الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

تسبب بأزمة لبنانية سعودية.. جورج قرداحي الإعلامي والوزير المثير للجدل

تسبب بأزمة لبنانية سعودية.. جورج قرداحي الإعلامي والوزير المثير للجدل

Changed

وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي
وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (دالاتي ونهرا)
لم يكن موقف قرداحي من حرب اليمن وحده المثير للجدل في تصريحاته، فهو تمنّى حصول "انقلاب عسكري" في لبنان، ومدح الرئيس المصري، ودافع مجددًا عن بشار الأسد.

تصدّر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي ليس لأنه الإعلامي الذي ارتبط اسمه بالمليون، ولا لتحوله من الإعلام إلى السياسة في بلد تسوده الانقسامات، بل بسبب تصريحاته المثيرة للجدل والتي فتحت الباب لأزمة بين لبنان ودول الخليج في مرحلة دقيقة.

ورغم تأكيده أنه لم يقصد الإساءة للرياض أو أبو ظبي وبأن تصريحاته المدافعة عن "جماعة الحوثي" أطلقها قبل توليه منصبه في الوزارة، لم تتوقف ردود الفعل وموجات الاستنكار التي تطورت إلى استدعاء السفراء في بعض الدول، ومطالبته بالاستقالة. وتبرأت الحكومة اللبنانية من خطاب قرداحي الذي "لا يمثلها". 

وكان لافتًا كيف "تدرّج" موقف قرداحي نفسه، فهو أصدر ليلًا بيانًا توضيحيًا، حاول فيه الدفاع عن نفسه بالقول إنّ موقفه صدر قبل تولّيه منصبه، ثمّ عقد مؤتمرًا صحافيًا صباحًا، يرفض فيه الاعتذار، وما وصفه بـ"الابتزاز" من السفراء والدول، جازمًا أنّه "لم يخطئ".

وتفاعلت الشعوب العربية بتفاوت مع تصريحات قرداحي التي أثارت الجدل، حيث قال قرداحي: "إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم". وردًا على سؤال بشأن هجمات بطائرات مسيرة ينفذها الحوثيون على نحو مستمر ضد السعودية، فضلًا عن هجمات بالصواريخ، أجاب: "أنت ترى أيضًا الأضرار التي تلحق بهم كشعب. يُقصَفون في منازلهم وفي بيوتهم وفي قراهم وفي جنازاتهم وفي أفراحهم، يُقصَفون بالطائرات".

"لم أقصد الإساءة"

نشر قرداحي عبر حسابه أمس سلسلة تغريدات رد فيها على الجدل الذي أثارته تصريحاته، أتبعها بمؤتمر صحافي للتوضيح، وبررها قائلًا: "لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".

لكن قرداحي رفض الاعتذار وألمح إلى حملة ضده. وقال: "إن الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آتٍ لقمع الإعلام ". 

ورغم ذلك انهالت التعليقات التي تصف قرداحي "بعدم الوفاء"، بعدما كانت شهرته من مؤسسات سعودية، من خلال برامج عديدة، من بينها "من سيربح المليون" الشهير، وحاز جائزة موريكس دور كأفضل إعلامي عربي لعام 2007. 

واستذكر بعض المغردين موقف قرداحي من وزير الخارجية اللبنانية السابق شربل وهبي الذي أحدثت تصريحاته أزمة مع السعودية آنذاك، وطالبه قرداحي بالاستقالة واعتبر تصريحاته لا تليق بلبنان. 

مواقف مثيرة للجدل

ورغم أن تصريحاته حول الحرب في اليمن استحوذت على الحصة الأكبر من الجدل، لكن قرداحي أطلق عددًا من المواقف المثيرة للجدل في ملفات أخرى لامست مشاعر المواطن العربي. فهو تمنى أن يحدث انقلاب عسكري "مؤقت" في لبنان، "لينظم ويعيد تنظيم الحياة السياسية"، ليواجه سيلًا من التغريدات المنددة بموقفه على تويتر.

كما مدح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اعتبر أنّه "صاحب إنجازات"، ورفض اعتبار رئيس النظام السوري بشار الأسد مجرمًا "لأنه في وضع حرب". وكان قرداحي قد اعتبره رجل العام بجانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات سابقة له عام 2018. 

وهاجم قرداحي أيضًا ثورات الربيع العربي، معتبرًا أنها قدمت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" فقط من دون أي برامج. لكنه اعتبر أن ما حصل في مصر كان ثورة، وتهرب من الإجابة حول أحداث رابعة الدموية.   

وكان قرداحي قد استحوذ على اهتمام رواد وسائل التواصل بعد تسميته وزيرًا للإعلام ضمن الحكومة اللبنانية الجديدة، وأحدث اختياره انقسامًا بسبب مواقفه السياسية. وبعد ذلك أثار غضب منتقديه مجددًا عندما طالب وسائل الإعلام بعدم استضافة بعض المحللين، واعتبر حينها أنّه فشل في امتحان الحريات. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close