السبت 12 أكتوبر / October 2024

تداعيات تدمير سد كاخوفكا تطال الحبوب.. كيف ستتأثر سلة غذاء العالم؟

تداعيات تدمير سد كاخوفكا تطال الحبوب.. كيف ستتأثر سلة غذاء العالم؟

شارك القصة

ناقشت حلقة من "للخبر بقية" تبعات تفجير سد نوفا كاخوفكاعلى إنتاج الحبوب الأوكرانية في ظل الاختلافات الموجودة أصلًا حول اتفاق الحبوب (الصورة: غيتي)
بينما يترنح اتفاق تصدير الحبوب على وقع تهديد روسيا بعدم تمديده، تلقى إنتاج الحبوب ضربة جديدة مع انهيار سد نوفا كاخوفكا وتلف المحاصيل التي تحيط به.

تتواصل تبعات تدمير سد نوفا كاخوفكا الضخم في مدينة خيرسون الأوكرانية على الصعد البيئية والإنسانية والزراعية.

فالسد يعد من الأكبر في العالم، وعلى جانبيه تترامى المحاصيل الزراعية وتحديدًا آلاف الهكتارات من الحبوب التي تضررت وتحولت إلى كتل طينية ضخمة مثقلة بالماء والوحل.

وعقب الصدمة، انطلقت التحذيرات من أن ما حصل سيؤدي بالتأكيد إلى تراجع محاصيل الحبوب.

مأساة سد نوفا كاخوفكا التي تتولد يومًا بعد يوم عنها كوارث متتالية، تعيد مشاهد الأيام الأولى للحرب في فبراير/ شباط 2022 حين تعطلت سلاسل إمداد الغذاء العالمي وتوقفت معها القوافل برًا وبحرًا وانقطعت الحبوب عن دول العالم أشهرًا عدة قبل التوصل إلى اتفاق برعاية أممية واحتضان تركي.

هذا الاتفاق يتأرجح حتى اليوم بين التوقف والاستمرار، حيث يمضي التمديد الأخير له ببطء شديد، ولم يستأنف العمل به على نحو كامل بعد.

وبينما تنطلق الإنذارات من انقطاع الحبوب عن دول العالم خصوصًا دول العالم النامي عقب انهيار السد، تتواصل حرب تبادل الاتهامات بتدمير السد بين كييف وموسكو، ليخرج الروس ملوحين بورقة اتفاق تصدير الحبوب مهددين بتمزيقها، مرجعين ذلك إلى امتناع الأطراف الأخرى عن الالتزام ببنود الاتفاقية.

وتعني موسكو تحديدًا الالتزام ببنود السماح لها بتمرير محصولها من الحبوب وتذليل أي عقبات أمام صادراتها لثلاث سنوات وهو ما لم يحصل حتى الآن بحسب الروس.

"كارثة هائلة"

وفي هذا الإطار، رأى أورليك بروكنر أستاذ الدراسات الأوروبية في برلين أنه من المبكر تحديد تبعات تفجير سد نوفا كاخوفكا نظرًا إلى حجم الكارثة الهائل، معتبرًا أن ما حصل يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وأشار في حديث إلى "العربي" من العاصمة الألمانية إلى أنه من غير المعلوم ما إذا كانت هناك إرادة سياسية كافية للاستمرار باتفاق الحبوب وإذا ما كانت القدرات لنقل تلك الحبوب كافية للوصول إلى دول العالم.

بروكنر الذي تحدث عن مؤشرات سلبية في ما خص استمرار اتفاقية الحبوب، دعا إلى التركيز على المؤشرات الإيجابية في هذا الشأن وتحديدًا من خلال إيجاد توازن في ملف تصدير الحبوب.

واتهم روسيا بانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي، مشددًا على أن أوكرانيا تحاول حماية شعبها وأراضيها، ورافضًا اتهام أوكرانيا بالمسؤولية عن كارثة السد.

انعكاسات على دول عربية وإفريقية

من جهته، أكد الخبير في الأمن الغذائي نادر نور الدين أن هناك مخاوف من عودة تعطل اتفاق تصدير الحبوب وخصوصًا في المنطقة العربية التي تعتمد على المنشأ الروسي والأوكراني في استيراد الحبوب والزيوت.

وذكّر في حديث إلى "العربي" من القاهرة أن إنتاجًا ضخمًا من الحبوب في العالم مصدره روسيا وأوكرانيا بينه 34% من إنتاج العالم من القمح والشعير، و73% من إنتاج زيت دوار الشمس، لافتًا إلى الدول الإفريقية تستورد أيضًا القمح والأسمدة من روسيا.

ولفت نور الدين إلى أن تأثر تلك الدول العربية والإفريقية بالتطورات في روسيا وأوكرانيا وآخرها تفجير السد كبير نظرًا إلى أن هاتين الدولتين هما المنشأ الأقرب جغرافيًا لها، حيث تصل البواخر المحملة بالحبوب وزيوت الطعام من روسيا إلى المنطقة العربية بأقل من 10 أيام، بينما تستغرق 24 يومًا من الولايات المتحدة و28 يومًا من الأرجنتين على سبيل المثال.

وأوضح أن أسعار الحبوب في روسيا وأوكرانيا أرخص من تلك العالمية بنحو 10% ولذلك تلجأ الدول العربية إلى هذا المصدر.

وخلُص إلى أن الدول العربية التي تستورد 65% من احتياجاتها من الحبوب و70% من زيوت الطعام من هذه المنطقة ستتأثر كثيرًا ومن بعدها أيضًا الدول الإفريقية التي تستورد الأسمدة والقمح من هذا المصدر.

الدور التركي في اتفاق الحبوب

رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة مرمرة جنكيز طومار لفت إلى أن تركيا تستطيع أن تكون وسيطًا لناحية عملية استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، خصوصًا وأن تداعيات توقف تصدير هذه الحبوب يؤثر كثيرًا على الدول الإفريقية والفقيرة على حد تعبيره.

طومار عبّر عن تفاؤله في حديث إلى "العربي" من إسطنبول بإمكانية أن تتمكن تركيا من تحقيق انفراجة على صعيد تصدير القمح بعدما رعت سابقًا اتفاق الحبوب الأساسي بين روسيا وأوكرانيا.

ولفت إلى أن أوروبا لا تتأثر كثيرًا لناحية وقف تصدير الحبوب من أوكرانيا وروسيا، إلا أنه أشار إلى أن التداعيات ستنعكس بشكل كبير على إفريقيا والدول الفقيرة بالدرجة الأولى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close