يجتاح الدولار كل شيء أمامه تقريبًا، فيعلو أمام اليورو والإسترليني ويطيح بشتى الأسهم، ويأخذ بطريقه سلعًا مرتبطة بنشاط القطاع الصناعي المتضرر بشدة في الولايات المتحدة والصين وبلدان الاتحاد الأوروبي، تارة بفعل ضعف النمو وتارة أخرى نتيجة استمرار تفشي التضخم.
وسعت الفضة لمقاومة هذه الضغوط، لكن مساعيها باءت بالفشل لأنها لا تمتلك مقومات الذهب الأكثر قدرة على استيعاب الصدمات.
فهوى سعر الفضة بواقع 11% على مدار شهر وصولًا إلى 18 دولارًا للأونصة، وهو أدنى سعر سجل منذ عامين.
وتراجع الطلب الصناعي الألماني لخمسة أشهر متتالية وكذلك طلب الصين، وإن بدرجة أقل، حيث تكثر الإغلاقات المرتبطة بمساعيها لاحتواء موجة تفش جديدة لفيروس كورونا.
كما تخلى المستثمرون عن الفضة وفضلوا المراهنة على الدولار المدعوم بسياسة متشددة يواصل البنك الاحتياطي الاتحادي تبنيها.
وانخفضت الفضة الأربعاء بأكثر من 2.5%، فانحدار النشاط الصناعي الأميركي لأدنى مستوى في عامين لا يصب في صالحها. فالفضة معدن تعتمد عليه صاحبة أكبر اقتصاد في العالم في صناعات منها السيارات وجراحة تجميل الأسنان.
وتخوض الفضة مواجهة خاسرة أمام الدولار الجامح، على الأقل إلى أن تتغير المعطيات الراهنة لصالح أخرى تصب في مصلحة الفضة والمراهنين على عودة توهجها.