سرحت شركات التكنولوجيا العالمية ما يصل إلى أربعين ألف موظف منذ بداية العام الحالي.
وتأتي على رأس هذه الشركات عملاقة التسوق الإلكتروني أمازون التي استغنت عن 18 ألف موظف وتبعتها مايكروسوفت ثم "ألفابت" مالكة غوغل.
وفي هذا الصدد، يوضح المحلل المالي جوزيف بونير أن هذه الشركات أفرطت في التوظيف أثناء الوباء، وهو السبب نفسه الذي دفع العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى إلى تسريح مزيد من العمال، مشيرًا إلى أنهم قلصوا التكاليف وشدوا أحزمتهم.
فخلال فترة كورونا، استفادت شركات التكنولوجيا الكبيرة من الطفرة في الإنفاق على التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد.
لكن مع عودة الأسواق إلى طبيعتها ما بعد فترة الإغلاق، حققت كثير من هذه الشركات معدلات نمو مخيبة للآمال، بحيث انخفضت أسعار أسهمها.
ويضيف المحلل المالي أن الشركات تواجه بيئة صعبة رغم أن التكنولوجيا هي من بين الأفضل في الصناعة، ولا يزال الإعلان على شبكة البحث يعمل جيدًا.
وسرحت شركات التكنولوجيا ما يصل إلى 40 ألف موظف، منذ بداية العام الحالي. وتركزت عملية إلغاء الوظائف في قطاع الموارد البشرية والمتاجر الإلكترونية.
وحققت شركات التكنولوجيا أرباحًا وإيرادات مخالفة لتوقعات المحللين مع انخفاض الأرباح، فيما يواصل مستثمرون الضغط عليها لاعتماد إستراتيجية للحد من الإنفاق.
ويرى المحلل المالي جوزيف بونير أن السوق يركز بشدة على الأرباح مؤخرًا، وإذا فكرت في عمليات تسريح من الوظائف وخفض التكاليف، فمن المفترض أن يساعد ذلك الهامش التشغيلي وأن يكون أمرًا إيجابيًا للسوق.
حُمّى تسريح الموظفين تجتاح عمالقة التواصل الاجتماعي تقرير: علي القيسية pic.twitter.com/zeUTOo8L2i
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 10, 2022
خطط شركات التكنولوحيا لتسريح موظفيها
- كشفت شركة "ألفابيت" عن خطتها لتسريح 6% من موظفيها أي نحو 12000 موظف في عدد من الوظائف بالشركة.
- أعلنت شركة أمازون أنها ستسرح 18000 موظف
- أكدت بورصة العملات الرقمية "هوبي" أنها ستخفض 20% من موظفيها البالغ عددهم 1100.
- قالت مايكروسوفت أنها ستلغي 10000 وظيفة هذا العام، أو نحو 5% من قوتها العاملة، مما سيوفر نحو 1,2 مليار دولار.
- قالت شركة "سيلفرغيت كابيتال كورب"، أنها ستفصل 40% من موظفيها بعد أن سحب العملاء نحو 8,1 مليارات دولار من الأصول الرقمية.
- ألغت توتير نحو 3700 وظيفة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وتستمر التخفيضات في يناير/ كانون الثاني.
ما هي أسباب تسريح الموظفين؟
وفي هذا الإطار، يوضح مدير التكنولوجيا وأمن المعلومات في مجموعة "فضاءات" أيمن قدورة، أن قرار التسريح جاء متأخرًا لسببين رئيسيين وهما جائحة كوفيد، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي يشهدها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
ويضيف في حديث إلى "العربي"، أن أول القطاعات التي تأثرت وتضررت بهاتين الأزمتين هو قطاع التكنولوجيا.
ويتابع قدورة، أن ذروة استخدام وانتعاش القطاعات التكنولوجية كانت خلال جائحة كوفيد، ولكن الصدمة أصابت الشركات التكنولوجية التي وضعت آمالًا كبيرة على هذا الانتعاش بعد الانتهاء من أزمة كورونا، مشيرًا إلى تراجع الانتعاش بعد انحسار الوباء. كما تحدث عن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، والذي أسفر عن تسريح عدد من موظفيها.
ويشرح أيمن قدورة، أن الذكاء الاصطناعي أو استبدال الإنسان بالآلة ليس هو السبب الرئيسي لتسريح الموظفين، مشيرًا إلى أن أغلب الأقسام التي شهدت عمليات تسريح يضم عمالًا بالأقسام الهندسية والتسويقية والإدارية.
ويرى أن استبدال الإنسان بالآلة سيكون له تأثير في المستقبل في ما يتعلق بالابتكار والإبداع بهذه الشركات خلال السنوات القادمة.
وينبه قدورة من انتشار الكثير من الأخبار الكاذبة في المستقبل على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" التي سرحت العديد من الموظفين الذين يعملون على التحقق من الأخبار الكاذبة.