يختلف الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة في كثير من القضايا والسياسات الداخلية والخارجية، لكن دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي غير المشروط عسكريًا ودبلوماسيًا لطالما كان موضع إجماع بينهما.
لكن القاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي أظهرت تغيّرًا حادًا في مواقف قياداتها، إذ أظهر استطلاع سنوي لشركة "غالوب" الأميركية لأول مرة أنّ 49% من الديمقراطيين، أيّ نحو النصف، يتعاطفون مع الفلسطينيين مقابل تعاطف 38% منهم مع الجانب الإسرائيلي.
أسباب التحول في الموقف
وكانت مؤسسة "غالوب"، التي تعنى بالتحليلات والاستشارات السياسية، قد نشرت العام الماضي استطلاعًا يظهر تزايد التعاطف مع الفلسطينيين وقضايا الشرق الأوسط، لكن التعاطف مع إسرائيل ظلّ متفوقًا بنسبة ضئيلة.
ووفقًا للاستطلاع فإنّ معظم المتعاطفين مع القضية الفلسطينية هم من جيل الألفية الذين ولدوا بعد عام 1980، بينما تتعاطف الأجيال الأكبر سنًا مع الإسرائيليين.
كما يرجح المحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حليف الجمهوريين، قد تسبب في تراجع شعبية إسرائيل في الولايات المتحدة.
ماذا عن عموم الشعب الأميركي؟
لا تزال نسبة البالغين الأميركيين المتعاطفين مع إسرائيل تبلغ 54% وهي أكبر من نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين والتي تبلغ 31%، لكّن التحول الأخير في آراء الديمقراطيين قوبل بحفاوة على منصات التواصل الاجتماعية.
فقد قالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب إنّ الأميركيين يدركون الآن أن الفلسطينيين يواجهون العنف والعنصرية من الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أنّ استطلاعات الرأي تعكس التحول الذي شهده المجتمع الأميركي لصالح حقوق الفلسطينيين.
Fellow Americans are recognizing now more than ever that Palestinians face violence and racism from the Israeli government. New polling reflects the shift we've seen in our communities, with Democrats increasingly supporting Palestinian human rights.https://t.co/Ve5adpnDze
— Congresswoman Rashida Tlaib (@RepRashida) March 16, 2023
في المقابل، ترى كيلي غانتر أن "هذه الأخبار ستكون رائعة إذا اهتم الديمقراطيون حقًا بما يريده الناخبون"، في حين يعتقد الباحث جورج وبيلي أن الاتفاق بين الحزبين بشأن إسرائيل يتصدع أخيرًا ويتوقع أن تصبح المساعدات لإسرائيل مسألة تخضع للجدل السياسي بين الطرفين.