أفادت مصادر حكومية بالهند، اليوم السبت، بأن معاهدة مياه نهر السند بين الهند وباكستان لا تزال مُعلقة، رغم توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الساعات الأخيرة بعد أيام من هجمات متبادلة على منشآت عسكرية على مدار أربعة أيام.
وتُنظم معاهدة عام 1960 تقاسم مياه نهر السند وروافده بين الهند وباكستان، وقد انسحبت الهند منها الشهر الماضي بعد هجوم دموي على سياح في كشمير.
وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
واندلعت المعارك يوم الأربعاء الفائت، عندما شنّت الهند ضربات على ما وصفتها بأنها "بنية تحتية إرهابية" في باكستان وفي الجزء الخاضع لباكستان من إقليم كشمير، وذلك بعد أسبوعين من مقتل 26 شخصًا في هجوم على سياح هندوس في الجزء الخاضع للهند من كشمير.
ونفت باكستان اتهامات الهند بضلوعها في الهجوم على السياح. وتبادل البلدان منذ يوم الأربعاء الماضي إطلاق النار والقصف عبر الحدود، وأرسلت كل واحدة منهما طائرات مسيّرة وصواريخ إلى المجال الجوي للأخرى.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت، أن الهند وباكستان وافقتا على "وقف كامل وفوري لإطلاق النار".
وقال ترمب في منشور على موقع تروث سوشال: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار. هنيئًا للبلدين على استخدامهما المنطق السليم والذكاء المبهر".
وقال وزير الخارجية الباكستاني إن البلدين اتفقا على وقف إطلاق النار "بأثر فوري"، وقالت وزارة الخارجية الهندية إن وقف إطلاق النار سيبدأ عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت الهندي (11:30 بتوقيت غرينتش).
وجاء الإعلان المفاجئ في يوم تزايدت فيه المخاوف من احتمال استخدام الترسانات النووية للدولتين، إذ قال الجيش الباكستاني إن أعلى هيئة عسكرية ومدنية تشرف على أسلحته النووية ستعقد اجتماعًا.
لكن وزير الدفاع الباكستاني قال في وقت لاحق إنه لم يتحدد موعد لعقد مثل هذا الاجتماع.
في الوقت نفسه، أبدى مسؤولون من الجانبين استعدادهم في الوقت الحالي للتراجع بعد تبادل إطلاق النار اليوم، في حين ارتفع عدد القتلى المدنيين على جانبَي الحدود إلى 66.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار على منصة إكس، أن باكستان والهند وافقتا على وقف إطلاق النار بأثر فوري.
وأردف قائلًا: "باكستان تسعى دومًا لإرساء السلام والأمن في المنطقة دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها".
بدورها، أفادت وزارة الخارجية الهندية بأن رئيس العمليات العسكرية الباكستانية اتصل بنظيره الهندي بعد ظهر اليوم السبت، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأضافت الوزارة أن الرجلين سيتحدثان مجددًا في 12 من الشهر الجاري.
"مفاوضات سرية"
وفي هذا السياق، قال الصحافي في التلفزيون العربي صابر أيوب، إن ترمب قاد مفاوضات سرية خلال ليلة واحدة انتهت باتفاق على وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.
وأضاف أيوب: "من الواضح أن الرئيس الأميركي تعلم الدرس من محاولاته لإنهاء حرب أوكرانيا، وكذلك الحال في غزة، حيث تفاخر مسبقًا خلال حملته الانتخابية وأثناء توليه الرئاسة بأنه قادر على إنهاء النزاع الروسي الأوكراني خلال يوم واحد من حكمه".
وأردف: "الآن عمل ترمب على مفاوضات سرية لم يُعرف بشأنها، وتوجت بهذا الإعلان لوقف إطلاق نار شامل بين الهند وباكستان".
ويدور نزاع بين الجانبين بشأن كشمير منذ تأسيس الهند وباكستان بعد انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947.
وتطالب كل من الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان الإسلامية بكشمير بالكامل، لكن كل جانب يسيطر على جزء من الإقليم المتنازع عليه.
محادثات وحوار
ولفت أيوب إلى أن "هذا النزاع المتوارث سيبحث على طاولة المفاوضات في بلد آخر، لتجنب تكرار مثل هذه التوترات مستقبلًا لا سيما وأن أربع صراعات نشأت بين الجارتين".
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن باكستان والهند ستبدآن محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا، عقب وقف إطلاق النار بينهما بوساطة أميركية.
وأضاف في منشور له على منصة "إكس"، السبت، أنه ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس تواصلا على مدار 48 ساعة الماضية، مع كبار المسؤولين الباكستانيين والهنود بمن فيهما رئيسا الوزراء شهباز شريف وناريندرا مودي.
وتابع: "يسعدني أن أعلن أن حكومتَي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار". وأوضح أن "حكومتَي الهند وباكستان ستبدآن محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا".
ومضى قائلًا: "أعرب عن تقديري لمودي وشريف لاختيارهما طريق السلام".