اعتبرت إيران، اليوم السبت، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "له دوافع سياسية ويكرر اتهامات لا أساس لها"، وذلك في وقت تسلّمت فيه طهران "عناصر" من اقتراح أميركي حول اتفاق محتمل حول برنامج طهران النووي.
وأكدت إيران أنها ستتخذ "التدابير المناسبة" ردًا على أي محاولة لاتخاذ إجراء ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وندّدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يفيد بأنّها كثّفت إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، واصفة إياه بأنّه "سياسي وغير متوازن".
وذكرت الوزارة في بيان بأنّ "بنية ومضمون هذا التقرير... الذي تمّ إعداده لأغراض سياسية... غير متوازنَين ويفتقران إلى تقييم شامل ودقيق للعوامل المؤثرة على الوضع الحالي".
كما اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، إسرائيل بتقديم "معلومات غير موثوقة ومضللة" إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتستخدمها في تقريرها الجديد بشأن برنامج طهران النووي.
وبحسب بيان الوزارة فإن "الاعتماد على مصادر معلومات غير موثوق بها ومضللة يقدمها النظام الصهيوني... يتعارض مع مبادئ التحقق المهني للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
إيران تتسلّم عناصر اقتراح أميركي
وتزامن ذلك، مع إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أنه تسلم "عناصر" من اقتراح أميركي حول اتفاق محتمل حول برنامج طهران النووي.
وكتب عراقجي على منصة إكس أن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي "قام بزيارة قصيرة لطهران اليوم لتقديم عناصر من اقتراح أميركي سيتم الرد عليه في شكل مناسب لينسجم مع حقوق الشعب الإيراني ومبادئه ومصالحه القومية".
وتُجري طهران محادثات مع واشنطن منذ أسابيع سعيًا للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وأجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ أبريل/ نيسان الفائت، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم، رغم تباين معلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.
تسريع إنتاج اليورانيوم
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، وذلك في تقرير غير معدّ للنشر، قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.
ولفتت الوكالة إلى أن المخزون بلغ 408,6 كلغ في 17 من الشهر الجاري، بزيادة 133,8 كلغ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بزيادة مقدارها 92 كلغ خلال الفترة السابقة.
وباتت كمية اليورانيوم المخصب الإجمالية تتجاوز 45 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وتبلغ 9247,6 كيلوغرامًا.
وكتبت الوكالة في التقرير أن "هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج إيران، الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المادة النووية، وتخزينها اليورانيوم العالي التخصيب... تثير مخاوف كبرى".
وفي حين اعتبر مسؤولون أميركيون أن مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم في ظل اتفاق جديد هو بمثابة "خط أحمر"، تتمسك طهران بما تعتبره "حقًا" لها في مجال الطاقة النووية السلمية.
كما أعلن وزير الخارجية العراقي عباس عراقجي، اليوم السبت، أن السلاح الذري "غير مقبول".
وقال عراقجي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي: "إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضا غير مقبولة"، مضيفا في إشارة إلى الموقف الأميركي "نحن متفقون معهم على هذه النقطة".
وتتهم دول غربية وإسرائيل، إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه، مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي.