الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

ترمب يلوّح بعمل عسكري ضد نيجيريا.. ما وراء تصعيد خطابه؟

ترمب يلوّح بعمل عسكري ضد نيجيريا.. ما وراء تصعيد خطابه؟

شارك القصة

تعاني نيجيريا من مشاكل أمنية لكن رئيسها يؤكد أن وصفها بأنها دول غير متسامحة لا يعكس واقعها الوطني
تعاني نيجيريا من مشاكل أمنية لكن رئيسها يؤكد أن وصفها بأنها دول غير متسامحة لا يعكس واقعها الوطني - غيتي
الخط
قال ترمب إنه في حال "استمرت حكومة نيجيريا في السماح بقتل المسيحيين ستوقف واشنطن فورًا كل المساعدات وقد تذهب إلى هذا البلد للقضاء على الإرهابيين".

هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، بإرسال قوات أميركية "مدججة بالسلاح" إلى نيجيريا إذا لم توقف أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان ما وصفه بـ"قتل المسيحيين" على أيدي "إرهابيين".

وكان ترمب قد أدرج نيجيريا على لائحة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" في ما يتعلق بالحرية الدينية بسبب "التهديد الوجودي" للمسيحيين.

"وضع خطة لهجوم محتمل" على نيجيريا

وقال الرئيس الجمهوري على منصته "تروث سوشل" إنه طلب من البنتاغون وضع خطة لهجوم محتمل، بعد يوم من تحذيره من أن المسيحية "تواجه تهديدًا وجوديًا في نيجيريا".

وأضاف ترمب: "إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، ستوقف الولايات المتحدة فورًا كل المساعدات لنيجيريا، وقد تذهب إلى هذا البلد مدججة بالسلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع الرهيبة"، حسب قوله.

وتابع: "أصدر تعليماتي لوزارة الحرب بالاستعداد لعمل عسكري محتمل"، مختتمًا منشوره بـ"تحذير: من الأفضل للحكومة النيجيرية أن تتحرك بسرعة".

ماذا يجري في نيجيريا؟

قال ترمب يوم الجمعة على منصته: إنّ "آلاف المسيحيين يُقتلون، ويتحمل إسلاميون متطرفون مسؤولية هذه المذبحة الجماعية"، دون أن يقدم أدلة تدعم ادعاءاته.

وتعاني نيجيريا مشاكل أمنية، وتنشط في شمال شرق البلاد جماعة "بوكو حرام" التي أسفرت هجماتها عن أكثر من 40 ألف قتيل ومليوني نازح منذ عام 2009، وفق تقديرات للأمم المتحدة.

ويتواصل نشاط بوكو حرام وتنظيم "الدولة" في غرب إفريقيا المنشق عنها، رغم تراجع قوتهما في السنوات الأخيرة.

وفي وسط البلاد، تتكرر الاشتباكات الدامية بين رعاة من الفولاني، ومعظمهم مسلمون، ومزارعين هم في أغلب الأحيان مسيحيون. وكثيرًا ما يتم تصويرها على أنها صراع ديني في حين أن أساسها عموما هو التنافس على الأراضي، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

أمّا في الشمال الغربي، فترهب عصابات إجرامية السكان من خلال مهاجمتها القرى وقتل وخطف الأشخاص للحصول على فدية، وحرق المنازل بعد نهبها.

ورد الرئيس النيجيري بولا تينوبو السبت عبر منصة إكس قائلًا: إن "وصف نيجيريا بأنها دولة غير متسامحة دينيًا لا يعكس واقعنا الوطني"، مضيفًا أنّ "الحرية الدينية والتسامح كانا دائمًا في قلب هويتنا الجماعية وسيظلان كذلك".

يتواصل نشاط بوكو حرام وتنظيم "الدولة" في غرب إفريقيا المنشق عنها، رغم تراجع قوتهما
يتواصل نشاط بوكو حرام وتنظيم "الدولة" في غرب إفريقيا المنشق عنها، رغم تراجع قوتهما - غيتي

من يقف وراء الاتهامات؟ وماذا تقول الأرقام؟

ويقف وراء ترويج هذه المعلومات سياسيون محافظون، منهم النائب الأميركي الجمهوري كريس سميث الذي دعا في مارس/ آذار إلى إعادة إدراج نيجيريا على لائحة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص".

وفي بداية أكتوبر/ تشرين الأول، اتهم السناتور تيد كروز والنائب رايلي مور الحكومة النيجيرية بغض الطرف عن "مذبحة" تجري بحق المسيحيين.

ولاقت تصريحاتهم صدى لدى سياسيين يمينيين متطرفين في أوروبا، منهم النائب البولندي في البرلمان الأوروبي دومينيك تارشينسكي.

ووفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس، أكد المحلل المختص في شؤون إفريقيا في مؤسسة "أكليد" الأميركية لاد سروات أن عنف الجماعات المسلحة في نيجيريا "أعمى"، معتبرًا أن مزاعم أعضاء الكونغرس الأميركيين عن مقتل 100 ألف مسيحي "مبالغ فيها".

وبحسب بيانات مؤسسة "أكليد"، فقد قضى 52915 مدنيًا في اغتيالات سياسية محددة الهدف منذ عام 2009، ويشمل الرقم المسلمين والمسيحيين.

وتشير البيانات إلى وقوع ما لا يقل عن 389 حالة عنف استهدفت المسيحيين بين عامي 2020 و2025، أوقعت 318 قتيلًا على الأقل. وخلال الفترة نفسها، استهدف 197 هجومًا مسلمين، أسفرت عن 418 قتيلًا على الأقل.

وقد تؤدي إعادة إدراج نيجيريا على اللائحة الأميركية للدول المثيرة للقلق إلى عقوبات اقتصادية وتجميد الأصول وحظر السفر وغيرها.

وسبق أن أدرجت نيجيريا على اللائحة عام 2020، خلال ولاية ترمب الأولى، وأزالها خلفه جو بايدن في العام التالي.

وفي يوليو/ تموز، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على التأشيرات الممنوحة للنيجيريين، في إطار سياسة إدارة ترمب المناهضة للهجرة، وحددتها بثلاثة أشهر.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب