أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الأحد، أنه اختار رجل الأعمال الأميركي اللبناني مسعد بولس مستشارًا رفيعًا لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وكان بولس، والد صهر ترمب، قد التقى مرارًا زعماء عرب ومسلمين أميركيين خلال الحملة الانتخابية.
وهذه هي المرة الثانية في الأيام القليلة الماضية التي يختار فيها ترمب والد أحد أصهاره لمنصب في إدارته.
وأعلن ترمب عن اختياره قطب العقارات تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر زوج ابنته إيفانكا، ليشغل منصب السفير الأميركي لدى فرنسا.
من هو مسعد بولس؟
وُلد مسعد بولس عام 1971 في بلدة كفرعقا بقضاء الكورة شمالي لبنان، قبل أن ينتقل مراهقًا إلى تكساس ويحصل على الجنسية الأميركية.
حصل على شهادة في القانون من جامعة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، ويحمل الجنسيات اللبنانية والنيجيرية والفرنسية والأميركية.
تزوّج من سارة بولس وهي سيدة أعمال أسّست جمعية الفنون المسرحية في نيجيريا، ولديهما أربعة أولاد.
بنى ثروته في غرب إفريقيا إذ يشرف في نيجيريا على مجموعة عائلته SCOA التي تعمل في مجال بيع وصيانة الشاحنات الثقيلة والحافلات الكبيرة وتُقدّر قيمتها السوقي بنحوِ 1.34 مليار دولار.
سياسيًا، عمل كوسيط بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترمب. والتقى بعباس في نيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تزوج مايكل بولس، نجل مسعد بولس، وتيفاني ترمب في حفل كبير في منتجع ترمب مار الاغو في فلوريدا، بعد خطبتهما في حديقة الورود بالبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترمب الأولى.
وبعدها لعب بولس دورًا بارزًا خلال الحملة الانتخابية لترمب في داخل المجتمعات العربية، لا سيما في ولاية ميشيغان، حيث حشد الدعم للمرشّح الجمهوري رغم تأييد واشنطن للحرب الإسرائيلية على لبنان.
علاقات متشعبة في لبنان
خاض مسعد بولس الانتخابات النيابية في لبنان عام 2018، لكنّه لم يصل إلى البرلمان.
وكان والده وجده من الشخصيات البارزة في السياسة اللبنانية، بينما كان حموه من الداعمين الرئيسيين لـ"التيار الوطني الحر".
ولدى مسعد علاقات مع أحزاب مؤيدة ومعارضة لـ"حزب الله"، ومع مشرّعين مستقلّين.
في مقابلة أجرتها معه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مجلة "نيوزويك"، قال بولس إنّه لا ينتمي إلى أي حزب في لبنان، على الرغم من اعترافه بأنّه "على دراية بمعظم الزعماء المسيحيين اللبنانيين"، بما في ذلك المرشّح الرئاسي سليمان فرنجية المدعوم من "حزب الله".
وقالت ثلاثة مصادر تحدثت مع بولس في الأشهر القليلة الماضية: "إنه كان يتواصل مع أطراف من مختلف أطياف المشهد السياسي اللبناني متعدد الأقطاب"، وهي خطوة نادرة في بلد يعاني من انقسامات عميقة على مدار عقود.
وأضافت أنّ اللافت للنظر بصفة خاصة هو قدرته على الحفاظ على العلاقات مع "حزب الله"، الذي يشغل عددًا كبيرًا من المقاعد البرلمانية وله وزراء في الحكومة اللبنانية.
تأثير محتمل على سياسة ترمب في الشرق الأوسط
ويُعوّل ترمب على مسعد بولس في لعب دور في تهدئة التوترات والنزاعات في الشرق الأوسط، بعدما وعد بالسلام في المنطقة.
واعتبر أرون لوند، الباحث في مؤسسة (سينشري فاونديشن) للأبحاث، أن بولس لديه فرصة جيدة للتأثير في سياسة ترمب في الشرق الأوسط، بعدما نهض بدور صغير لكنه مؤثر في توسيع قاعدة دعم ترمب بين الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين خلال الحملة الانتخابية.
وقال لوند: "إن بولس، من خلال ماضيه السياسي في لبنان، لا يبدو أنّه يمتلك رؤية واضحة أو خطة جيوستراتيجية كبرى، لكنّه يُظهر طموحًا سياسيًا، وهو من بين شبكة من الحلفاء الذين قد يبدون استثناء ملفتًا ضمن دائرة ترمب".