صعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على مناطق مختلفة من قطاع غزة، وسط تحذيرات فلسطينية من تداول ما وصفت بـ"شائعات مضللة" تتعلق بخطط مزعومة بشأن "هجرة جماعية" للفلسطينيين من القطاع الفلسطيني المدمر.
وواصل الاحتلال عمليات القصف الجوي والمدفعي على مناطق قطاع غزة ضمن حربه المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط إغلاق للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
شهداء وجرحى في غزة وخانيونس
ومساء الإثنين، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" باستشهاد المواطن عبد الله أبو راس برصاص طائرة مسيّرة "كواد كابتر" أمام مدرسة صفد في حي الزيتون شرق مدينة غزة. كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأدى قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة بركة بمنطقة الزنة في بني سهيلا شرق مدينة خانيونس إلى استشهاد 4 مواطنين، وإصابة آخرين، بحسب "وفا". كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف طيران الاحتلال عددًا من الخيام بجانب نادي الجزيرة وسط مدينة غزة.
واستشهد فلسطيني في قصف لطيران الاحتلال على شارع صلاح الدين مقابل مسجد العودة في دير البلح، وسط القطاع.
منع دخول كافة أنواع المساعدات
من جهتها، قالت الأمم المتحدة، إن إسرائيل تمنع دخول كافة أنواع المساعدات إلى قطاع غزة منذ 50 يومًا، وإن تأثير ذلك على سكان القطاع "خطير جدًا".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده، الإثنين بمقر الأمم المتحدة في ولاية نيويورك، إنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد بأنه منذ 50 يومًا، لم يتم إدخال أي طعام أو وقود أو دواء أو أي مواد أساسية أخرى إلى غزة.
وأضاف أن مخزونات الغذاء انخفضت بشكل "خطير" خلال هذه الفترة، وأن الأدوية والإمدادات الطبية واللقاحات على وشك النفاد، مشيرًا إلى أن الأطفال والبالغين يعانون من الجوع، وأن النظام الصحي في القطاع بات على وشك الانهيار.
وأردف: "مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا، والهجمات الإسرائيلية على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحية زادت مرة أخرى".
"شائعات مضللة" بشأن الهجرة
من جانبه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الإثنين، من تداول ما وصفه بـ"شائعات مضللة" تتعلق بخطط مزعومة لهجرة جماعية من القطاع، في حملة تقف خلفها إسرائيل بهدف "ضرب الوعي الوطني وزعزعة صمود الفلسطينيين".
وأفاد المكتب، في بيان، "نتابع ما تم تداوله مؤخرًا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث تتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار رامون إلى دول مختلفة حول العالم".
وأضاف: "نؤكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تمامًا عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب".
"حسابات وهمية ومغرضة"
وذهب المكتب إلى التشديد أن "الاحتلال الإسرائيلي هو من يقف خلف هذه المنشورات، وتروج لها حسابات وهمية أو مغرضة أو تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة، فيستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها".
وأشار البيان إلى أن هؤلاء يروجون "لوهم الاحتلال بما يطلق عليه الهجرة الآمنة التي يتكفل بتمويلها، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة".
وأكد أن بعض الأرقام التي يجري تداولها ضمن تلك الحملات تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني، محذرًا "من خطورة الانجرار وراء هذه الدعاية المسمومة".
وأوضح أن "الحالات القليلة التي غادرت القطاع مؤخرًا، معلومة تمامًا، وهي من فئة المرضى والجرحى الذين أتموا إجراءات السفر لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وليسوا مُهاجرين، وما يُشاع خلاف ذلك هو كذب متعمد وتحريف للوقائع".
ولفت إلى أن "الهجرة من الوطن في ظل الاحتلال ليست خيارًا آمنًا، بل هي فخ مغلف بالوعود الكاذبة، تقود إلى الاستدراج والاعتقال والتحقيق أو الإعدام والقتل المباشر، خصوصًا عند التنقل عبر المناطق الحساسة أو خارج الأطر القانونية والرسمية".
وختم البيان بتأكيده أن "فلسطين أرض مقدسة، وهي ليست للبيع، وشعبنا الفلسطيني العظيم لن يُقتلع من هذه الأرض، والرباط فيها شرف ومقاومة، والهجرة منها وهم قاتل".