بات الوضع البيئي في أوكرانيا يعاني ويلات حرب مستمرة على مدى أشهر طوال. مع كل غارة روسية، تتصاعد أعمدة دخان هنا وينتشر لهيب حرائق هناك.
وتدق منظمات وجمعيات وناشطون ناقوص الخطر جرّاء التداعيات الخطيرة للحرب الروسية.
"جرائم إبادة بيئية"
تتحدث أناستاسيا سكوك، مديرة منظمة بيئية في أوكرانيا، عن "تعاون مع المنظمات الدولية".
وتشير إلى أن لديها "البيانات الأولى عن الجريمة البيئية الأكثر انتشارًا بسبب الغزو الروسي، وهي القذائف التي تلوث التربة والهواء وحتى المياه".
بدورها، تقول السلطات الأوكرانية إن روسيا تقوم بارتكاب جرائم إبادة بيئية، وإنها ألحقت أضرارًا تقدر بمليارات الدولارات نالت من الموارد الطبيعية للبلاد.
وتؤكد وزارة حماية البيئة والموارد الطبيعية، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا "أدى إلى تدهور كبير للتربة والموارد المائية وتلوث الهواء بالمواد السامة، بسبب الهجمات المستمرة على البنية التحتية، مثل المصافي والمصانع الكيماوية ومنشآت الطاقة والمستودعات الصناعية وغيرها".
ويلفت يفهين فيديرينكو، نائب وزير حماية البيئة الأوكراني، إلى أن "العدوان المسلح من قبل الاتحاد الروسي يؤثر بشكل كبير على الحالة البيئية" للبلاد.
ويردف بأنه "تم بالفعل تسجيل أكثر من 2200 حالة من الجرائم"، متحدثًا عن "مبلغ تقديري للأضرار، التي لحقت بالبيئة يصل إلى أكثر من 37 مليار دولار".
إلى ذلك، تفاقم الألغام المزروعة في نحو 30% من مساحة أوكرانيا الأزمة البيئية في البلاد. وأصبحت مناطق كثيرة مصدر خطر حقيقي على البيئة والإنسان.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن التأثيرات بعيدة المدى للحرب الروسية لن تتوقف عند أوكرانيا فقط، بل ستؤثر على الجهود الدولية الخاصة لخفض درجة الحرارة. كما ستؤدي إلى مزيد من المنافسة الإستراتيجية، التي تضر بالتعاون الدولي في قضايا المناخ.