الخميس 11 أبريل / أبريل 2024

تسريبات فيسبوك.. رسائل تنشر الكراهية الدينية ضد المسلمين في الهند

تسريبات فيسبوك.. رسائل تنشر الكراهية الدينية ضد المسلمين في الهند

Changed

أعمال شغب في دلهي
أعمال شغب في دلهي (غيتي- ارشيفية)
ارتفع المحتوى التحريضي على فيسبوك بنسبة 300% فوق المستويات السابقة، بخاصة في الفترة التي اجتاحت فيها الاحتجاجات الدينية الهند.

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية وثائق مسرّبة من شركة فيسبوك تُظهر أن المواد التحريضية المعادية للمسلمين في الهند تنتشر بكثرة على منصّات الشركة، وربطها أحد التقارير بأعمال الشغب الدينية القاتلة.

ووفقًا لتقرير نُشر في يوليو/ تموز 2020، ارتفع المحتوى التحريضي على فيسبوك بنسبة 300% فوق المستويات السابقة، بخاصة في الفترة التي أعقبت ديسمبر/ كانون الأول 2019، وهي الفترة التي اجتاحت فيها الاحتجاجات الدينية الهند.

وأشارت التقارير إلى انتشار الشائعات والدعوات للعنف، بشكل خاص، على منصّتي "واتساب" و"فيسبوك" في أواخر فبراير/ شباط 2020، عندما أدى العنف الطائفي في دلهي إلى مقتل 53 شخصًا.

ويقول المستخدمون الهندوس والمسلمون في الهند إنهم يتعرّضون "لقدر كبير من المحتوى الذي يُشجّع على الصراع والكراهية والعنف على فيسبوك وواتساب، مثل المواد التي تلوم المسلمين على انتشار جائحة كورونا في الهند، والتأكيدات على أن الرجال المسلمين يستهدفون الهندوس".

وأشارت التقارير إلى أن المحتوى التحريضي استهدف المسلمين في المقام الأول.

الكثير من الكراهية

ووفقًا للتقارير، كانت شركة فيسبوك قلقة للغاية بشأن كيفية ارتباط خدماتها بالصراع المجتمعي، لدرجة أنها أرسلت باحثين لمقابلة عشرات المستخدمين. وأخبرهم رجل هندوسي في دلهي أنه تلقّى رسائل متكرّرة خطيرة للغاية على فيسبوك وواتساب، مثل "الهندوس في خطر"، و"المسلمون على وشك قتلنا".

كما نقل الباحثون عن رجل مسلم في مومباي قوله إنه "يخشى على حياته. هناك الكثير من الكراهية على فيسبوك. إنه مخيف حقًا".

وكتبت فرق تُحقّق في إساءة استخدام خدمات الشركة في تقريرين منفصلين، أن مجموعتين قوميتين هندوسيتين تربطهما علاقات بالحزب السياسي الحاكم في الهند، نشرتا محتوى تحريضيًا معاديًا للمسلمين على المنصة.

وأضاف الباحثون أن إحدى هاتين المجموعتين تُروّج لمنشورات تُجرّد المسلمين من الإنسانية، بالإضافة إلى معلومات مضللة حول القرآن.

وقال التقرير إن هذه المجموعة لا تزال نشطة أيضًا على فيسبوك، ولم يتم تصنيفها على أنها خطيرة بسبب "الحساسيات السياسية".

ووفقًا للتقارير، تُدرك شركة فيسبوك أن المستخدمين في أحد أكبر أسواقه مستهدفون بمحتوى تحريضي، لكنّها لا تحميهم.

ورفض المتحدث باسم فيسبوك آندي ستون التعليق على أنشطة الجماعات القومية الهندوسية على منصّات الشركة، لكنه قال إن الشركة تحظر المجموعات أو الأفراد "بعد اتباع عملية دقيقة وصارمة".

وأشار إلى أن بعض التقارير كانت عبارة عن وثائق عمل تحتوي على خيوط للمناقشة، وليست تحقيقات كاملة، ولا تحتوي على توصيات سياسية، مضيفًا أن "الشركة استثمرت بشكل كبير في التكنولوجيا للعثور على خطاب الكراهية بمختلف اللغات، وأن مثل هذا المحتوى على المنصة آخذ في الانخفاض".

وإذ قال إن "خطاب الكراهية ضدّ الفئات المهمّشة، بما في ذلك المسلمين، آخذ في الارتفاع على مستوى العالم"، أشار ستون إلى أن الشركة تعمل على تحسين تطبيق القانون وتلتزم بتحديث سياساتها.

