الإثنين 25 مارس / مارس 2024

تركيا تتجه إلى جولة ثانية.. ما سيناريوهات الانتخابات الرئاسية؟

تركيا تتجه إلى جولة ثانية.. ما سيناريوهات الانتخابات الرئاسية؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش سيناريوهات المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية (الصورة: وسائل التواصل)
تبدو الجولة الثانية من الانتخابات التركية أكثر احتدامًا من سابقتها، لأنها ستضمن تشتيتًا أقل لأصوات الناخبين، كون الاختيار بات لزامًا بين مرشحين اثنين.

تحتدم المنافسة في الانتخابات الرئاسية التركية أكثر يومًا بعد يوم، وسط استعداد لانطلاق ساعة الصفر للجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 28 مايو/ أيار الجاري.

وتبدو المنافسة على أشدّها، فهي ستحدّد هوية الرئيس المقبل لتركيا من بين اثنين، مرشح "تحالف الجمهور" رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف "الأمة" المعارض.

وقد سارع الثنائي المتنافس إلى التسخين لها، من الآن، ولو بالتصريحات في محاولة لإقناع الناخب التركي بكل منهما.

وفي هذا السياق، حاول أردوغان في أحدث خطاب له أن يشد همم أنصاره، ويحث عموم الناخبين على اختياره لتحقيق الفوز الأكبر كما يصفه.

فقد قال أردوغان إنه يضع الإرادة الوطنية وحب خدمة الوطن والأمة في قلب سياسته، كما خاطب ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مساحات واسعة من بلاده، متعهدًا بمداواة الجراح في أسرع وقت ممكن.

وأكد بدء العمل في الجولة الثانية بأفضل الطرق، وأكثرها إنتاجية ليكون يوم الإعادة بشرى مئوية لتركيا، على حد تعبيره.

مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان ومنافسه كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارض
مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان ومنافسه كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارض - وسائل التواصل

في المقابل، يسعى مرشح تحالف الأمة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو إلى التأثير على الناخبين، بقوله إن الشعب يرغب في التغيير، كما دعا حزبه وحلفاءه من المعارضة إلى التماسك، مشددًا على أن تحالف الأمة هو الطرف الذي يتعين عليه الكفاح بقوة أكبر للتخلص من النظام الحالي، الذي وصفه بالمتجبر.

لكن دعوة كليتشدار أوغلو بدت وكأنها تعكس مخاوف ضمنية لديه، من تشتت أصوات المعارضة على نحو يفوت عليه فرصة إزاحة أردوغان من سدة الرئاسة.

وتبدو الجولة الثانية أكثر احتدامًا من سابقتها، لأنها ستضمن تشتيتًا أقل لأصوات الناخبين، كون الاختيار بات لزامًا بين مرشحين اثنين وليس عدة مرشحين، ناهيك عن قراءات تدل إلى تفكير بعض أطياف المعارضة بالعزوف عن التصويت لفقدانها الأمل بالتغيير الذي كانت تطمح إليه.

لكن هذا يفتح الباب على مصراعيه بشأن أي تحالفات مفاجئة قد تفرض نفسها، ما يجلب تأثيرات ملموسة على نتيجة الجولة الثانية من الرئاسيات.

هل حسم الأمر لرجب طيب أردوغان؟

وفي هذا الإطار، يرى مدير معهد "اسطنبول للفكر" بكير أتاجان، أنه بناء على الدستور التركي يجب أن يحصل أحد المرشحين لرئاسة الدولة على أصوات 50%+1 لتكون الدورة الأولى حاسمة، علمًا بأن الرئيس الحالي أردوغان اقترب من الـ50% بفارق أرقام لا تذكر، مؤكدًا أن الأمر حسم بالنسبة لأردوغان.

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يوضح أتاجان أن الجولة الثانية من الانتخابات مختلفة، فهي لا تحتاج إلى 50%+1، بل هي بحاجة  إلى الحصول على الأغلبية الساحقة، مشيرًا إلى أنه في الجولة الأولى كان هناك فارق بين أردوغان ومنافسه بنسبة 5% تقريبًا، بما يعادل 2,65 مليون صوت، وليس سهلًا على مرشح المعارضة أن يحصل على هذه الأصوات في الجولة الثانية.

وبشأن التحالفات المحتملة في تركيا، يلفت إلى أن المرشح الثالث سنان أوغان لا يستطيع أن يكون طرفًا في التحالفات المقبلة، لأنه إذا فعل ذلك، فإنه سيخسر مستقبله.

ما إستراتيجيات تحالف الأمة للجولة الثانية؟

من جانبه، ينفي عضو حزب الشعب الجمهوري دنيز شام أوغلو، حدوث أي استقالات داخل الحزب، مشيرًا إلى أن هناك تحضيرات تجري بشكل يومي، حيث سيكون هناك لقاءات مع الأحزاب المتحالفة مع الشعب الجمهوري في الطاولة السداسية، وسيكون هناك لقاء مع حزب اليسار الأخضر ذي الأغلبية الكردية، كما أنه سيكون هناك لقاء قريبًا جدًا مع سنان أوغان.

وفي حديث لـ"العربي" من مدينة مرسين، يوضح أن هذه اللقاءات تعقد لتقليص الفارق الذي حدث في الجولة الأولى، مشيرًا إلى أنهم يبحثون في أسباب تقدم أردوغان على كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، لمعالجتها والتحضير للمرحلة الثانية لضمان النجاح في انتخابات رئاسة الجمهورية.

وحول تصريحات سنان أوغان بدعم مرشح دون آخر، يضيف أوغلو أن أوغان يطرح شروطًا تعجيزية، مستبعدًا أن يقبل أحد الطرفين بها، لافتًا إلى أنه منشق عن الحركة القومية التركية، وهي الحليف الأساسي مع حزب العدالة والتنمية.

ويشير إلى أن أي تقارب بين أردوغان وسنان أوغان، سيؤدي إلى تباعد ما بين الحركة القومية وحزب العدالة، موضحًا أن سنان أوغان يدرك ذلك، ولذلك هو يقترب أكثر فأكثر من حزب الشعب الجمهوري، لكنه لا يمكن أن يفاوض الحزب على مبادئه مقابل أصوات معينة قد تأتي من طرف أو آخر.

ويقول دنيز شام أوغلو: إن "كليتشدار أوغلو سيقوم بتعديل بعض المراسيم الدستورية في حال نجاحه في الانتخابات، ومنها طريقة عمل المجلس النيابي".

مراجعة أرقام الجولة الأولى

من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس رضوان أوغلو، أنه لا بد للطرفين من مراجعة الجولة الأولى، لتثبيت ومراجعة الأرقام التي حصلا عليها.

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يسأل رضوان أوغلو عمّا يمكن أن يفعله الائتلاف الجمهوري الذي يقوده أردوغان في حال أراد أن يعدل في خططه، مشيرًا إلى أن الوقت قصير للمرحلة الثانية، ولذلك فإن التصريحات هادئة، والاجتماعات تأتي ضمن إطار الأمور الأساسية.

ويوضح الكاتب والمحلل السياسي، أن ما يحدث الآن يندرج تحت إطار لعبة الأرقام، معربًا عن اعتقاده أن الائتلاف الجمهوري مرتاح حاليًا لأنه يحتاج إلى نصف نقطة للفوز، موضحًا أن تراجع أو زيادة النسب، يعود لخروج جيل جديد في تركيا لم يكن مع أي مرشح من الاثنين.

ويخلص إلى أن ائتلاف الأمة يسعى إلى تغير النظام بشكل كامل، وليست مشكلته في المراسيم لينجح في الانتخابات، معربًا عن اعتقاده أن هناك فجوة بين ائتلاف الأمة والميدان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close