تُعد حمى البحر المتوسط من الأمراض، التي يتم التأخر في تشخيصها. ويعزو الاختصاصي في الصحة العامة وطب الأطفال أسامة الزعبي هذا الأمر إلى كون أعراضها شائعة ومشتركة مع عدد كبير جدًا من الأمراض.
ويقول الزعبي في حديثه لـ "العربي" إن تلك الأعراض تشمل الحمى، والألم البطني، وآلام المفاصل.
ويشرح أن المريض قد يعاني من الأعراض مجتمعة أم من أحدها أو اثنين منها، لافتًا إلى أنها تظهر على شكل نوبات.
ويضيف أن المصاب يشعر كل نحو 15 يومًا إلى شهر، بنوبة تستمر ليومين أو ثلاثة أيام، لافتًا إلى إمكانية ألا تستجيب تلك الأعراض مع أي علاج أو أن تستجيب بشكل خفيف.
"ترسّب وقصور"
ويقول إنه خلال نوبة حمى البحر المتوسط تترسّب المادة النشوانية في كل أعضاء الجسم، فتتسبب بمرور الأعوام بقصور فيها.
ويشير إلى أن تشخيص هذا المرض يتم حصرًا عن طريق تحليل الـ DNA (الحمض النووي)، لمعرفة ما إذا كانت هذه الطفرة أو العيب الوراثي متواجدة.
وبحسب الزعبي، لا بد بعد تشخيص المرض من بدء العلاج فورًا، من خلال إعطاء المريض دواء يحتوي على مادة علمية تُسمى "كولشيسين"، تواكبها مرحلة مراقبة تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وفي حال تحسن المريض، يقول الاختصاصي في الصحة العامة وطب الأطفال إنه يتم التثبت من التشخيص.
"قد لا تظهر أبدًا"
إلى ذلك، يلفت الزعبي إلى أن المُصاب بحمى البحر المتوسط يُنصح بإجراء تحليل وراثي لأطفاله، ولا سيما وأن هذا المرض وراثي. ويردف بأن الأطفال قد يكونوا مصابين أم حاملين للمرض.
وينبّه في هذا الصدد، إلى أن الأعراض قد تبدأ بالظهور منذ الطفولة الباكرة أو في سن متقدمة، وقد لا تظهر أبدًا.
ويشير إلى أن تناول الدواء يستمر مدى الحياة، وإن توقف ظهور النوبات، شارحًا أن الهدف هو منع الحدثية الالتهابية في الجسم من إنتاج المادة النشوانية وترسبها في الأعضاء.
