الخميس 28 مارس / مارس 2024

تحذير جديد.. الذكاء الاصطناعي يُهدّد بانقراض البشرية

تحذير جديد.. الذكاء الاصطناعي يُهدّد بانقراض البشرية

Changed

ناقشت "الأخيرة" احتدام السباق بين الشركات الكبرى للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي (الصورة: غيتي)
يأتي التحذير في وقت يتزايد فيه القلق من الأضرار المحتملة للذكاء الاصطناعي، مع تفوّق أنظمة الذكاء الاصطناعي على البشر.

أصدر العلماء وقادة صناعة التكنولوجيا تحذيرًا جديدًا، الثلاثاء، بشأن المخاطر التي يُشكّلها الذكاء الاصطناعي على البشرية.

وحذّر العلماء، في بيان نُشر على موقع مركز السلامة الذكاء الاصطناعي، من أنّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تشكّل يومًا ما تهديدًا وجوديًا للبشرية، ويجب اعتبارها خطرًا مجتمعيًا على قدم المساواة مع الأوبئة والحروب النووية.

وقال البيان: "يجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض من الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على نطاق المجتمع، مثل الأوبئة والحرب النووية".

ووقّع الرسالة المفتوحة أكثر من 350 مديرًا تنفيذيًا وباحثًا ومهندسًا يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي، من بينهم: سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن آي" (OpenAI) المصنّعة لتطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، وجيفري هينتون، عالم الكمبيوتر المعروف باسم "عرّاب" الذكاء الاصطناعي، وديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind)، وداريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" (Anthropic).

ويأتي التحذير، في وقت يتزايد فيه القلق من الأضرار المحتملة للذكاء الاصطناعي، مع تفوّق أنظمة الذكاء الاصطناعي على البشر، وخاصة مع ظهور جيل جديد من روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي ذات القدرات العالية مثل "تشات جي بي تي".

وأثارت التطورات الأخيرة في ما يسمّى بالنماذج اللغوية الكبرى، مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم قريبًا على نطاق واسع لنشر المعلومات المضلّلة والدعاية، أو أنّه يُمكن أن يقضي على الملايين من الوظائف.

وأكد المختصّ في الذكاء الاصطناعي، رياض بغدادي، في حديث سابق إلى "العربي"، وجود اهتمام كبير من قبل الشركات الكبرى للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي وعلى وجه الخصوص بتقنية النماذج اللغوية الكبرى التي يُبنى عليها نظام تطبيق "تشات شي جي بي تي" القادر على حل المسائل وكتابة القصائد والأشعار بثوانٍ معدودة.

ويعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح قويًا بما يكفي بحيث يمكن أن يخلق اضطرابات على نطاق المجتمع في غضون بضع سنوات إذا لم يتمّ فعل أي شيء لإبطائه، على الرغم من أن الباحثين يتوقفون أحيانًا عن شرح كيفية حدوث ذلك.

"مخاطر تبرّر تدخّل الحكومة"

هذا الشهر، التقى ألتمان وحسابيس وأمودي بالرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس للحديث عن تنظيم الذكاء الاصطناعي.

وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ بعد الاجتماع، حذّر ألتمان من أنّ مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدّمة كانت خطيرة بما يكفي لتبرير تدخّل الحكومة، داعيًا إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي لأضراره المحتملة.

وأضاف دان هندريكس، المدير التنفيذي لمركز سلامة الذكاء الاصطناعي، أنّ الرسالة المفتوحة تُمثّل "خروجًا" لبعض قادة الصناعة الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن مخاطر التكنولوجيا التي كانوا يطوّرونها.

ويُجادل بعض المتشكّكين بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لا تزال غير ناضجة للغاية، بحيث لا تُشكّل تهديدًا وجوديًا. وعندما يتعلّق الأمر بأنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم، فإنهم يبدون قلقهم أكثر بشأن المشاكل قصيرة المدى، مثل الاستجابات المتحيّزة وغير الصحيحة، أكثر من المخاطر طويلة الأجل.

في المقابل، يرى آخرون أنّ الذكاء الاصطناعي يتحسّن بسرعة كبيرة لدرجة أنه تجاوز بالفعل الأداء على المستوى البشري في بعض المجالات، وسوف يتفوّق عليه قريبًا في مجالات أخرى.

ويقولون إنّ التكنولوجيا أظهرت علامات على القدرات المتقدّمة والفهم، مما أثار مخاوف من أن "الذكاء الاصطناعي العام"، أو (A.G.I)، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضاهي أو يتجاوز الأداء على المستوى البشري في مجموعة واسعة من المهام، قد لا يكون بعيدًا.

والأسبوع الماضي، اقترح ألتمان ومديران تنفيذيان في "أوبن آي" عدة طرق يمكن من خلالها إدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية بشكل مسؤول، حيث دعوا إلى التعاون بين كبار صانعي الذكاء الاصطناعي، والمزيد من البحوث التقنية في نماذج اللغات الكبيرة وتشكيل منظمة دولية لسلامة الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما أعلن ألتمان دعمه للقواعد التي تتطلّب من صانعي نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة والمتطوّرة، التسجيل للحصول على ترخيص صادر عن الحكومة.

وفي مارس/ آذار الماضي، وقّع أكثر من ألف باحث وتقني، بما في ذلك الملياردير الأميركي إيلون ماسك، رسالة تدعو إلى وقف تطوير الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر، لأنّه يُشكّل "مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية" وفقًا لهم.

وتتدافع البلدان في جميع أنحاء العالم للتوصّل إلى لوائح لتطوير التكنولوجيا، حيث يعمل الاتحاد الأوروبي على سنّ قانون الذكاء الاصطناعي الذي من المتوقّع أن تتمّ الموافقة عليه في وقت لاحق من هذا العام.

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close