تحذيرات من تهجير قسري.. المقاومة تتصدى لمحاولات توغل الاحتلال في غزة
شهد اليوم الـ24 من العدوان الإسرائيلي على غزة تطورات جديدة، حيث شن جيش الاحتلال ضربات جوية ومدفعية عنيفة على قطاع غزة مع توغل قواته مدعومة بالدبابات في هجوم بري محدود، فيما زاد من استهدافه لمحيط المستشفيات في القطاع.
في المقابل، جددت المقاومة الفلسطينية رشقاتها الصاروخية تجاه مستوطنات الاحتلال وتجمعاته العسكرية، مع دخول معركة "طوفان الأقصى" يومها الـ 24 تواليًا، وواصلت التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في أطراف القطاع من عدة محاور.
ومساء الإثنين، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب من جديد ردًا على المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلًا، وأصاب نحو 21048، بحسب بيانات رسمية.
سرايا القدس: إنجازات المقاومة ستشهد تحولًا
من جانبه، أكد الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، أن "جنود جيش الاحتلال استدرجوا إلى كمائن الرعب والموت في غزة".
وقال أبو حمزة: "العدو يرسم صورًا وهمية لمحاولاته التوغل برًا في غزة، والمناورات البرية البائسة للعدو تهدف إلى إعادة الثقة في فرقة غزة".
وأضاف: "على العدو أن يتوقف عن سياسة المراوغة فكل دقيقة تمضي هي خطر على حياة أسراه".
وتابع قائلًا: "إنجازات المقاومة ستشهد تحولًا على جميع الأصعدة والجبهات".
وكان الجيش الإسرائيلي زعم في وقت سابق اليوم، أن قواته "تتقدم تدريجيًا في قطاع غزة"، مع دفع المزيد من القوات إلى القطاع.
في المقابل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، انسحاب آليات عسكرية إسرائيلية بعد وقت قصير من توغلها بشكل محدود في شارع صلاح الدين جنوب شرق القطاع.
وأضاف أنه لا يوجد أي تقدم برّي داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرّافة انطلاقًا من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك.
جلسة لمجلس الأمن الدولي
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة، بحث فيها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وقالت سفيرة أميركا بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال الجلسة، إن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل "أنها قلقة بشأن قطع الاتصالات في غزة".
وأضافت: "أوضحنا ذلك للقادة الإسرائيليين ونعلم أن شبكات الاتصالات بدأت في العودة. هذا أمر حيوي. قطع الاتصالات يعرض حياة المدنيين وموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني للخطر ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة".
من جهته، أكد مندوب الصين تشانغ جون "أننا نتعاطف مع سكان غزة ونطالب أطراف الصراع بالكف عن الأعمال العدائية".
وقال: "إذا بقي الوضع في غزة على ما هو عليه ستكون هذه هي الأزمة الإنسانية الأكبر".
بدوره، اعتبر المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن "أميركا وإسرائيل أرادتا استمرار القصف على غزة"، مشددًا على "أننا نرى عملية تطهير عرقي في القطاع".
وأشار إلى أن "غزة باتت معزولة عن العالم بسبب قطع الاتصالات"، مؤكدًا أن "حصار غزة محكم والقطاع معزول عن العالم ولا أحد يعرف ما يحدث فيه".
تحذيرات من تهجير قسري
وتأتي هذه التطورات، وسط تحذيرات من أن الفلسطينيين في غزة يتعرضون للتهجير القسري، فيما جددت إسرائيل تحذيراتها للمدنيين بالانتقال من شمال غزة إلى الجنوب.
وأبلغ المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة مجلس الأمن اليوم الإثنين بأن الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر يتعرضون للتهجير القسري والعقاب الجماعي.
وقال المفوض العام فيليب لازاريني إن "انقطاع الاتصالات في نهاية الأسبوع أدى إلى تسريع انهيار النظام المدني".
وحذر من أنه إذا تفاقم هذا الانهيار فإنه "سيجعل من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل" على الأمم المتحدة مواصلة العمل في غزة.
المقاومة تتصدى للاحتلال
بدورها، أعلنت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، استهداف آليتين إسرائيليتين "توغلتا" في حي "الزيتون" شرق مدينة غزة.
وكانت "كتائب القسام" أعلنت في بيان سابق، أنها استهدفت "ناقلة جند صهيونية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105"، قبل أن ترفع العدد إلى اثنين.
فيما قالت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي": إن مقاتليها أوقعوا قوة إسرائيلية في "كمين هندسي محكم" شرقي حي الزيتون في قطاع غزة.
وفي فيديو جديد نشره القسام، ظهرت أسيرات إسرائيليات، تحدثت إحداهن بحدة وهي توجه رسالتها لرئيس حكومتها نتنياهو منددة باستهتاره بحياتهم، ورفضه الاستجابة للصفقة التي عرضتها حركة حماس بإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق أسرى الاحتلال.
إثر ذلك، وصف نتانياهو مقطع الفيديو بأنه "دعاية نفسية قاسية"، فيما قالت حماس: إنه "ينبغي على تل أبيب إدراك رسالة الأسيرات الإسرائيليات الثلاث "قبل فوات الأوان.
استهداف محيط المستشفيات
من جانبه، زاد الجيش الإسرائيلي من استهدافه لمحيط المستشفيات في غزة، حيث أدى استهداف ملاصق لمستشفى الإندونيسي إلى إلحاق أضرار بالغة به، وتعريض حياة مئات الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والصحافيين وآلاف النازحين بداخله للخطر.
وفي السياق عينه، أفاد مدير عام مستشفى الصداقة التركي بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف بشكل متكرر محيط المستشفى، ما أدى إلى تحطيم أجزاء كبيرة من المستشفى، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
واليوم الإثنين، واصلت إسرائيل تهديداتها بقصف مستشفى القدس بقطاع غزة، وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، "حزامًا ناريًا" في محيط المستشفى التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.
نتنياهو يرفض إنهاء العدوان
سياسيًا، رفض نتانياهو الإثنين ما أسماه "وقفًا لإطلاق النار" في العدوان على غزة، معتبرًا أنه سيكون بمثابة "استسلام" لحركة حماس، حسب تعبيره.
وقال خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب: "الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. هذا لن يحصل".
فيما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن "العملية البرية في قطاع غزة ليست سهلة وعدونا يقاومنا"، مؤكدًا أنه "يجب علينا الانتصار والقضاء على حماس فإما نحن أو هم".
وأضاف: "نبذل كل ما بوسعنا للدفاع عن إسرائيل وقواتنا جاهزة للرد على أي عدوان من الشمال".
دعوات لهدنة إنسانية في غزة
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات لهدنة إنسانية في غزة، إذ كررت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي الدعوة لهدنة إنسانية في غزة قائلة إنه "لم يتبق سوى وقت قليل لإخراج الكنديين والرهائن في أثناء تقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها".
ودعت جنوب إفريقيا الإثنين الأمم المتحدة إلى نشر قوة سريعة لحماية المدنيين في قطاع غزة من مزيد من القصف وسط تصعيد إسرائيلي.
من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن بلاده تعمل من أجل التوصل لهدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية بافلوس ماريناكيس أن أثينا "تبحث مع حلفائها" الأميركيين وفي الأمم المتحدة إمكانية إيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة عن طريق البحر.
من جانبه، حذر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الإثنين، من استمرار "تدهور" الأوضاع في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته" في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع.
ولم تكن الضفة بمنأى عن الاعتداءات الإسرائيلية، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 4 شبان فلسطينيين وإصابة 5 جراء العدوان الإسرائيلي الجديد على جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة: إن "الشهداء هم: أمير عبد الله شربجي (25 عامًا)، ونورس إبراهيم زيدان بعجاوي (28 عامًا)، ووئام إياد أحمد الحنون (27 عامًا)، وموسى خالد جيارين (23 عامًا)".
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت، الليلة (الأحد)، مدينة جنين بأكثر من 100 مركبة عسكرية من عدة محاور برفقة جرافتين عسكريتين، وحاصرت محيط مستشفى ابن سينا، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع مسيرة فوق المدينة، بحسب وكالة "وفا".