كشفت وسائل إعلام مصرية أن عقارًا سكنيًا انهار فجر أمس الأربعاء، ما أسفر عن مصرع 8 أشخاص، حيث يعتبر المبنى المنهار هو المنزل الأول للفنان الراحل نور الشريف. وقد انتهت عمليات البحث والإنقاذ التي نفذها رجال الحماية المدنية في العاصمة القاهرة في ساعات متأخرة من الليل.
وأفادت صحيفة "المصري اليوم" بأن الأجهزة الأمنية كانت قد تلقّت بلاغًا فجر الأربعاء، يفيد بانهيار مبنى في منطقة "السيدة زينب"، وهو عقار مكوّن من خمسة طوابق، يضمّ 12 شقة سكنية، كانت 8 منها مأهولة بالسكان لحظة وقوع الكارثة.
أسباب الكارثة
وفوجئ سكان المنطقة بصوت يشبه الانفجار، ليتبيّن لاحقًا أن المبنى قد انهار بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، وتحول إلى كتلة من الركام. وعلى الفور، قامت الأجهزة المعنية بإخلاء العقارات المجاورة كإجراء احترازي.
وأكدت تقارير صحافية انتشال 8 جثث، من بينها جثتا طفلين، فيما أُصيب 5 آخرون بجروح متفرقة، وذلك بعد أكثر من 20 ساعة من العمل المتواصل لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن عدد من سكان العقار قولهم إن أحد السكان اشترى مؤخرًا شقة في الطابق الأرضي وبدأ فيها أعمال ترميم، بينما ظلّ الطابق الأول مغلقًا منذ أكثر من 35 عامًا، ما يرجّح وجود خلل في توازن المبنى، وهو ما قد يكون سبب الانهيار.

من جانبها، أصدرت النيابة العامة المصرية قرارًا بفتح تحقيق عاجل في أسباب انهيار العقار، وإحالة ملفه إلى لجنة هندسية متخصصة لفحص حالته، وتحديد أوجه القصور والمسؤولية.
منزل نور الشريف
وأكد شهود عيان لصحيفة "اليوم السابع" أن العقار الذي انهار، هو أول منزل سكنه الفنان الراحل نور الشريف، قبل زواجه، وكان يحمل لوحة تذكارية تقول "هنا عاش الفنان نور الشريف".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن ابنة الفنان الراحل، سارة قولها: "أنا في حالة صدمة مما حدث، لأن هذا المنزل كان منزل والدي الذي تربّى وعاش فيه قبل زواجه بوالدتي الفنانة بوسي".
من جهته، دون مدير التصوير، محسن أحمد، شهادته عن انهيار العقار، على صفحته في منصة فيسبوك، كاشفًا أن المخرج الراحل حافظ أمين، عاش كذلك في المبنى نفسه.
وقال أحمد: "كنت أصلّي العشاء، فجأة اهتزّ المنزل، وظننت بأنه زلزال، لكنه كان انهيار العقار رقم 20. منزلي هو رقم 16، ويفصل بيننا مبنى واحد فقط. هذا هو العقار الذي سكنه الفنان نور الشريف، والمخرج الراحل حافظ أمين، وتحوّل في لحظات إلى كومة تراب".
كوارث تتكرر
وتشهد مصر انهيارات متكرّرة لعقارات مأهولة، في حوادث تُرجع السلطات أسبابها غالبًا إلى "البناء العشوائي" و"عدم الالتزام بقوانين البناء"، الأمر الذي يودي بحياة المئات من المواطنين سنويًا.
وخلال شهر أغسطس/ آب الفائت، وثقت صحيفة "الشروق" المحلية أكثر من 800 حادثة سقوط عقار خلال 7 سنوات (2017- 2023)، أسفرت عن 551 قتيلًا و1088 مصابًا، وذلك استنادًا إلى أرشيف الصحف المحلية.
وقال رئيس الجهاز الفني للتفتيش على أعمال البناء، رأفت شميس في تصريح سابق: إن غياب الصيانة هو السبب الرئيسي لانهيار العقارات، لا سيما تلك التي يزيد عمرها عن 40 أو 50 عامًا.