ذكرت دراسة حديثة أجرتها جامعة نيويورك "تاندون" بالتعاون مع مجلة "ناتور إليكترونيكس"، أن علماء تمكنوا من صنع حبة ذكية يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد مشاكل الجهاز الهضمي.
وهذه الحبة هي عبارة عن مستشعر صغير قابل للابتلاع، يمكن مراقبته أثناء تحركه عبر الجهاز الهضمي ما يسمح لهذه التقنية، بالكشف عن تسرب الحمض من المعدة إلى المريء، ومرور الطعام ببطء أكثر مما ينبغي في المعدة، وتحديد مشاكل معوية أخرى.
ويقول العلماء إن مثل هذا الجهاز، يمكن أن يكون البديل عن إجراءات التنظير الداخلي الذي يستخدم حاليًا لتشخيص اضطرابات الحركة المعوية.
هذا ويدرس الباحثون توفير آلية آمنة، تمكّن المرضى من ابتلاع هذه الحبوب التنظيرية في المنزل قبل مراجعة الطبيب وتحليل البيانات المخزونة في الحبة، حيث عادةً ما تستخدم الأشعة السينية، أو التصوير، أو القسطرة، لتشخيص الحالات المرضية.
كيف تعمل الحبة الذكية؟
من بيروت، يشرح أخصائي الأورام السرطانية في الجهاز الهضمي رياض سركيس أن هذه الحبة هي نوع من الكاميرا تقوم عند ابتلاعها من قبل المريض بالتقاط صور متكاملة من الفم إلى المخرج.
وبالتالي، يمكّن هذا الأمر الأطباء من دراسة الجهاز الهضمي للمريض كله بشكل مفصّل ودقيق بفضل هذه الكاميرا، ما يعني أن هذه التقنية مهمّة جدًا وقد تساعد في بعض الحالات الصعبة، وفق سركيس.
في المقابل، يلفت الأخصائي في حديثه لـ"العربي"، إلى أن الحبة الذكية التي دخلت إلى العمل الطبي منذ نحو 15 عامًا ليس من الضروري أن تستخدم لجميع المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، في وقت لا يمكن أيضًا الاستغناء عنها في بعض الحالات المعقّدة.
ويضيف: "هذه الكبسولة موجودة منذ سنين لكن اليوم قام العلماء بتطويرها أكثر، وتسهيل استخدامها وابتلاعها من قبل المريض، أي من خلال تصغير حجمها وتحديثها لكي تمر بشكل أسهل داخل الجسم، توازيًا مع إعطاء دقة أكبر بالصور والمعلومات".
متى تستخدم كبسولة الفيديو؟
كذلك، يوضح سركيس أنه بفضل هذه التقنية، يمكن للأطباء معرفة كل التفاصيل الصحية التي يريدونها خلال 8 ساعات فقط يكون خلالها المريض نائمًا في منزله وليس حتى في المستشفى، بينما الطبيب يتابع حالته عن بُعد عبر جهاز الكومبيوتر.
لكن أخصائي الأورام السرطانية في الجهاز الهضمي، يلفت إلى أن استخدام هذه الحبة الذكية يتم فقط عندما يكون الطبيب بحاجة للكشف عن بعض الأمور الدقيقة والمحددة، فلا يمكن اعتمادها مثلًا أثناء قيام المريض بكشف دوري روتيني.
ويتابع: "يجب الانتباه أيضًا إلى أن بعض الأمراض تشكّل انسدادًا بالأمعاء أو بعض الالتصاقات والالتهابات، وبالتالي قد يكون استخدام الحبة الذكية التي طولها تقريبًا 11 مليمترًا مسببًا لنوع من الانسداد المعوي".
من جهة ثانية، يعتقد سركيس أن كبسولة الفيديو لم تأت لإلغاء التقنيات السابقة التي هي بدورها مهمّة جدًا مثل آلات التنظير، بل أتت استكمالًا لها بفضل مميزاتها الأكثر دقة.