كشف أطباء في مركز "ويل كورنيل لطب النوم" في مستشفى نيويورك، العلاقة المباشرة بين الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم، وتأثيراته السلبية على الصحة العامة على المدى البعيد.
وبيّن الأخصائيون أن الشخير في حد ذاته ليس مشكلة كبيرة، لكنه يسبّب انقطاع النفس أثناء النوم، وهو ما يؤدي إلى الاستيقاظ عدة مرات في الليل والتسبب بالتوعك خلال النهار.
وقد يؤدي الاستيقاظ المستمر بسبب انقطاع النفس والشخير في المستقبل إلى الإصابة بأمراض مزمنة، كالجلطات القلبية والدماغية، على ما يقول الأطباء.
وينصحون باستخدام أجهزة حديثة تساعد الشخص أثناء النوم في فتح القصبة الهوائية، وتسهيل مرور الهواء عبرها.
ما هي أسباب الشخير؟
في معرض تبيانه لأسباب الشخير، يشرح استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحتها محمد رشاد اللبان، بدايةً الطريق الهوائي.
ويقول في إطلالته من استديوهات "العربي" في لوسيل، إن الهواء يدخل عن طريق الأنف إلى ما يُعرف بـ"شراع الحنك"، لينزل بعد ذلك إلى البلعوم والحنجرة والرغامى والقصبات.
ويتحدث عن تبادل الغازات الذي يحدث في الأسناخ الرئوية، ليأخذ الجسم الأوكسجين ويطرح ثاني أوكسيد الكربون، وذاك الهدف من عملية التنفس.
وبينما يؤكد أن أي عائق انسدادي في هذا الطريق يؤدي إلى شخير، يعدد من بين هذه العوائق انحراف الوتيرة الأنفية، وانحراف الحاجز الأنفي، وضخامة القرينات الأنفية، وضخامة اللوزتين، وكذلك البدانة التي تزيد النسيج الشحمي حول البلعوم ما يضغط بالتالي على الطريق الهوائي.
ما هو علاج الشخير؟
إلى ذلك، يلفت اللبان إلى أن الشخير عند الأطفال غالبًا ما يعتبر مرضًا قابلًا للعلاج، لأن الأسباب تكون في الغالب ضخامة الناميات (اللحمية) واللوزتين، وتنتهي المشكلة بالجراحة.
وفي ما يخص البالغين، يوضح أن العلاج يكون تدريجيًا بتغيير نمط حياة المريض تبعًا لمسببات المشكلة: خسارة الوزن الزائد، الإقلاع عن التدخين، والتوقف عن شرب الكحول.
كما يلفت إلى أهمية علاج المشكلات الأنفية لدى المرضى الذين يعانون منها، والشروع في ممارسة الرياضة.
وفي ما يخص المرحلة الثانية من العلاج، يشير إلى جهاز (CPAP) - وهو عبارة عن قناع يوضع على الفم والأنف - بوصفه العلاج الرئيسي للتوقف عن التنفس أثناء النوم.
ويشرح أن وظيفة الجهاز هي إعطاء هواء بضغط مستمر أثناء النوم ليبقي طريق الهواء مفتوحًا. كما يوضح أن المشكلة إن كانت تشريحية، فتتطلب حينها حلًا جراحيًا.