مكان صعب للحياة

ويستخدم نحو 300 مليون هندي منصّة فيسبوك و400 مليون واتساب، كما استثمرت الشركة العام الماضي 5.7 مليارات دولار لتوسيع عملياتها في الهند، والمساعدة في تعزيز الاقتصاد الرقمي الناشئ في البلاد.

وهدّدت الحكومة الهندية بسجن موظفي "فيسبوك"، و"واتساب"، وتويتر"، إذا لم يمتثلوا للبيانات أو طلبات إزالة المحتوى، حيث سعت السلطات إلى قمع الاحتجاجات السياسية والسيطرة على التكنولوجيا المملوكة للأجانب.

وفي تقرير صدر في يوليو 2020، ويحمل عنوان "الصراع الطائفي في الهند"، نُقل عن رجل مسلم في مومباي قوله للباحثين إنه "إذا استمرّت وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 10 سنوات أخرى، فلن يكون هناك سوى الكراهية".

وذكر التقرير أنه ما لم تقم الشركة بعمل أفضل في مراقبة المحتوى الذي يشجّع على الصراع، فإن الهند ستكون "مكانًا صعبًا للغاية للبقاء على قيد الحياة للجميع".

من بين توصيات الباحثين لمعالجة المحتوى المُثير للكراهية، أن يستثمر فيسبوك المزيد في الموارد لبناء أنظمة تقنية أساسية من المفترض أن "تكتشف المحتوى التحريضي في الهند"، على غرار ما يفعلها المراجعون.

وقال الباحثون، في تقرير صدر في وقت مبكر من هذا العام بعنوان "شبكات الخصومة الضارة: دراسة حالة الهند"، إن الكثير من المحتوى المنشور من قبل المستخدمين والمجموعات والصفحات من مجموعة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" الهندوسية القومية ، أو "آر إس إس"، لم يتم الإبلاغ عنها أبدًا.

وقال الباحثون إن ذلك يحصل لأن فيسبوك يفتقر إلى الأنظمة التقنية الكافية لاكتشاف المواد باللغتين الهندية والبنغالية.

مؤامرة "جهاد الحب"

كما وجد الباحثون أن مستخدمي فيسبوك من مؤيدي منظمة "آر اس اس"، ينشرون قدرًا كبيرًا من المحتوى حول "جهاد الحب"، وهي نظرية مؤامرة تنتشر عبر الإنترنت واكتسبت قوة في السنوات الأخيرة.

ويدّعي مؤيدو النظرية أن هناك مؤامرة من قبل الرجال المسلمين لإغراء النساء الهندوسيات بوعد الزواج أو الحب، من أجل تحويل هؤلاء النساء إلى الإسلام.

وكتب الباحثون أن كيانات مؤيدة للمنظمة الهندية نشرت مواد تضمّنت حديثًا عن أن "رجال الدين المسلمين يبصقون على الطعام إما" لجعله حلالًا "أو لنشر كوفيد-19 باعتباره حربًا أكبر ضد الهندوس".

وقالت التقارير إن فيسبوك لم يُدرج "آر اس اس" ضمن لائحة الحظر" بالنظر إلى الحساسيات السياسية". وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي عمل في خدمة المنظمة لعقود.

في تقرير منفصل هذا العام، قال باحثون إن منظمة هندوسية قومية أخرى تدعى "باجرانغ دال" (Bajrang Dal)، سبق لها أن استخدمت واتساب "لتنظيم العنف والتحريض عليه".

وذكر أحد التقارير أن المجموعة مرتبطة بالحزب السياسي لمودي، وقد تمّ النظر في تصنيفها مجموعة خطيرة ما قد يؤدي إلى حظر دائم، لكنّها لا تزال نشطة على فيسبوك.

وأفادت الصحيفة أن فيسبوك رفض إزالة "باجرانغ دال" من المنصة بعد التحذيرات الواردة في تقرير من فريقها الأمني ​​بأن اتخاذ إجراءات صارمة ضد المجموعة قد يعرّض للخطر آفاق أعمال الشركة وموظفيها في الهند، ويخاطر بإثارة غضب حزب مودي السياسي.

والعام الماضي، عارض أعلى مسؤول تنفيذي للسياسة العامة في فيسبوك في الهند تطبيق قواعد خطاب الكراهية في فيسبوك على أساس سياسي قومي هندوسي، إلى جانب ما لا يقل عن ثلاثة أفراد وجماعات قومية هندوسية أخرى تم الإبلاغ عنها داخليًا لترويجها للعنف أو المشاركة فيه.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close