السبت 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
Close

تداعيات اضطراب المناخ.. فقَمات وطيور تواجه خطر الانقراض المتزايد

تداعيات اضطراب المناخ.. فقَمات وطيور تواجه خطر الانقراض المتزايد

شارك القصة

معاناة الفقمات مع الاحترار المناخي
تُعاني الفقمات آثار الاحترار المناخي الذي يتسبب في تدمير موطنها الطبيعي، وهو الجليد البحري- غيتي
الخط
أعلن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تحديث القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض عالميًا، بما في ذلك الفقمات القطبية الشمالية والطيور.

تتزايد المخاطر التي تُحدِق بالأنواع المهددة بالانقراض، ومنها الفقمات القطبية الشمالية والطيور، وفق تحديث "القائمة الحمراء" الذي أصدره الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الجمعة.

وقالت المديرة العامة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة غريثيل أغيلار: إن هذا التحديث العالمي "يسلّط الضوء على التأثير المُتزايد للنشاط البشري على الطبيعة والمناخ، وما يخلّفه من آثار مدمّرة".

قائمة حمراء 

وأعلن الاتحاد خلال مؤتمره العالمي لحماية الطبيعة، الذي تستضيف أبوظبي نسخته لهذا العام، خفض تصنيف الفقمة المقنّعة إلى فئة "مهدد بالانقراض"، وخفض تصنيف كل من الفقمة الملتحية وفقمة غرينلاند إلى فئة "قريب من التهديد".

وأضاف الاتحاد أن 61% من أنواع الطيور حول العالم شهدت انخفاضًا في أعدادها، مقارنة بـ 44% في عام 2016.

وأعلن الاتحاد الدولي أن قائمته الحمراء تضم الآن 172620 نوعًا، بينها 48646 نوعًا مهددًا بالانقراض. ويمثّل هذا الرقم 28,2% من الأنواع، مقارنة بـ 27,9% في التحديث الأخير لعام 2024.

وتُعاني الفقمات آثار الاحترار المناخي الذي يتسبب في تدمير موطنها الطبيعي، وهو الجليد البحري.

ونوه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بأن "الاحترار العالمي يحدث أسرع أربع مرات في القطب الشمالي" مقارنة ببقية أنحاء الكوكب، وبأن كل الثدييات في هذه المنطقة، ومن بينها حيوان الفظ، والحيتانيات، والدببة القطبية، تعاني من هذا الارتفاع في الحرارة الناجم عن الأنشطة البشرية.

وأوضح العلماء أن "الفقمات، التي تعتمد على الجليد البحري، تُعد مصدرًا حيويًا للغذاء للحيوانات الأخرى"، وأنها "تؤدي دورًا أساسيًا في سلاسل الغذاء، إذ تتغذى على الأسماك واللافقاريات وتعيد تدوير المغذيات". ولهذا، تُعتبر الفقمات "أنواعًا رئيسية".

ولفت الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة إلى تهديدات أخرى متزايدة لهذه الأنواع، وعلى رأسها حركة الملاحة البحرية، واستخراج المعادن والنفط، والصيد الصناعي، والصيد الجائر.

 الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة
عقد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة مؤتمره في العاصمة الإماراتية أبو ظبي- غيتي

سرعة تغيّر القطب الشمالي

من جهتها، شدّدت الباحثة البارزة في المعهد القطبي النرويجي كيت كوفاكس في كلمة لها عبر الفيديو خلال المؤتمر، على خطورة الوضع في أرخبيل سفالبارد النرويجي.

وقالت كوفاكس: "عندما كنت أعيش في الأرخبيل، قبل عقدين فقط، كان فيه غطاء جليدي بحري طوال خمسة أشهر في مناطق أصبحت الآن خالية من الجليد شتاء. من الصعب حقًّا وصف مدى سرعة تغيّر القطب الشمالي".

أمّا بالنسبة للطيور، فصُنِّفَت 1256 نوعًا منها على أنها مهددة بالانقراض على مستوى العالم من بين 11185 نوعًا تم درسها، أي ما نسبته 11,5%.

وأُدرج 14 نوعًا ضمن فئة "قريب من التهديد" في مدغشفر، فيما أدرِجت ثلاثة منها في فئة "معرّض للانقراض".

أمّا في غرب إفريقيا، فانتقلت خمسة أنواع إلى فئة "قريب من التهديد"، ونوع واحد من الطيور في أميركا الوسطى بسبب إزالة الغابات.

وعلى الرغم من هذه التحدّيات، أكّد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ان تحسين وضع الأنواع لايزال ممكنًا من خلال سياسات شاملة ومحددة.

ومن الأمثلة الإيجابية على ذلك، السلحفاة البحرية الخضراء، التي تعيش في البحار الدافئة حول العالم، والتي نُقِل تصنيفها من فئة "مهدد بالانقراض" إلى "غير مهدد". وارتفعت أعدادها عالميًا بنسبة نحو 28% خلال نصف قرن.

وشدّد المدير التنفيذي لمؤسسة الأبحاث البحرية في ماليزيا نيكولاس بيلشر على أن "مجرّد إنجاز هذه الخطوة العظيمة في الحفاظ على البيئة لا يعني بالضرورة التهاون والرضا".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب
تغطية خاصة