يشهد معدل الولادات حول العالم تراجعًا، وبدأ الموضوع يشغل اهتمام المتخصصين في هذا المجال؛ إذ يهدد دولًا عديدة في العالم بتراجع عدد سكانها إلى النصف بداية عام 2100، بل تتخوف دول من أن يؤدي تراجع الولادات إلى انقراض سكانها.
وتناقش الدكتورة ندى العابدي، عضو مركز "همم" للبحث والتحليل الاجتماعي، هذه الظاهرة، وتستند إلى دراسات أعدّها معهد القياسات الصحية والتقييم الأميركي.
وتفيد العابدي بأن عمل المرأة من أهم أسباب انخفاض الولادات، وكذلك ميلها إلى التقدّم في التعليم؛ الأمر الذي يؤدي إلى عزوفها عن الزواج والإنجاب أحيانًا.
أما السبب الآخر، المهم أيضًا، فهو حبوب منع الحمل سهلة الاستعمال، والمتاحة للجميع، كما يلعب الجانب الاقتصادي المتعلق برفع المستوى الاقتصادي للأسرة دورًا مهمًا في الحد من الإنجاب.
عربياً، لا تتخوف العبادي من انخفاض معدلات الولادات، وتشير إلى أن معظم المجتمعات العربية هي من أصول قبلية أو مجتمعات زراعية؛ وبالتالي هي مجتمعات تشجع على إنجاب مزيد من الأولاد.
تأثير الظاهرة على الدول
لتراجع نسب الولادات تأثير كبير على الدول؛ ففي حين تدعو منظمات بيئية للتخفيف من عدد السكان حفاظًا على البيئة، تبرز مخاوف تجاه تناقص عدد الولادات؛ إذ سيؤدي الأمر لانقلاب الهرم العمري، وبالتالي تزايد عدد المسنين، حيث قد يساوي أعداد الشباب بل ويزيد عنها؛ الأمر الذي يحمّل الدول أعباءً اقتصاديةً.
وفي المجتمعات الهرمة يحتاج المسنون إلى مبالغ إضافية لتقديم خدمات الرعاية لهم، وتنخفض أيضًا جباية الضرائب؛ ما قد يؤدي لنكسات اقتصادية.
وتلفت العبادي إلى أن دولًا عدة باتت مهددة بالانقراض، ومن بين هذه الدول اليابان وكوريا الجنوبية وتايلند والبرتغال وإيطاليا، وتواجه خطرًا فعليًا يتمثل بانخفاض عدد سكانها إلى النصف مع نهاية القرن الحالي.
وتكشف العبادي أن معدلات الخصوبة في هذه الدول انخفضت من 4.7 في خمسينيات القرن الماضي إلى 2.4 في العام 2017؛ ما يعني أن كل زوجين ينجبان طفلين. ومن المتوقع أن تنخفض المعدلات أكثر لتبلغ 1.7 بعد 25 سنة.
ووفق الباحثة، بدأ العالم بمحاولة تغيير سياساته تجاه المجتمع، وتقول: إن أحد الباحثين اقترح أن تتخذ الدول من الهجرة حلًا، وليس خيارًا لتفادي شيخوخة مجتمعاتها.