الأربعاء 9 تموز / يوليو 2025
Close

تحطيم تمثال في أشهر ساحة بحلب يشعل غضب السوريين.. ما القصة؟

تحطيم تمثال في أشهر ساحة بحلب يشعل غضب السوريين.. ما القصة؟

شارك القصة

 التمثال له رمزية كبيرة بالنسبة لمدينة حلب وذاكرتها الجامعية - غيتي
التمثال له رمزية كبيرة بالنسبة لمدينة حلب وذاكرتها الجامعية - غيتي
الخط
انتقد سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي قرار هدم التمثال، معتبرين أنه يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للمدينة وذاكرتها الجامعية.

أظهر شريط مصور مساء الأربعاء، وتم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، رافعة بينما كانت تسحب تمثال بواسطة كابلات معدنية، في ساحة سعدالله الجابري بمدينة حلب السورية، قبل أن يسقط الجزء العلوي منه ويتحطم.

ويعود تشييد التمثال الموضوع في ساحة سعدالله الجابري ويعدّ جزءًا من معالم المدينة، إلى العام 1985 وهو من أعمال النحات السوري عبد الرحمن مؤقت، استخدم فيه الحجر الحلبي الأصفر.

تحطيم تمثال في حلب

وانتقد سوريون على مواقع التواصل خطوة هدم التمثال، معتبرين أنه ذو رمزية كبيرة بالنسبة للمدينة وذاكرتها الجامعية.

وتحوّلت حادثة تحطم "تمثال الشهداء" إلى جدل واسع، كون التمثال، معروف أيضًا باسم "أم الشهيد". وقد عبّر أهالي حلب عن صدمتهم بما وصفوه بـ "المشهد الحزين" لإرثهم الرمزي.

وقال محافظ حلب عزام الغريب: إن الحادث وقع خلال عملية نقل التمثال إلى أحد المتاحف في إطار خطة لإعادة تأهيل وسط مدينة حلب، مضيفًا: "تابعت بأسف المشاهد التي أظهرت الخلل في نقل "تمثال الشهداء" بساحة سعد الله الجابري.

بدورها، قالت مديرية الآثار والمتاحف في حلب ببيان توضيحي، إن التمثال نقل "حرصًا على الحفاظ عليه وعلى قيمته الفنية"، مؤكدة أنه سيخضع للترميم والصيانة على يد مختصين، وأن إزالته مؤقتة لتهيئة الساحة لإقامة فعاليات عامة بعد أن أصبح يحجب الشاشة الرئيسية المنصوبة في الآونة الأخيرة في المكان.

كما أن بعض الأهالي طالبوا بإزالته لارتباطه بمرحلة مؤلمة من تاريخ المدينة. غير أن هذه الروايات المتناقضة لم تقنع كثيرًا من السوريين، خصوصًا بعد تداول صور أظهرت التمثال محطمًا وممددًا على الأرض، إلى جانب نشر الشركة المشرفة على مشروع إعادة تأهيل الساحة لتصاميم جديدة خالية من التمثال، ما زاد من الاتهامات بوجود نية مبيتة لإزالته وتحطيمه.

مخاوف على الذاكرة الجمعية

والمشهد أعاد إلى الأذهان حالة التوتر القديمة بين الرؤى الثقافية والمدنية للفضاء العام في المدينة، والتوجهات الإدارية أو الأيديولوجية التي تضعف أو تحطم مثل هذه الرموز التاريخية. 

وطالب ناشطون بفتح تحقيق شفاف في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإعادة التمثال إلى حالته الأصلية، حفاظًا على قيمته النحتية والفنية بوصفه أحد أبرز التذكارات في المدينة.

وقد تداول السوريون منشور قديم للنحات عبد الرحمن مؤقت قبل وفاته كتب فيه بمناسبة عيد الجلاء يوم أزيح الستار عن نصب الشهداء قبل أكثر من ثلاثين عامًا: "كان الانتصار على كتلة الصخر المخيفة... قد أعاد الثقة إلى النفس أقوى وجمعت قواي التي تبعثرت... صحيح أن الحجر يؤخذ بالحيلة والخبرة ولا تكفي القوة".

وقال ياسين: "تم التعامل مع التمثال بشكل غير فني وغير مهني، وكأن الهدف لم يكن الإزالة بحد ذاتها، بل التحطيم المتعمد.. هل يعقل أن يكون هذا هو أسلوب مدينة بحجم حلب تضم أكثر من خمسين ألف مهندس؟ من المسؤول؟ هل صدر قرار من محافظ حلب؟ أم من مجلس المدينة؟ أم من وزارة الثقافة؟".

وأردف: "إذا لم يكن هناك قرار رسمي موثق، فنحن أمام اجتهادات فردية تمس شكل المدينة وهويتها دون محاسبة، وقد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه في قضايا أخرى". ومضى يقول: "المحاسبة واجبة، والدولة التي تريد أن تنهض لا تتعامل بارتجالية، بل ببناء الثقة مع شعبها واحترام تنوعه".

أما أحمد فكتب قائلًا: "لا نعرف أيهما أسوأ فعلًا، هل لو كان تحطيمًا مقصودًا، أم إنها عملية نقل فعلًا وتحطم التمثال خطأ.. لا تتعلق القضية بحلب، التي تشهد جهودًا كبيرة مشهودة من الناشطين ومسؤولي المحافظة والأهالي، ولكن يجري في سوريا تعميم الاستسهال سياسة عامة ومنطق عمل، ليس الفقر أو المؤامرات الخطر الأكبر على سوريا اليوم، وإنما تقبل الرداءة، وتتفيه النقاش العام وكل قضية جدية بتحويلها إلى سخرية وتبريرات جاهزة، تحت أولوية التريند والإنفلونسر الجدد والخطاب الشعبوي".

من جانبه، قال محمد: "هل يعقل أن عدد المنشورات التي تتحدث عن مقتل طفل سوري لم تبلغ 10% من عدد المنشورات التي تتحدث عن التمثال الذي هدم في حلب؟! هل بالفعل الحجر أغلى من البشر في سوريا".

كما كتب عز الدين: "المشكلة أن تستغبي مديرية الآثار الشعب، وتقول إنه اللي جرى عملية نقل، احذروا استعادة روايات من عقلية شكر الله على نعمة المطر وشبيهاتها".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة