الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

تستهدف المعتقلين السياسيين.. توثيق آلاف حالات "التدوير" في مصر

تستهدف المعتقلين السياسيين.. توثيق آلاف حالات "التدوير" في مصر

Changed

فقرة من برنامج "بتوقيت مصر" تناقش سياسة تدوير المعتقلين سياسيين في مصر (الصورة: غيتي)
رصد مركز شفافية للأبحاث والتوثيق 4546 حالة تدوير لمعتقلين سياسيين مصريين، من قضية لأخرى، لاستمرار حبسهم احتياطيًا أكثر من عامين، خلال الفترة من 2016 وحتى 2023.

أفاد مركز "الشفافية للأبحاث والتوثيق" أنه رصد أكثر من 4500 حالة تدوير لمعتقلين سياسيين مصريين، بهدف استمرار حبسهم خلال الفترة بين عامي 2016 و2023.

ووثق المركز في تقرير له تعرض أكثر من 2900 ضحية منذ شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2016 وحتى مطلع الشهر الماضي لواقعة تدوير، بينما تم إطلاق سراح 14 شخصًا بعد تعرضهم للتدوير، ثم أعيد القبض عليهم مرة أخرى وتدويرها في قضية أخرى.

ولفت المركز إلى أن من بين من تعرضوا لتلك الممارسة قرابة 2800 سجين و36 سجينة، بينما بلغ عدد الضحايا الذين تعرضوا للتدوير أول مرة، وهم دون سن الثامنة عشرة 47 طفلًا.

وخلص التقرير إلى التأكيد على استمرار حبس أكثر من 1700 ممن تعرضوا للتدوير، بالإضافة إلى تسع حالات وفاة وأكثر من 870 آخرين يفترض أنهم تم إطلاق سراحهم.

وفي هذا الإطار، يعتبر الباحث الأول في شؤون مصر في "هيومن رايتس ووتش" عمر مجدي، أن مصطلح التدوير هو وضع السجناء السياسيين بعد انتهاء مدة حبسهم الاحتياطي (عامين في مصر) في قضايا جديدة وبأرقام جديدة، بدل الإفراج عنهم، وبالتهم ذاتها التي قضوا فيها مددًا طويلة في الحبس الاحتياطي.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الألمانية برلين أن الحبس الاحتياطي لا يطبق في القانون الدولي أو المصري، مشددًا على وجوب أن يكون هناك إجراء استثنائي يتم اللجوء إليه فقط في حالات الضرورة القصوى مثل الخوف من هروب المتهم أو قدرة المتهم بسبب موقعه في منصب حكومي في التأثير على الأدلة، أثناء جمعها في قضية ما.

ويتابع عمر مجدي أن هذا الأمر ينطبق على سبيل المثال على ضباط الشرطة الذين اتهموا في قضايا تعذيبهم، مشيرًا إلى أن لا أحد منهم يحبس احتياطيًا، بل يفرج عنهم بضمان الوظيفة أو بضمان مالي.

ويشير إلى أن التعامل مع المتهمين في قضايا الرأي والسياسة مختلف تمامًا، موضحًا أن الحبس الاحتياطي في مصر باعتراف المجلس القومي لحقوق الإنسان وباعتراف جهات رسمية وحتى لجنة حقوق الإنسان في البرلمان تحول إلى عقوبة وحبس إداري.

"المشكلة لا تكمن في الأعداد"

وأردف عمر مجدي أن تحركًا حصل في هذا الملف من قبل النيابة العامة والمنخرطين في الحوار الوطني في الشهور الماضية، مشيرًا إلى الإفراج عن حوالي 1000 شخص سواء كانوا محكومين أو في حبس احتياطي.

إلا أنه لفت إلى أن المشكلة لا تكمن في الأعداد، معتبرًا أن أرقام المفرج عنهم عبارة عن "غيض من فيض"، في ظل وجود آلاف المساجين في قضايا سياسية، ووسط سياسة ما وصفها بـ"الباب الدوار"، وهو اعتقال ما يربو عن 1500 شخص في قضايا سياسية أو رأي تزامنًا مع الإفراج عن مساجين آخرين.

ويرى الباحث المصري أن هذه القضية لن تنتهي أبدًا بهذا الأسلوب، مؤكدًا أن فحص القضايا الفردية لن يحل هذه المسألة إطلاقًا، ولن يغلق هذا الملف الشائك.

ويخلص عمر مجدي إلى أنه لو بدأ الحوار الوطني في آلية حقيقية لحل هذه المسألة، منذ أبريل/ نيسان الماضي، لشهد الملف تقدمًا كبيرًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close