الأحد 13 تموز / يوليو 2025
Close

ترمب ليس الأول.. رؤساء أميركيون شنّوا حروبًا من دون موافقة الكونغرس

ترمب ليس الأول.. رؤساء أميركيون شنّوا حروبًا من دون موافقة الكونغرس

شارك القصة

شنّ ترمب هجمات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون حصول حصول إذن الكونغرس
شنّ ترمب هجمات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون حصول حصول إذن الكونغرس- نيويورك تايمز
الخط
ترمب ليس الرئيس الأميركي الأول الذي يشنّ حروبًا على بلدان أخرى من دون الحصول على إذن مسبق من الكونغرس.

تنصّ المادة الأولى من الدستور الأميركي على أنّ الكونغرس يملك وحده سلطة "إعلان الحرب" و"حشد ودعم الجيوش".

فقد حاول الكونغرس تأكيد دوره من خلال قرار سلطات الحرب لعام 1973، الذي ينصّ على أنّ الرئيس الأميركي يجب أن "يتشاور مع الكونغرس قبل إدخال القوات المسلحة للولايات المتحدة في أعمال عدائية أو في موقف حيث تشير الظروف بوضوح إلى المشاركة الوشيكة في الأعمال العدائية".

إلا أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب شنّ هجمات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون الحصول المسبق على إذن الكونغرس، الأمر الذي أدى إلى انتقادات قوية في صفوف السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.

لكن ترمب لم يكن الرئيس الأميركي الأول الذي يشنّ هجمات على بلدان أخرى من دون الحصول على إذن من الكونغرس.

رؤساء لم يستشيروا الكونغرس في هجماتهم

على مدى العقود التي مرت منذ أن أعلن الكونغرس الحرب على اليابان وألمانيا عام 1941، انضم رؤساء الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا إلى صراعات كبرى أو بدأوها من دون موافقة الكونغرس.

وقالت إيما آشفورد وهي باحثة في السياسة الخارجية الأميركية في مركز ستيمسون، إنّ بعض الرؤساء في الحروب التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر "توقفوا إلى حد كبير عن طلب الإذن من الكونغرس على الإطلاق".

ومن دون موافقة الكونغرس، أرسل الرئيس هاري إس. ترومان قوات أميركية إلى كوريا الجنوبية عندما غزتها جارتها الشمالية عام 1950. ولجأ إلى الأمم المتحدة للحصول على تفويض للعمليات العسكرية، بعد أن قرّر أنّ الوقت غير مناسب لطلب إعلان حرب من الكونغرس، وفقًا لموقع " cfr.org".

وأمر الرئيس رونالد ريغان بعمل عسكري في ليبيا، وغرينادا، ولبنان من دون موافقة الكونغرس وفقًا لموقع "upi.com".

فيما يتعلق بغرينادا، قام ريغان بغزو الجزيرة عام 1983، بناءً على طلب من دول الكاريبي الشرقية، من دون الحصول على موافقة الكونغرس مسبقًا. 

وعندما أرسلت الولايات المتحدة قوات حفظ سلام إلى لبنان، تعرّضت هذه القوات للهجوم، ما دفع ريغان إلى اتخاذ إجراءات عسكرية من دون موافقة صريحة من الكونغرس. 

أما بالنسبة لليبيا، فأمر ريغان بضربات جوية عام 1986 ردًا على هجمات، من دون موافقة مسبقة من قبل الكونغرس. 

وغزا الرئيس جورج بوش الأب بنما في 20 ديسمبر/ كانون الأول 1989 للإطاحة بالرئيس البنمي مانويل نورييغا. ووفقًا لموقع " jstor.org" لم يتقدّم بوش بطلب للحصول على موافقة الكونغرس ما أثار جدلًا قانونيًا وسياسيًا حول دستورية العملية خاصة في ظل وجود قانون سلطات الحرب.

وعام 1998، أمر الرئيس بيل كلينتون بقصف أهداف في يوغوسلافيا خلال حرب كوسوفو.

وعلى الرغم من أنّ الكونغرس صوّت ضد "إعلان حرب"، إلا أنّ كلينتون أعلن حالة الطوارئ الوطنية بناءً على سلطته التنفيذية بسبب ما أسماه "التهديد غير العادي والاستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة" الذي فرضته يوغوسلافيا. وشنّ هجمات على أهداف صربية في يوغوسلافيا، وفقًا لموقع "politifact.com".

ما بعد هجمات 11 سبتمبر

وفي السنوات التي تلت هجمات "تنظيم القاعدة" في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أمر العديد من الرؤساء بشنّ غارات جوية وعمليات خاصة لا حصر لها على أراض أجنبية لقتل متهمين بالإرهاب. وقد اعتمدت هذه الغارات إلى حد كبير على تفسيرات فضفاضة لتفويضي استخدام القوة العسكرية اللذين منحهما الكونغرس للسلطة التنفيذية لما يُسمّى بـ"الحرب على الإرهاب".

فقد حصل الرئيس جورج دبليو بوش على تفويضات منفصلة من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد أفغانستان والعراق، قبل أن يأمر بغزو هذين البلدين في عامي 2001 و2003، وفقًا لموقع الكونغرس.

وانضم الرئيس باراك أوباما إلى حملة قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011 ضد حكومة معمر القذافي في ليبيا، كما قاد حملة عسكرية ضد "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق عام 2015.

ورفض الكونغرس قرارًا يؤيد المشاركة الأميركية في العمليات العسكرية التي ينّفذها الناتو في ليبيا، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بينما شنّت القوات الأميركية غارات جوية على أهداف تابعة لـ"تنظيم الدولة" في سوريا والعراق بأمر من أوباما من دون الحصول على موافقة من الكونغرس، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

لكنّ أوباما خالف هذا التوجه في سبتمبر/ أيلول 2013، عندما قرّر الحصول على موافقة الكونغرس قبل شنّ ضربة عسكرية مُخطط لها ضد النظام السوري ردًا على الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي شنّها النظام، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

إلا أنّ الضربة لم تحظ بقبول في الكونغرس، وبالتالي، لم يُبادر أوباما لاتخاذ أي إجراء.

في يناير/ كانون الثاني 2020، اختار ترمب عدم استشارة الكونغرس قبل إصدار أمر بشن غارة جوية أسفرت عن اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أثناء زيارته للعراق، وفقًا لموقع "npr.org".

وحينها، وصف العديد من أعضاء الكونغرس الغارة بأنّها "عمل حربي واضح من المرجح أن يُشعل فتيل أعمال عدائية أوسع نطاقًا. وبالفعل، ردّت إيران بإطلاق 27 صاروخًا على القوات الأميركية في العراق، إلا أنّ الصراع لم يتسع أكثر.

ووفقًا لمجلة"بوليتيكو "، أمر الرئيس جو بايدن العام الماضي، بشنّ غارات جوية أميركية ضد "جماعة الحوثي" في ​​اليمن، من دون الحصول على إذن من الكونغرس.

وفعل ترمب الشيء نفسه هذا العام.

تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي - ترجمات