قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، إنه قد يحذر نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن أوكرانيا يمكن أن تحصل على صواريخ توماهوك في حال لم تنه موسكو هجومها العسكري، في تصريح يعيد تسليط الضوء على احتمال فتح مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب التي تدخل عامها الرابع.
وأوضح ترمب، في حديث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، أنه يدرس إمكان تزويد كييف بهذه الصواريخ عبر حلفائه الأوروبيين بعد فشل قمته مع بوتين في ألاسكا في التوصل إلى اتفاق سلام.
"سأرسل لهم الصواريخ"
وردًا على سؤال عمّا إذا كان سيثير المسألة مع بوتين شخصيًا، قال ترمب: "ربما أتحدث معه. ربما أقول: أنظر، إذا لم يتم التوصل لتسوية في هذه الحرب، فسأرسل لهم صواريخ توماهوك".
وأضاف ترمب بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب هذه الصواريخ، خلال مكالمة هاتفية جرت يوم السبت، بحثا خلالها إمدادات جديدة من الأسلحة إلى كييف.
وأشار ترمب، وهو في طريقه إلى إسرائيل ومصر للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد في غزة، إلى أن "التوماهوك خطوة هجومية جديدة"، مضيفًا بسخرية: "هل يريدون أن تطلق صواريخ توماهوك باتجاههم؟ لا أعتقد ذلك".
وكان بوتين قد حذر في وقت سابق من تزويد كييف بصواريخ "توماهوك"، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوة ستكون تصعيدًا كبيرًا وستؤثر بشكل مباشر على العلاقات بين موسكو وواشنطن.
ترمب، الذي أقر سابقًا بأن حرب أوكرانيا هي "الأصعب" من بين النزاعات التي تعهد بحلها قبل وصوله إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني الفائت، شدد الأسبوع الماضي على أنه يريد أن يعرف قبل الموافقة على تقديم الصواريخ كيف ستُستخدم من قبل أوكرانيا، لأنه لا يريد تصعيد الحرب بشكل غير محسوب.
أهداف عسكرية
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف لن تستخدم صواريخ "توماهوك" إلا لأغراض عسكرية إذا حصلت عليها من الولايات المتحدة، ولن تهاجم بها مدنيين داخل روسيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "نحن لم نهاجم مدنييهم مطلقًا. هذا هو الفرق الكبير بين أوكرانيا وروسيا... لهذا السبب، إذا تحدثنا عن الصواريخ بعيدة المدى، فإننا نتحدث فقط عن أهداف عسكرية".
وقد نُشرت هذه التصريحات أمس بعد محادثاته الثانية خلال يومين مع ترمب، إذ أكد أنه لا يزال يناقش مع واشنطن إمكان الحصول على هذه الصواريخ، وأنه يعمل على إقناع ترمب بالموافقة على الصفقة.
ويصل مدى صواريخ "توماهوك" إلى 2500 كيلومتر، وهو مدى طويل بما يكفي لضرب العمق الروسي، بما في ذلك العاصمة موسكو.
وقد حذر الكرملين من أن تزويد أوكرانيا بهذا النوع من الصواريخ سيشكل "مرحلة جديدة نوعيًا من التصعيد"، مشيرًا إلى أن استخدامها دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأميركيين أمر "مستحيل".
الضغط لأجل السلام
في المقابل، قال زيلينسكي في خطابه مساء الأحد: إن "مخاوف روسيا سبب للمضي قدمًا"، مضيفًا: "نرى ونسمع أن روسيا تخشى أن الأميركيين قد يعطوننا صواريخ توماهوك - إن هذا النوع من الضغط قد ينجح في إحلال السلام".
وتستمر الحرب في أوكرانيا، التي تعد الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في رسم ملامح مواجهة مفتوحة بين موسكو والغرب.
ويؤكد مسؤولون روس أنهم في "صراع ساخن" مع الغرب، بينما يصور بوتين الحرب على أنها لحظة فاصلة في علاقة روسيا بالغرب.
وأشار بوتين إلى أن الغرب أهان موسكو بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي والتعدي على ما تعتبره منطقة نفوذها التقليدية، بما في ذلك أوكرانيا وجورجيا.
في المقابل، تصف أوكرانيا وحلفاؤها الحرب بأنها "استيلاء استعماري على الأراضي"، وتعهدوا مرارًا بهزيمة القوات الروسية ودحرها من أراضي أوكرانيا.