في عملية أحيطت بسرية بالغة، تفقد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، الجنود الإسرائيليين في شمالي قطاع غزة، متوعدًا بالمزيد من الغارات على الفلسطينيين في القطاع المدمر.
وجاءت زيارة نتنياهو إلى شمال قطاع غزة بالتزامن مع إعلان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام عن فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة للجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، الذي يطالب بإطلاق سراحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
"زيارة سرية" إلى شمال قطاع غزة
ووفقًا لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية فقد أجرى الثلاثاء نتنياهو "زيارة إلى شمالي قطاع غزة"، حيث نشرت وسائل إعلام عبرية صورة تجمع نتنياهو بوزير الأمن يسرائيل كاتس من شمالي القطاع.
وقال نتنياهو خلال تفقد ميداني للجيش في شمال غزة: إن "حماس ستستمر في تلقي المزيد من الضربات".
وأضاف نتنياهو وفقًا لبيان صادر عن مكتبه: "نصرّ على إطلاق سراح رهائننا، ونصر على تحقيق كل أهداف حربنا، ونحن نفعل ذلك بفضل جنودنا الشجعان"، حسب قوله. وأحيطت الزيارة المفاجئة بسرية بالغة، ولم يعلن عنها إلا بعد انتهائها.
شهداء في غارات إسرائيلية
ميدانيًا، فقد استشهد فلسطينيان وأصيب 3 آخرون، مساء الثلاثاء، بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة المتواصلة للشهر الـ19.
وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في بيان عبر منصة "تلغرام": "استشهد فلسطينيان وأصيب 3 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في مدينة أصداء غرب خانيونس".
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أفاد مراسل التلفزيون العربي بسقوط ثلاثة شهداء على الأقل، وعدد من الجرحى، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في مدينة غزة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت أن 1400 من الكوادر الطبية استشهدوا خلال حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة تلغرام: "ارتقى أكثر من 1400 شهيد من الكوادر الصحية، فيما لا يزال نحو 360 من العاملين في القطاع الصحي رهن الاعتقال (بسجون إسرائيل)".
فقدان الاتصال بمجموعة تحتجز عيدان ألكسندر
وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قد أعلن الثلاثاء، فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر (يحمل أيضًا الجنسية الأميركية) بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان وجودهم.
وقال أبو عبيدة، في بيان، على منصة تلغرام: "نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان تواجدهم ولا زلنا نحاول الوصول إليهم حتى اللحظة".
وأضاف: "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمدًا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
والسبت الماضي، استنكر الأسير الإسرائيلي الأميركي المحتجز بقطاع غزة عيدان ألكسندر، وقوع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ضحية لأكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما عرقل إطلاق سراحه وغيره من الأسرى بالقطاع.
ولم يحدد أبو عبيدة المكان الذي يفترض احتجاز ألكسندر فيه داخل غزة. ونشرت كتائب القسام لاحقًا مقطع فيديو يحذر فيه عائلات الأسرى بالقول: "كونوا مستعدين قريبًا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء، وجثثا مزقتها شظايا صواريخ جيشكم".
وفي مقطع مصور بثته كتائب القسام، قال ألكسندر: "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الديكتاتور، بينما أنا أنهار جسديًا وعقليًا".
واتّهم الجميع بالكذب عليه والتراجع عن وعود إطلاق سراحه، مضيفًا: "الجميع كذبوا؛ شعبي، حكومة إسرائيل، والجيش، والإدارة الأميركية".
نفاد مخزونات الغذاء
وبشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الثلاثاء، عن نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت قطاع غزة بفترة وقف إطلاق النار.
وقال نائب مدير عمليات "الأونروا" في غزة جون وايت، في بيان نشرته الوكالة على منصة "إكس" إن المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار نفدت.
ومطلع مارس/ آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وأشار وايت إلى أن غزة تحت الحصار منذ مارس/آذار الماضي، وإن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مواد غذائية أو غير غذائية أو أي شيء آخر إلى القطاع. وحذر بالقول: "نحن نواجه خطر المجاعة مرة أخرى، كما حدث العام الماضي".
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يومًا، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.