الإثنين 14 تموز / يوليو 2025
Close

تستثني العرب والعمال الأجانب.. الفصل العنصري يمتد إلى الملاجئ في إسرائيل

تستثني العرب والعمال الأجانب.. الفصل العنصري يمتد إلى الملاجئ في إسرائيل

شارك القصة

في إسرائيل بناء الملاجئ شرط أساسي للحصول على رخصة البناء - رويترز
في إسرائيل بناء الملاجئ شرط أساسي للحصول على رخصة البناء - رويترز
الخط
تداول ناشطون مقطعًا مصورًا يظهر إسرائيليًا وهو يقول لعمال جاؤوا للاختباء في ملجأ: "ماذا يفعل هذا التايلندي؟".

لا تعود قصة الملاجئ في إسرائيل إلى اليوم، بل بدأت منذ تهجير الفلسطينيين وإعلان نشوء إسرائيل.

ولم يكن هاجس الأمن مجرد خيار لدى قادة الكيان الجديد، بل أصبح جزءًا أصيلًا من العقيدة السياسية والاجتماعية.

وقد أدرك صانعو القرار بإسرائيل أن بقاءهم مرهون ببناء حصون تحت الأرض، لا تقل أهمية عن البناء فوقها.

ملاجئ إلزامية

وهكذا ولدت فكرة الملاجئ، ملاذًا إسمنتيًا أدرج في قانون الدفاع المدني عام 1951، ضمن أولى خطط الطوارئ، في جميع المدن والقرى.

فلا غنى عن الملاجئ في إسرائيل، ويعد إنشاؤها إلزاميًا، بموجب القانون، وهي ملحقة بالمنازل والمباني الصناعية.

وتسمى هذه الملاجئ "مماد"، عندما تكون في المنازل، و"مماك" إذا كانت جماعية في المباني الخاصة، "أما الملاجئ المنتشرة في الشوارع، والتي تتكون من حجرات محصنة، فتسمى "ميكلت" وهي عبارة عن مبان مصفحة من الخرسانة والمعادن.

ويوجد أكثر من مليون ملجأ، يحتمي بها الإسرائيليون، وتعد جزءًا من الحياة اليومية.

ومنذ عام 1991، وبعد تعرض تل أبيب لهجمات صاروخية عراقية، أصبح القانون يلزم المطورين العقاريين بإنشاء غرفة محصنة في كل مبنى جديد، كشرط أساسي للحصول على رخصة البناء.

وبعد حرب يوليو/ تموز 2006، التي شنتها إسرائيل على لبنان، بدأت سلطات الاحتلال ببناء ملاجئ إضافية في الشمال.

هل توفر الملاجئ الحماية للجميع؟

ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على إيران، والرد الإيراني باستهداف المدن والمنشآت الإسرائيلية، يبقى السؤال: هل توفر هذه الملاجئ المحصنة الحماية للجميع؟

وفي هذا الصدد، تداول ناشطون مقطعًا مصورًا يظهر إسرائيليًا وهو يقول لعمال جاؤوا للاختباء في ملجأ: "ماذا يفعل هذا التايلندي؟".

وأثار الفيديو جدلًا واسعًا في الشارع الإسرائيلي، حيث رفضت بعض الحسابات وجود عمال أجانب وأفارقة في الملاجئ، وتباينت التفسيرات بشأنه بين من اعتبره مزحة ومن قال إن المشكلة حلت.

لكن يبقى السؤال: هل الملاجئ في إسرائيل متاحة للجميع، وهل يملك الفلسطينيون حق الحماية ذاتها عند وقوع القصف؟

برغم انتشار الملاجئ في معظم المدن الإسرائيلية، تبقى القرى العربية داخل الخط الأخضر محرومة منها تمامًا، ما يعرض سكانها لخطر القصف دون أي حماية، ويكشف عن فجوة فاضحة في أبسط حقوق الأمان.

فالعرب الفلسطينيون بلا أي وسيلة حماية لانعدام الملاجئ ووسائل الإنذار في مناطقهم، مما يعرضهم للخطر أكثر من غيرهم.

وبحسب معطيات كانت قد نشرتها جمعية "الجليل" العربية للبحوث الصحية في المجتمع العربي، فإن 70% من المدن والقرى العربية شمالي البلاد، ما زالت خالية من الملاجئ والغرف الواقية.       

ويعيش 90 ألف فلسطيني عربي في منطقة النقب، دون ملاجئ أو غرف آمنة.

"تركوهم في رعب"

وقد عمدت صفحات عبرية على نشر مقاطع تظهر عمالًا يدخلون إلى الملاجئ في محاولة للرد ودحض ما ورد في الفيديو الأول.

ومع ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا مع الفيديو الأول بشكل واسع، حيث قالت ريم: "لقد نشرت الفيديو كتعليق على حساب وزير الخارجية التايلاندي. الحكومة التايلاندية تجتمع مع القادة في الشرق الأوسط لإخراج مواطنيهم من إسرائيل".

حساب أم سرور يقول: "حرموهم من المأوى وتركوهم في رعب بالخارج بينما هرعوا لحماية أنفسهم.. حتى حين أمطرت السماء نارًا ظلت العنصرية ثابتة، ولم تهتز منظومة الفصل العنصري".

بدورها، قالت منال السعيد: "إذا أصحاب الأرض ما بدخلوهم الملاجئ بدك إياهم يدخلوا العمال.. إزدواجية مش طبيعية!".

من جانبه، كتب أبو معتز: "العنصرية من الأمراض الكثيرة لدى الكيان الإسرائيلي.. وهكذا تنتهي القصة بمشهد عنصري صارخ، حيث فضل بعض المغردين الإسرائيليين بحسب قولهم على السوشال ميديا الموت على مشاركة الملجأ مع العمال، بينما لم يسمح لهؤلاء سوى بالاحتماء في ملجأ مهمل وقذر.. ربما هذه الصورة تختصر واقع التمييز والعنصرية".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي