اختُتمت أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد دون أي نتائج حاسمة أو عملية، حيال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وأكد البيان الختامي للقمة الثانية من نوعها في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة، الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وحثّ البيان المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط لوقف إراقة دماء الشعب الفلسطيني.
تواصل المجازر في غزة
القمة العربية تزامنت مع تواصل مجازر الاحتلال الإسرائيلي وغاراته المكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، والتي أوقعت مئات الشهداء والجرحى خلال الساعات الـ72 الماضية.
وقد جاء ذلك على وقع إعلان جيش الاحتلال إطلاق المرحلة الأولى من العملية العسكرية الموسعة المسماة بعربات جدعون، والتي تتضمن ضربات جوية مكثفة وتحريك قوات برية للسيطرة على مواقع داخل القطاع، في محاولة لتحقيق ما وصفه الاحتلال بأهداف الحرب وعلى رأسها إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وهزيمة حركة حماس.
ولم تخفِ أوساط سياسية وعسكرية إسرائيلية أن أحد أهم أهداف تصعيد الحرب، يتمثل في بعث رسائل من دم لحركة حماس بهدف الضغط عليها في خضم مفاوضات التهدئة.
من ناحيته، أكد القيادي في حركة حماس محمود المرداوي للتلفزيون العربي انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة.
وأوضح المرداوي أن هذه الجولة تجري دون شروط مسبقة كما أنها لا تستند إلى مقترحات إسرائيلية سابقة، مشيرًا إلى انفتاح الحركة الدائم على التفاوض والسعي لاغتنام كل الفرص من أجل وقف حمام الدم في غزة
"لم تأتِ بشيء جديد"
تعليقًا على التطورات، يرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري أن مخرجات القمة العربية لم تأتِ بشيء جديد، وكان من المفترض أن يُعتمد على أقل تقدير خارطة طريق تضمن إلى حد كبير آليات الضغط التي من الممكن أن تمارسها القمة العربية والجامعة العربية على إسرائيل.
ويستغرب الشمري في حديثه إلى التلفزيون العربي من بغداد، من أن البيان الختامي للقمة اكتفى بالاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل.
ويقول: "هذا طلب غريب جدًا خصوصًا في ظل عدم وجود أي بارقة أمل في أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي في وقف الحرب في غزة".
ويردف أن "البيان الختامي لم يكن فاعلًا ومتوازيًا مع حجم الضحايا من المدنيين في غزة، ولم ترتقِ القمة في بنود القضية الفلسطينية إلى طبيعة ما تخطط له بعض الدول".
"القمة خالية من أي مضمون"
من ناحيته، يعتقد الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معين الطاهر في حديثه إلى التلفزيون العربي أن قرارات القمة العربية لم تكن سوى ديباجات معتادة في مثل هذه الاجتماعات، وهي أقل بكثير حتى من بيانات الدول الأوروبية.
ومن عمّان، يوضح الطاهر أن القمة كان مقررًا لها أن تأخذ قرارات أخرى مختلفة ليست في اتجاه المواجهة، في وقت توقع فيه أغلب المراقبين أن تتمخض عنها مواقف أخرى بناءً على التفاهمات التي حدثت بين حماس والولايات المتحدة، وزيارة ترمب الأخيرة إلى المنطقة.
ويرى الطاهر أن هذا الأمر لم يحدث، لأن تفاهمات حركة حماس كانت مع الإدارة الأميركية وليست مع الكيان الصهيوني، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بتعطيل هذه التفاهمات، ولم يتم وقف إطلاق النار، ولذلك جاءت هذه القمة خالية من أي مضمون.
"نتنياهو لا يعير اهتمامًا لا للعرب ولا لترمب"
من جهته، يعتبر أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم الخطيب، أن هناك شقين للخطط الإسرائيلية المتعلقة بتصعيد العدوان على غزة، أحدهما سياسي مرتبط بنتنياهو وإرادته الاستمرار في الحكم، والحفاظ على توليفته التي لا تريد التوصل إلى اتفاق في غزة.
ويتابع الخطيب في حديثه إلى التلفزيون العربي من الدوحة، أن الجانب الآخر مرتبط بأهداف إسرائيلية أوسع ذكرها نتنياهو سابقًا إبان حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تهجير الغزيين وإخراجهم من القطاع.
ويؤكد الخطيب أن "نتنياهو لا يعير اهتمامًا لا للعرب، ولا لترمب، ولا للأوروبيين، ويدرك أنه لاعب مركزي في الساحة"، بحسب الخطيب.