الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

تراجع النفط وزيارة بايدن.. أيّ تأثيرات محتملة على الاقتصاد العالمي؟

تراجع النفط وزيارة بايدن.. أيّ تأثيرات محتملة على الاقتصاد العالمي؟

Changed

تقرير لـ "العربي" عن تراجع أسعار النفط إلى ما دون 100 دولار للبرميل (الصورة: رويترز)
هوت أسعار النفط دون حاجز 100 دولار أميركي للبرميل، في ظل استمرار صعود الدولار، وتقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط أن نمو الطلب سيقتصر العام المقبل على مليونين و700 ألف برميل يوميًا.

هوت أسعار النفط دون حاجز 100 دولار أميركي للبرميل، متأثرة بتوقعات منظمة أوبك بتباطؤ نمو الطلب على الخام خلال العام المقبل، في ظل استمرار صعود الدولار.

ولم يكتف الأخير بمواصلة دوره الضاغط على اليورو والين والجنيه الإسترليني، وإنما تعداه إلى تقويض مسار أسواق السلع التي تهاوت أسعارها لتعجز الأخيرة عن مجابهة العملة الجامحة والمدعومة بسلسلة من قرارات رفع معدلات الفائدة الأميركية.

الدولار.. أداة أميركية مهمة

ولا تحتاج الولايات المتحدة دومًا إلى خطب ودّ أوبك للضغط على أسعار الخام، إذ يمكن لها بطرق غير مباشرة التأثير على أثمان الذهب الأسود لتضمن تعبئة خزانات وقود مركبات مواطنيها بتكاليف مقبولة، وذلك خشية أن ينقلب الرأي العام الأميركي على رئيسه الثمانيني قبيل موعد الانتخابات النصفية.

ويأتي ذلك، قبيل يومين من وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، الدولة القائدة للكرتيل النفطي الذي يتخذ من فيينا معقلًا له.

وعرقلت أداة أميركية مهمة رحلة صعود النفط، فالدولار الذي لاذ به المستثمرون هربًا من أجواء الركود المخيّم على الاقتصاد العالمي، تمكن من إخضاع الخام وإنزاله من عليائه ليهوي البرميل يوم الثلاثاء دون مستويات المئة دولار عقب تجرعه خسائر ناهزت 8%.

إلى ذلك، خفضت التطورات الجيوسياسية في شرقي أوروبا، والتي عبثت بالاقتصاد العالمي، سقف الحاجة لإمدادات الخام. 

ووفقًا لتقديرات منظمة الدول المصدّرة للنفط، فإن نمو الطلب سيقتصر العام المقبل على مليونين و700 ألف برميل يوميًا، ما يمثل خفضًا لتقديرات أوبك السابقة والبالغة ثلاثة ملايين و360 ألف برميل يوميًا.

وستبقى أسعار النفط رهينة لقوة الدولار وزخم الطلب العالمي. وربما لما ستفضي إليه زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط من نتائج.

"هبوط أسعار متوقع"

وتعليقًا على التوقعات بشأن هبوط محتمل للخام في المرحلة القادمة، يرى الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل أنّ "النفط في هذه المرحلة يتجه جنوبًا نتيجة لعوامل عدة ستقود إلى أسعار أقل"، لافتًا إلى تنبؤ بنك "سيتي غروب" الأسبوع الماضي بأن "انهيار الطلب قد يحدث إذا رأينا ركودًا اقتصاديًا بسبب التضخم وارتفاع الدولار وأسعار الفائدة".

ويتوقع إسماعيل في حديث إلى "العربي" من لندن، انهيارًا في أسعار الخام قد تصل إلى 65 دولارًا للبرميل، في حال مواصلة الركود والتضخم.

ويشرح أن الأسعار في أواسط يونيو/ حزيران الماضي وصلت إلى 24 دولارًا لخام برنت و23 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط، لافتًا إلى أن الأسعار فقدت الآن أكثر من 20 دولارًا لكلا الخاميين، ومتوقعًا هبوط الأسعار خلال الأيام المقبلة أكثر فأكثر.

"لا تغييرات في سوق النفط"

وأمّا في ما يتعلق بزيارة بايدن إلى السعودية، فلا يعتقد الخبير الاقتصادي بأنه سيحدث أي تغيير كبير في سوق النفط، باعتبار أن الرياض هي "ضمن اتفاق تحالف أوبك + لتقييد الإنتاج ومراقبة سياسة رفع الإنتاج أو تقليله حسب الظروف القائمة.

وبشأن تأكيد روسيا على أهمية اتفاقها ضمن منظمة "أوبك" وحلفائها، يرى نهاد إسماعيل أن هذا التصريح الروسي يعد "تحذيرًا قويًا جدًا" للسعودية والحلفاء الآخرين مثل الإمارات بأن "لا يحاولوا إرضاء بايدن عبر ضخ المزيد من النفط في السوق، من دون اتفاق مسبق وضوء أخضر من موسكو".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close