أظهرت دراسة أُجريت في جامعة هلسنكي في فنلندا أن كلابًا بوليسية تم تدريبها قادرة على اكتشاف المصابين بـ كوفيد-19 بصورة أفضل من اختبارات متبعة، بعدما تمكنت من تحديد 97% من الحالات في تجارب واقعية.
وكان العلماء قد أكدوا بعد انتشار الوباء أن حاسة الشم الشديدة لدى الكلاب، بالإمكان الإفادة منها للكشف عن حاملي الفيروس.
كما أكد باحثون فنلنديون أن الكلاب يمكن أن تكون "أداة قيمة" لاحتواء الوباء عند استخدامها في المطارات وأماكن التجمعات الأخرى.
سيناريو واقعي
وبحسب موقع "ديلي ميل" البريطاني، قام فريق جامعة هلسنكي بتدريب أربعة كلاب؛ ثلاثة منها من فصيلة "لابرادور" وواحد من "كلب الراعي الأبيض"، على اكتشاف كوفيد عبر الشم في ربيع 2020.
حينها تم تعريض تلك الكلاب إلى عينات من الجلد، ولمسحات من الرقبة والجبهة والمعصمين، تقدم بها 114 متطوعًا ثبتت إصابتهم بالفيروس. وكذلك تعرّضت لعينات من مئات الخالين من الفيروس، وفق ظروف رقابية شديدة.
أبحاث تكشف أنّ النساء الفئة الأكثر تأثرا بمتلازمة كوفيد طويل الأمد#العربي_اليوم pic.twitter.com/qgSPogJFsR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 18, 2021
وأثناء التدريب، كانت "نتائج" الكلاب دقيقة بنسبة 92% في اكتشاف المصابين بالعدوى، وبنسبة 91% في تحديد من كانوا أصحاء. وقد قامت بالإشارة إلى الحالات الإيجابية من خلال مد مخلبها أو الجلوس.
بعد ذلك، وفي سيناريو واقعي، قامت الكلاب الأربعة بشم 303 ركاب في مطار هلسنكي فانتا الدولي في فنلندا بين سبتمبر/ أيلول 2020 وأبريل/ نيسان 2021، كانوا قد خضعوا لفحوصات PCR.
وحينها، حددت الكلاب ـ بعد شمّ الركاب في مقصورات بُنيت لهذا الغرض في المطار ـ خلو 296 راكبًا من بين 300 من الفيروس، وهو ما يعادل في دقته 99%، في حين فشلت في تحديد ثلاثة ركاب كانوا مصابين بالفيروس.
غير أن الباحثين أفادوا أن أحد الركاب جاءت نتيجته سلبية عندما أجرى اختبارًا ثانيًا للـ PCR، وآخر كان إيجابيًا لكن غير معد.
وأرجع خبراء التباينات في مهارات شم الكلاب إلى تدريبها على اكتشاف سلالة الفيروس الأصلية، وليس متحور ألفا.
لاحقًا، ولتعريضها لحالات إيجابية على أرض الواقع، تم تقديم 155 عينة من الأشخاص المصابين بكوفيد للكلاب، فحددت بشكل صحيح 99% من المسحات.
وإزاء اختبارات المطار والعينات الإيجابية مجتمعة، تمكنت الكلاب من تحديد 97% من المصابين و99% من غير المصابين بفيروس كورونا.
واعتبر الباحثون أن النتائج تظهر قوة التمييز النشطة في مهارات الشم لدى الكلاب، وأنه ينبغي تدريبها على اكتشاف جميع المتحورات.
ولا تزال جهود مكافحة وباء كوفيد-19 مستمرة عالميًا للقضاء عليه ولاحتواء تداعياته. وبموازاة العمل على تطوير اللقاحات للمتحورات الجديدة، تحظى طرق الكشف عن الإصابات بالفيروس باهتمام كبير، يخرج الكثير منها عن المألوف.
وفي ما يخصّ الاستفادة من مهارات الشم لدى الكلاب، فإن التجربة الفنلندية ليست الأولى من نوعها.
ففي تونس، تم تدريب كلب يحمل اسم "دكتور كورونا"، للتعرف على المصابين بالفيروس، على مدى خمسة أشهر.
ومن الأدوات الغريبة في اكتشاف المصابين، تطبيق للهواتف الذكية يمكنه اكتشاف ما إذا كان المستخدم مصابًا بفيروس كوفيد-19، من خلال السعال على الهاتف فقط، بفضل تقنية التعلم الآلي لتحليل أصوات السعال.
ووفق موقع "ديلي ميل"، سجّل التطبيق المسمى ResApp أثناء الاختبارات العلمية، نسبة رصد حالات بشكل صحيح وصلت إلى 92% لدى الأشخاص المصابين بكورونا.