الإثنين 25 مارس / مارس 2024

تشكيل تحالف بحري بين إيران ودول المنطقة.. ما هي معالمه وأهدافه؟

تشكيل تحالف بحري بين إيران ودول المنطقة.. ما هي معالمه وأهدافه؟

Changed

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على معالم الإعلان الإيراني عن تشكيل تحالف بحري جديد مع دول المنطقة (الصورة: غيتي)
تنتشر أساطيل بحرية في منطقة الخليج العربي بهدف تأمين الممرات البحرية وحماية ناقلات النفط والسفن التجارية، فما هي أهداف التحالف الجديد؟

تفتح التصريحات الإيرانية بابًا للتساؤل عن مصير القوات الأجنبية الموجودة في منطقة الخليج العربي ومدى إمكانية التنسيق أو التقاطع معها.

وتلعب الأساطيل البحرية في منطقة الخليج دورًا بارزًا في تأمين الممرات البحرية وحماية ناقلات النفط والسفن التجارية وغيرها، حيث يمثل هدف تلك الأساطيل استتباب الأمن بحرًا في المنطقة.

الأسطول الخامس الأميركي

ويعد الأسطول الخامس التابع لسلاح البحرية الأميركي من أهم تلك القوى البحرية الموجودة في منطقة الخليج العربي، حيث يتخذ من المياه الإقليمية للبحرين قاعدة له.

ويضم هذا الأسطول حاملة طائرات أميركية وعددًا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود، فضلًا عن نحو 3500 بحارا أميركيا.

مهام الأساطيل البحرية

تتلخص مهمة الأسطول الأساسية في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب والإشراف على العمليات في الخليج وخليج عُمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهادي.

وتعتبر القوات البحرية المشتركة عبارة عن شراكة بحرية متعددة الجنسيات تتخذ هي الأخرى من القاعدة البحرية الأميركية في البحرين مقرًا لها.

وتأسست تلك القوة عام 2001 وكانت تضم 38 دولة قبل أن تعلن الإمارات انسحابها منها قبل شهرين فقط.

وتعمل هذه القوات على تعزيز الأمن والاستقرار عبر ما يقرب من 3.2 ملايين متر ميل مربع من المياه الدولية التي تشمل بعضًا من أهم ممرات الشحن في العالم.

القاعدة الفرنسية في الإمارات

تضم القاعدة العسكرية الفرنسية في الإمارات، إلى جانب القاعدة الجوية، قاعدة بحرية بميناء أبو ظبي دشنها عام 2009 الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي.

وتتوفر القاعدة البحرية على رصيف بمساحة 300 متر مربع ولديها منطقة تقنية تضم مستودعات تخزين.

وتتموقع القاعدة قرب مضيق هرمز، الذي يشهد حركة بحرية مكثفة ويعرف ترويج 40% من إنتاج النفط العالمي. والهدف من إنشاء تلك القاعدة هو حماية السفن المارة عبر مضيق هرمز ومكافحة القرصنة في خليج عدن.

تتلخص مهمة الأساطيل البحرية في تأمين امدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية
تتلخص مهمة الأساطيل البحرية في تأمين امدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية - غيتي

تحالف بحري جديد

وفي هذا الإطار، يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إيراني كبير عن تحالفات جديدة ستتشكل بين طهران ودول الإقليم على غرار السعودية والإمارات والهند.

ويشير في حديث لـ"العربي"، من طهران، إلى أن الإعلان عن هذا الائتلاف البحري جاء متزامنًا مع انسحاب الإمارات من التحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة في المياه الخليجية.

ورغم أنه لا توجد تفاصيل وصورة واضحة عن الانسحاب الإماراتي والإعلان الإيراني عن تشكيل الائتلاف الجديد، إلا أنه يوضح أن إيران تعتقد بأن الوجود البحري الأميركي والبحرية الأجنبية عمومًا في شمال بحر عُمان لا يحمل أهداف المحافظة والإشراف على الأمن في مياه الخليج وعبور السفن وإمدادات النفط والغاز عبر مضيق هرمز.

"الوجود الأجنبي يخل بأمن المنطقة"

ويلفت صدقيان في حديثه إلى "العربي"، إلى أن السياسة الإيرانية منذ عام 1980 إلى حد الآن تعتقد بأن الوجود الأجنبي في منطقة الخليج "يخل بالأمن والاستقرار في المياه الخليجية".

لكنه يوضح أن النظرة الإيرانية إلى الدول المطلة على المياه الخليجية وتحديدًا إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات وسلطنة عُمان والهند وباكستان تكمن في أن هذه البلدان بإمكانها تأمين الاستقرار وأمن الملاحة في هذه المنطقة الإستراتيجية التي تعتبر ممرًا لنحو 40% من مصادر الطاقة في العالم.

ويبيّن أن الإيرانيين "عندما يتحدثون عن القوات الأجنبية فهم يشيرون إلى القوات الأميركية الموجودة في المياه الخليجية خصوصًا الأسطول الخامس الموجود في مقابل سواحل البحرين".

ويخلص إلى أن "مثل هذا الوجود العسكري الأميركي يشكل خطرًا على الأمن والاستقرار في هذه المياه"، بحسب التصريحات الإيرانية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close