. ويؤكد أنه تم تسوية كل هذه الأمور الآن.

ويقول على المستوى الدولي، لأول مرة هناك دولة متقدمة غربية تعترف حقيقة بأن الصحراء مغربية، معتبرًا أن انقلاب الموقف الأميركي بالنسبة إلى قضية الصحراء المغربية أدى إلى تغيير مواقف دول أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا.

وبينما يؤكد أن هذا التطور مهم جدًا، يرى أن التأثيرات الأخرى ستأتي تدريجيًا، فالقرار ذو طابع إستراتيجي.

وبالتوقف عند استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم البوليساريو، يلفت إلى أن الشعب المغربي تفاجأ من موقف القيادة التونسية.

وبينما يعتبر أن هذا الموقف لا يليق بتونس، يؤكد أن هذا الأمر سيكون له تداعيات. 

ويذكر بأن تونس عرفت 4 رؤساء بعد الاستقلال وكانوا جميعهم يحترمون بشكل واضح وصريح الوحدة الوطنية الترابية المغربية وسيادة المغرب على صحرائه، ولم يكن عندهم شك في هذا ولا تلكؤ. وأمل أن تصحح الشقيقة تونس هذا الخطأ الذي وقع.

"نتائج غير منطقية وغير مفهومة"

في انتخابات سبتمبر/ أيلول 2021 تراجع حزب "العدالة والتنمية" إلى المركز الثامن وفقد 90% من مقاعده في البرلمان، بعدما كان فاز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2011 و2016.

ردًا على سؤال الزميل بدر الدين الصايغ، يقول العثماني إن هذا الأمر ليس له أي تفسير، مشيرًا إلى أن الحزب درس بعد ذلك القضية في الأمانة العامة وأصدر بلاغًا، وكذلك بعد اجتماع المجلس الوطني تم إصدار بلاغًا. 

ويفيد بأن البيان أشار إلى أن هذه النتائج غير منطقية وغير مفهومة، ولا تنسجم مع الوزن السياسي للحزب والخريطة السياسية في البلاد.

ويرى أن المنطقي هو أن "العدالة والتنمية" لا يزال عنده مناصروه وشعبيته، معتبرًا أن ردود فعل الشعب المغربي اليوم دليل على هذا الأمر.

ويلفت إلى أن الحزب عبر عن موقفه من نتائج الانتخابات بطريقة تعكس الكيفية، التي يريدها لإدارة المرحلة السياسية.

ويوضح أن بقاء حزب "العدالة والتنمية" في السلطة لعشر سنوات أمر غير مسبوق بالنسبة للأحزاب السياسية في المغرب، وليس سهلًا. 

ويشدد على أن الحزب خرج من الحكومة ولم يخرج من المشهد السياسي، وأنه لا يزال فاعلًا ومحترمًا من قبل الجميع.


هل ما زال العثماني موجودًا في المشهد السياسي بعد خروجه من الحكومة، وهل حزب "العدالة والتنمية" برأيه اليوم في أياد أمينة؟ الإجابة على هذه الأسئلة وأخرى في الحلقة المرفقة من "وفي رواية أخرى".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close