الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

تحدد من يمكنه الضغط على الزناد.. مسدسات "ذكية" في أسواق أميركا قريبًا

تحدد من يمكنه الضغط على الزناد.. مسدسات "ذكية" في أسواق أميركا قريبًا

Changed

يعيش حوالي 40% من الأميركيين البالغين في منزل يحتوي على أسلحة (غيتي)
يعيش حوالي 40% من الأميركيين البالغين في منزل يحتوي على أسلحة (غيتي)
ستكون المسدسات الذكية متاحة للمدنيين في مختلف أنحاء أميركا، خلال الأشهر المقبلة، إذ إنها قيد التجربة حاليًا من قبل شرطيين.

تدخل مسدسات "ذكية" مصممة لتحديد من يمكنه الضغط على الزناد، سوق الأسلحة الأميركية المزدهرة هذا العام، والهدف منها الحد من عدد ضحايا الأسلحة النارية، في وقت يواجه فيه المشرعون الفدراليون طريقًا مسدودًا بشأن تنظيم حمل السلاح.

ومنذ عقود، تثير فائدة هذه التكنولوجيا ومدى موثوقيتها بالإضافة إلى المعارك السياسية حول تنظيم حمل الأسلحة النارية؛ جدلاً واسعًا.

لكن مؤيّديها يعتبرون أنها فرصة لمنع الأطفال والمجرمين والأشخاص الذين لديهم الميول لإيذاء النفس، من الضغط على الزناد.

ولا يمكن التنبؤ الآن بمدى قدرة هذه التكنولوجيا على توفير المزيد من السلامة، وإذا ما كان سيقدم المشترون على هذه الأسلحة.

ويعيش حوالي 40% من الأميركيين البالغين في منزل فيه أسلحة، وفقًا لمركز بيو للبحوث.

وعام 2020، سجّلت مبيعات الأسلحة النارية رقمًا قياسيًا، مع بيع نحو 23 مليون قطعة، وفق مجموعة "Small Arms Analytics & Forecasting" للاستشارات.

قيد التجربة

من جهته، قال آدم سكاغز كبير المستشارين ومدير السياسات في مجموعة "غيفوردز" لمكافحة انتشار الأسلحة: "لا يمكنني معرفة ما إذا ستكون (المسدسات الذكية) إيجابية أو سلبية، أو إذا ستواجه الفشل نفسه الذي منيت به الأسلحة الذكية الأخرى في الماضي".

ويستخدم النظام الذي تقدمه شركة "سمارت غانز" التي يملكها رائد الأعمال توم هولاند رقائق "رفيد" (بطاقات تحديد الترددات اللاسلكية)، على غرار الشارات التي يستخدمها كثر في سياراتهم لدفع الرسوم الإلكترونية، مثبتة داخل حلقات.

وعندما يمسك صاحب السلاح مسدسه بيده التي يضع فيها حلقة متصلة، تفتح آلية أمان ما يمكّنه من إطلاق النار.

وصممت شركة هولاند هذه التكنولوجيا خصوصًا للشرطة الذين يخشون من أن يستولي مشتبه به على مسدسهم عند محاولتهم القبض عليه، وكذلك للأهالي الذين يخشون من أن يعثر أطفالهم على أسلحتهم النارية ويستخدمونها، متوقعًا بيع مسدساته التي قال إنها قيد التجربة من قبل شرطيين، في أنحاء أميركا للمدنيين بحلول أبريل/ نيسان أو مايو/ أيار.

وفي تصريح لـ "فرانس برس"، قال هولاند إن: "الأمر يتعلق فقط بسلامة السلاح. بالنسبة للمشترين الذين يريدون سلاحًا أكثر أمانًا... يمكنهم الحصول على هذه الأسلحة الذكية إذا كانوا يشعرون بحاجة ماسة إلى حماية أنفسهم".

بدورها، قالت جينجر تشاندلر، المؤسسة المشاركة لشركة "لودستار ووركس" لصناعة الأسلحة الذكية، إن نظام المصادقة هو بمثابة حاجز مادي ضد الحوادث وحالات الانتحار والجرائم، لكنه أيضًا حاجز نفسي.

وأوضحت: "في لحظة توتر، يلتقط الشخص المخوّل السلاح الناري، لكن عليه القيام بهذه الخطوة الإضافية التي تمنحه وقتًا ليفكر هل أريد فعلاً القيام بذلك؟".

وتطور شركتها مسدسًا عيار 9 مليمترات سيكون متاحًا في السوق بحلول عام 2023، يمكن تفعيله بثلاث طرق: عبر تطبيق يحمّل على الهاتف، أو باستخدام رمز سري أو عن طريق مستشعر بصمة الأصبع.

"مشروع لم ير النور"

وعام 2000، اتفقت شركة "سميث أند ويسون" لصنع الأسلحة النارية مع إدارة الرئيس آنذاك بيل كلينتون، على إجراء إصلاحات للحد من عنف السلاح شملت تطوير أسلحة ذكية، لكن المشروع لم ير النور بعد تدخل عنيف من لوبي حقوق السلاح النافذ في أميركا.

وعام 2002، أثار قانون لولاية نيو جيرزي كان من شأنه حظر المسدسات التي لا تتمتع بنظام مصادقة المستخدم، ضجة كبيرة وأعيدت صياغته عام 2019 لمطالبة متاجر الأسلحة في الولاية ببيع الأسلحة الذكية بمجرد أن تصبح متاحة تجاريًا.

كما أن الضربة التي تلقتها الشركة الألمانية "أرماتيكس" التي طورت مسدسًا ذكيًا، أثرت سلبًا على هذه التقنية. ففي عام 2017، تمكن أحد المقرصنين من اختراق نظام الأمن باستخدام مغناطيس.

وفيما يلقى مفهوم السلاح الذكي دعمًا من دعاة تنظيم حمل الأسلحة، أشار بعض الخبراء إلى أنه يظل رغم ذلك "سلاحًا فتاكًا".

وتمتلك هذه التكنولوجيا جاذبية خصوصًا فيما يبدو، أن الاستقطاب السياسي يضمن عدم وجود قيود فدرالية جديدة على الأسلحة في المستقبل القريب.

وقال غاريث غلايزر المؤسس المشارك لـ "لودستار" إن: الشركة حاولت تجنّب الانزلاق في الجدل السياسي حول الأسلحة، مضيفًا: "إنه حل بديل. نفضل أن تبقى الحكومة بعيدة عن هذا الموضوع وأن تسمح للمستهلك بالاختيار".    

ويتكرر الجدل في الولايات المتحدة حول قوانين اقتناء وامتلاك الأسلحة مع تجدد عمليات إطلاق النار والجرائم التي تحدث بوتيرة دائمة ما يخلّف عشرات القتلى والمصابين.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close