تحرك لبناني نحو مجلس الأمن.. ميقاتي: ملتزمون بتطبيق القرار 1701
أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة، أن حزب الله "شريك في حكومة البلاد، وهو موافق على تطبيق القرار الأممي 1701"، وسط تواصل العدوان الإسرائيلي على البلاد.
كلام ميقاتي جاء في ختام اجتماع مجلس الوزراء بالعاصمة بيروت، قال فيه إن الحكومة طلبت من وزارة الخارجية، "تقديم طلب إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بوقف تام وفوري لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701".
إسرائيل وانتهاك السيادة اللبنانية
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل".
وأكد ميقاتي "التزام حكومته بتنفيذ القرار الأممي لا سيما فيما يتعلق بنشر الجيش جنوب البلاد وتعزيز حضوره على الحدود بما من شأنه أن يضمن تنفيذ ذلك القرار". وزاد: "الحلّ الدبلوماسي (مع إسرائيل) مطروح على الطاولة، وحزب الله شريك في الحكومة اللبنانية وهو موافق على تطبيق القرار الأممي".
وعن الحرب الإسرائيلية المتواصلة التي يتعرض لها بلده، ذكر ميقاتي أن لبنان "ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي لا ترتدع وتنتهك سيادته أمام عيون العالم مستقويةً بالصمت المريب عن مجازرها".
ووصف رئيس الوزراء اللبناني الاعتداءات الذي تتعرضّ لها قوة "اليونيفيل" من إسرائيل بالـ"جرم المستنكر والانتهاك لحرمة المجتمع الدولي".
وفي وقت سابق الجمعة أصيب عسكريان اثنان من الكتيبة السريلانكية، جراء استهداف دبابة إسرائيلية برجًا للمراقبة لقوة حفظ السلام الأممية "اليونيفيل" في الناقورة جنوب لبنان.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه بحث هاتفيًا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان، لافتًا إلى أن لبنان ملتزم بتطبيق القرار الأممي 1701.
وشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت.
مجزرة في بيروت
يأتي كلام ميقاتي، بعد ليلة ارتكب فيها الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في بيروت في تحول خطير لمجريات الحرب، حيث شن جيش الاحتلال غارتين على مبنيين سكنيين بمنطقة النويري وحي البسطة التحتا، المكتظين سكانيًا في العاصمة، ما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا ومنهم أطفال، وإصابة 117 آخرين.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الغارة الأولى استهدفت الطابق الثالث من مبنى سكني مؤلف من 8 طبقات بمنطقة النويري، أما الغارة الثانية، فطالت مبنى سكنيًا مؤلفًا من 4 طبقات في شارع فتح الله، في حي البسطة، ما أدى إلى انهياره بشكل كامل.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عمليات البحث عن مفقودين لا تزال مستمرة في بيروت جراء استهداف منطقة النويري، فيما لا حصيلة نهائية لأعداد المصابين والشهداء حتى الآن. وبينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المستهدف من الغارات على بيروت أمس هو القيادي في حزب الله وفيق صفا، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر بأن صفا نجا من محاولة الاغتيال.
القرار 1701
يذكر أن القرار 1701، يتضمن نزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان، وبسط الحكومة سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية، مع منع وجود قوات أجنبية عليها دون موافقة رسمية من الدولة، إضافة لمنع مبيعات الأسلحة والمعدات إلى لبنان عدا ما تأذن به حكومته.
وقبل أيام، أعرب نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن ثقته في قيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري والحراك السياسي الذي يقوم به لوقف إطلاق النار، وأكد أن أيّ نقاش قبل وقف إطلاق النار "لا محل له بالنسبة إلينا".
والثلاثاء، دعت الأمم المتحدة الأطراف في إسرائيل ولبنان، إلى العودة لـ"الحل التفاوضي" باعتباره "السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار"، وذلك في بيان مشترك لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لاثارو، بمناسبة مرور عام على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال البيان: "عام كان التجاهل خلاله هو مصير نداءاتنا المتكررة لضبط النفس، وحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية، والانخراط في عملية سياسية مستندة إلى تنفيذ القرار 1701".
وحذّر من أن "كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق".