أثارت وفاة مواطن أردني خلال انتظاره دخول المستشفى في محافظة إربد، شمالي البلاد، غضبًا واسعًا في صفوف المواطنين الأردنيين.
وطالب كثير منهم بمحاسبة المسؤولين، بينما أعلن وزير الصحة الأردني تشكيل لجنة تحقيق في الحادث.
وكان رئيس الوزراء الأردني جعفر حسّان قد تفقّد قبل أقل من شهر أعمال الإنشاء في مستشفى الأميرة بسمة الجديد في محافظة إربد، مشددًا على ضرورة إنجاز المبنى لاستقبال المراجعين خلال أقل من عام.
وبعد أسبوع على زيارة رئيس الوزراء، كان مواطن أردني في إربد يراجع مستشفى الأميرة بسمة التعليمي الذي يخدم المنطقة في المجمع الطبي نفسه، وأجرى فحوصات طبية كانت نتيجتها ضرورة إجراء عملية قسطرة قلبية عاجلة.
وبالفعل توجه المواطن في اليوم التالي إلى المستشفى نفسه، لكنه أصيب بنوبة قلبية قبل أن يتمكن من إجراء عملية القسطرة ما أدى إلى وفاته.
ويقول بعض المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، إن طول فترة انتظار المريض قد تكون السبب وراء ذلك.
ومرّت وفاة المواطن بشكل طبيعي إلى أن نشر أحد الصحافيين، بعد أسبوعين على الحادث، تسجيلًا صوتيًا لمكالمة هاتفية قال إنها للمتوفى خلال فترة انتظاره في المستشفى، يبحث خلالها عن واسطة لمساعدته في تسريع عملية الدخول.
غضب في أوساط المواطنين
وبعد نشر تسجيل المكالمة تفاعل كثيرون معها، وتصدرت وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، وقالت لبنى عويس: هذا "مسلخ وليس مستشفى.. أتوقع أنه ما من أحد في إربد إلا وخسر شخصًا قريبًا منه داخل هذا المسلخ، إما بسبب الإهمال أو لخطأ طبي".
لكن علاء لديه تجربة مختلفة في المستشفى نفسه، حيث كتب قائلًا: "والله أنا نمت فيه أسبوع للأمانة. خدمة ممتازة لكن المشكلة الوحيدة في الطوارئ".
وعزا السبب إلى أن "كل مريض يحضر معه عشيرته"، مشيرًا إلى الازدحام وإلى كون "كل مريض يريد أن تكون الأولوية له وكأنه المريض الوحيد في المستشفى"، على حد تعبيره.
من جانبه، قال محمود الهياجنة: "بصراحه في القطاع الطبي في الأردن، إذا ما لقيتلك دكتور أو طبيب أو ممرض أو عامل نظافه يقربلك بأي مستشفى، فأنت ميت لا محاله"، وفق قوله.
أما علاء يونس فأضاء زاوية أخرى من الأزمة، قائلًا: "يجب أن يكون هناك وعي بين المواطنين لمعرفة ما هي الحالات الطارئة التي يجب عليها أن تراجع طوارئ المستشفيات".
وأردف أن "ما يتم هو استنزاف الكوادر الطبية في الطوارئ بمعالجة حالات غير خطيرة: وهي حالات تتم متابعتها في المراكز الصحية الأولية وعيادات الاختصاص".
تشكيل لجنة تحقيق
وعن سبب الوفاة، قال الدكتور إبراهيم الشهابات مدير المستشفى، إن التشخيص المبدئي للحالة أن الوفاة بسبب أزمة قلبية مفاجئة، لكن التقرير النهائي سيكون أمام مكتب وزير الصحة.
وأمر وزير الصحة الأردني بتشكيل لجنة طبية للتحقيق في أسباب وفاة المواطن، ورصد الإجراءات الطبية التي اتخذت بحقه منذ وصوله المستشفى إلى حين وفاته.