حذرت بريطانيا جميع مواطنيها في أفغانستان من تفاقم الوضع، وحثّتهم على ضرورة مغادرة البلاد على الفور بسبب "تدهور الوضع الأمني" هناك مع اشتداد القتال بين طالبان والقوات الحكومية.
وقامت وزارة الخارجية الجمعة بنشر المعلومات المتعلقة بأفغانستان على موقعها الإلكتروني لتنصح بعدم السفر إلى هناك مهما كان السبب.
كما ناشدت جميع الرعايا البريطانيين في أفغانستان أن يغادروا البلاد، قائلة: "إذا كنتم لا تزالون في أفغانستان ننصحكم بالمغادرة الآن بالوسائل التجارية بسبب تدهور الوضع الأمني".
وحذّرت الوزارة من الاعتماد عليها في حالات الإجلاء الطارئ، مشيرة الى أن المساعدة التي يمكن أن تقدمها "محدودة للغاية".
وقالت الخارجية البريطانية: "من المرجح جدًا أن يحاول الإرهابيون تنفيذ هجمات في أفغانستان باستخدام أساليب خاصة مطورة ومعقدة للهجوم".
بدورها، دعت السفارة الأميركية في كابل مواطنيها لمغادرة أفغانستان "على الفور".
The U.S. Embassy urges U.S. citizens to leave Afghanistan immediately using available commercial flight options. Please see our #SecurityAlert below⬇️for more information. https://t.co/tU1qywKd5w
— U.S. Embassy Kabul (@USEmbassyKabul) August 7, 2021
وقالت السفارة في بيان إنها "تحث المواطنين الأميركيين على مغادرة أفغانستان على الفور من خلال الخيارات المتاحة للرحلات التجارية".
وأضاف البيان: "نظرًا للظروف الأمنية وتخفيض عدد الموظفين، باتت قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأميركيين في أفغانستان محدودة للغاية، حتى داخل كابل".
وسيطر مقاتلو طالبان في الأشهر الثلاثة الأخيرة على مناطق ريفية واسعة وعلى مراكز حدودية رئيسية بعد هجوم مفاجئ تزامنا مع انسحاب القوات الدولية.
طالبان تواصل تقدمها
وأفاد مسؤول حكومي أفغاني رفيع الجمعة أن طالبان استولت على أول عاصمة ولاية أفغانية، حيث قالت نائبة حاكم ولاية نيمروز روح غل خيرزاد: "يمكنني التأكيد أن... مدينة زرنج، عاصمة ولاية نيمروز، سقطت في أيدي طالبان".
واليوم، أعلنت الحركة السيطرة على مدينة شربرغان، عاصمة ولاية جوزجان، الحدودية مع تركمانستان.
وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في تغريدة على تويتر: "إن العاصمة الاستراتيجية لجوزجان، مدينة شربرغان، تم تحريرها من قبل المجاهدين في إطار عمليات الفتح".
وأضاف: "المعلومات تشير إلى أن مكتب حاكم الولاية ومقر جهاز الاستخبارات وجميع المباني ذات الصلة وقعت تماما تحت سيطرة المجاهدين".
واشنطن: تصرفات طالبان لن تكسبها شرعية دولية
من جهته، علّق البيت الأبيض على قيام مقاتلين من طالبان باغتيال أكبر مسؤول إعلامي في الحكومة الأفغانية في كابُل بالقول: إن "التصرفات الأخيرة للحركة لن تساعدها في كسب شرعية دولية".
وكان مهاجمون من طالبان اغتالوا داوا خان مينابال رئيس مكتب الدعاية والإعلام في الحكومة الأفغانية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إفادة صحفية: "في رأينا أنه إذا كانت طالبان تزعم أنها تريد شرعية دولية، فإن هذه التصرفات لن تجعلها تحصل على تلك الشرعية التي تسعى إليها".
وأضافت: "لا يتعين عليهم أن يبقوا على هذا المسار. يمكنهم أن يختاروا تفريغ هذه الطاقة في عملية السلام كما يفعلون بالنسبة لحملتهم العسكرية".
خلاف مركزي وجذري
الباحث في المركز العربي للأبحاث والسياسيات أسامة أبو أرشيد يرى أن كلام الرئيس الأميركي جو بايدن بأن القوات الحكومية الأفغانية قادرة على الدفاع عن نفسها وعن المؤسسات وعن العاصمة هو كلام سياسي لرفع الحرج عن نفسه، لافتًا إلى أن تقارير الجيش الأميركي تؤكد أن طالبان ستسيطر على البلاد في غضون أشهر.
ويشير في حديث لـ"العربي" من واشنطن إلى أن هناك خلافًا مركزيًا وجذريًا داخل أفغانستان، معتبرًا أن الحلّ الذي كان مرتقبًا في هذا الإطار كان مفاوضات الدوحة لكن طالبان لم تكن مهتمة جدًا بتقاسم السلطة، كما أن الحكومة لم تكن ترى مفهومًا للتقاسم.
ويقول: "قد يكون هناك أفق للحل في حال كان هناك معادلة إقليمية ودولية وداخلية".