الجمعة 23 مايو / مايو 2025
Close

ترمب يضغط "للحدود القصوى" على إيران.. طهران تتحدث عن خداع لنزع سلاحها

ترمب يضغط "للحدود القصوى" على إيران.. طهران تتحدث عن خداع لنزع سلاحها

شارك القصة

البرنامج النووي الإيراني
قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران زادت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب- غيتي
الخط
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتخاذ "إجراء عسكري" ضد الجمهورية الإسلامية، في حال عدم تفاوضها بشأن برنامجها النووي.

اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) محمد باقر قاليباف اليوم الأحد، أن سلوك دونالد ترمب يظهر بوضوح أن تصريحاته ليست سوى خداع لنزع سلاح إيران.

جاء ذلك غداة تهديد الرئيس الأميركي باتخاذ "إجراء عسكري" ضد الجمهورية الإسلامية، في حال عدم تفاوضها بشأن برنامجها النووي.

وفي مقتطف من مقابلة على قناة "فوكس بيزنس" بثت الجمعة، قال الرئيس الأميركي: "بعثت إليهم برسالة قلت فيها إنني آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا اضطررنا إلى الهجوم عسكريًا، فسيكون ذلك أمرًا فظيعًا بالنسبة لهم".

"دعوة ترمب مجرد خدعة"

وقال قاليباف: إن "سلوك ترمب يظهر بوضوح أن تصريحاته ليست سوى خداع لنزع سلاح إيران".

وأشار إلى أن "المفاوضات تحت التهديد لفرض تنازلات جديدة لن ترفع العقوبات، ولن تؤدي سوى إلى إذلال شعبنا".

وشدد على أن "دعوة ترمب مجرد خدعة، ونرفض التفاوض تحت التهديد لدفعنا إلى تقديم تنازلات".

وأمس السبت، رد البيت الأبيض على رفض إيران دعوة الرئيس دونالد ترمب للتفاوض على اتفاق نووي، وأعاد تأكيد ترمب على أنه يمكن التعامل مع طهران إما عسكريًا أو من خلال إبرام صفقة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض براين هيوز في بيان: "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".

وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي: إن "طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات".

"لم نتلق حتى الآن رسالة من ترمب"

وأمس السبت، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده "لم تتلق شيئًا حتى الآن" من دونالد ترمب بهدف إجراء مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي أنه بعث بـ"رسالة" في هذا الصدد.

وفي هذا الإطار، أشار مراسل التلفزيون العربي من واشنطن عماد الرواشدة إلى تقاطع بين الإيرانيين والأميركيين على أن التفاوض هو السبيل الوحيد لحل الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف: لا رغبة لدى الإدارة الأميركية بخوض صراعات في المنطقة، وهذا الأمر أحد الوعود الأساسية لدونالد ترمب في حملته الانتخابية.

وتحدث عن رغبة أميركية بإعادة التفاوض على البرنامج النووي الإيراني، لكن دون تقديم ما يصفه ترمب بالتنازلات.

وتابع أن الرئيس الأميركي يريد أن يقنع إيران عبر استخدام سياسة الضغط للحدود القصوى، والتي تعتمد بشكل أساسي على العقوبات والتلويح بالخيار العسكري، وإن كان من الواضح أنه ليس متحمسًا، لا هو ولا أعضاء الإدارة الأميركية للذهاب باتجاه هذا الخيار.

خامنئي يرفض التفاوض وترمب يهدّد طهران

ويتبنى ترمب التفاوض سبيلًا لحل الأزمات العالقة حتى لو كان مصحوبًا بالتهديد، فمع إيران يلوح مرة، وإن اضطر مرتين باستخدام السلاح العسكري بديلًا عن الدبلوماسية في حال لم تستجب هذه الأخيرة لمطالبه.

والسبب رفض طهران عرض ترمب الجلوس والتفاوض باعتباره تضليلًا للرأي العام، وسعيًا لفرض أفكار الولايات المتحدة على الإيرانيين في قضايا أخرى دفاعية وسياسية، وفقًا لخامنئي.

وقال خامنئي: "بعض الدول المتسلطة، ولا يمكنني وصفها سوى هكذا تصر على فكرة التفاوض ليس بهدف حل المسائل، هذه الدول تتفاوض لفرض أفكار جديدة، وليس بشأن الملف النووي فحسب، وهذا ما لا تقبله إيران".

وليس هذا ما ترفضه إيران فقط، فبحسب خامنئي، فإن اتهامات الدول الأوروبية لطهران وتنصلها من تعهدات الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مرفوضة كذلك.

وقال خامنئي: "الترويكا الأوروبية تتهمنا بعدم الالتزام بتعهداتنا المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وأوروبا منذ اليوم الأول لم تفِ بتعهداتها النووية. ولم تعوض خروج أميركا من الاتفاق، تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر كل مرة".

وإلى جانب خامنئي، يدلي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بدلوه بالقضية. فالأخير يقول: إن واشنطن تسعى من خلال تصريحاتها إلى تأجيج الخلافات الداخلية في بلاده، بينما يوظف تحذيرات ترمب بدعوة الإيرانيين إلى توحيد الصفوف.

وقال الرئيس الإيراني: "إذا تكاتفنا وتوحدنا وتجنبنا الصراعات الداخلية والانقسامات فلن يحققوا هدفهم، الأميركيون، ترمب أو غيره، يدّعون أنهم قادرون على تركيعنا من خلال تصفير صادراتنا النفطية. أعتقد أننا إذا تحركنا في الاتجاه الصحيح، فإننا سنتمكن من حل المشاكل".

وفي وقت تتمسك إيران برفع كامل العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب شرطًا للالتزام بالاتفاق النووي، يفعّل ترمب سياسة الضغوط القصوى، ويشدد العقوبات على طهران، وعليه يتواصل الجدل بين الأطراف وتزداد مهمة التوصل إلى حل دبلوماسي صعوبة.

وانسحب دونالد ترمب من جانب واحد عام 2018 من الاتفاق النووي الدولي، الذي كانت بلاده قد أبرمته قبل ثلاث سنوات مع إيران.

ونص الاتفاق على رفع بعض العقوبات المفروضة على طهران مقابل الإشراف على الأنشطة النووية الإيرانية.

وترتبط فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا بهذا الاتفاق الذي لم يعد الآن مطبقًا.

وردًا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، نأت إيران بنفسها تدريجيًا عن التزاماتها وسرعت أنشطتها النووية.

وتدافع طهران عن حقها في الحصول على النووي لأغراض مدنية وخصوصًا الطاقة، في موازاة نفيها السعي لحيازة السلاح النووي.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة