شيع مئات الفلسطينيين في قرية النبي صالح غربي رام الله بالضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، الطفل الشهيد محمد هيثم التميمي البالغ من العمر عامين، والذي قضى أمس الإثنين متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى رام الله باتجاه قرية النبي صالح لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل أن يوارى الثرى.
تغطية صحفية: والدة الطفل الشهيد محمد التميمي تروي تفاصيل ارتقاء طفلها وإصابة زوجها برصاص الاحتلال في قرية النبي صالح. pic.twitter.com/chRXlIQSap
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 6, 2023
وكان الطفل التميمي قد أصيب برفقة ووالده، مساء يوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في رأسه، فيما تعرض والده لإصابة في كتفه، أثناء تواجدهما أمام منزلهما المجاور لحاجز جيش الاحتلال، المقام على مدخل القرية.
"جريمة ضد الإنسانية"
وعلى صعيد ردود الفعل، اعتبرت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء، أن جريمة إعدام الطفل التميمي، جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية، المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، إنه باستشهاد الطفل التميمي، بلغ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا منذ بداية عام 2023 على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي 28 طفلًا.
وأضاف أن إفلات سلطات الاحتلال الدائم من المساءلة والعقاب جراء ما ترتكبه من جرائم ترتقي إلى جرائم الحرب، هو ما يشجعها على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم في ظل صمت دولي مريب على تلك الجرائم.
وطالب الأمين العام المساعد في تصريح صحافي له اليوم، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل بالعمل على إجراء تحقيق دولي مستقل في الجريمة الشنعاء بالقتل المتعمد للطفل التميمي، ومحاسبة من ارتكبوا تلك الجريمة وإنزال العقوبة المستحقة بهم.
كما أكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي بدوله وهيئاته ومؤسساته لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
"محاسبة المسؤولين عن استشهاد التميمي
من جهته، دعا المنسق الأممي لعملية التسوية في الشرق الأوسط تور وينسلاند، إلى محاسبة المسؤولين عن استشهاد الطفل محمد التميمي.
وقال وينسلاند في تغريدة عبر "تويتر": "أدين وأشعر بحزن عميق لمقتل طفل فلسطيني في الثانية من عمره، أصيب بجروح خطيرة برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في النبي صالح قبل يومين".
(1/2) I condemn and am deeply saddened by the death of a 2-year old Palestinian boy, who was critically injured by Israeli security forces’ gunfire in Al-Nabi Saleh two days ago. IDF said they were responding to a shooting from the area by Palestinian gunmen…
— Tor Wennesland (@TWennesland) June 5, 2023
وأضاف أن "المدنيين، ولا سيما الأطفال، ما زالوا يتحملون وطأة هذا الصراع، خالص التعازي لأسرته".
وتابع: "ألاحظ أن السلطات الإسرائيلية فتحت تحقيقًا في الحادث، وأدعو إلى محاسبة المسؤولين".
الاحتلال يجبر عائلات مقدسية على هدم منازلها
وعلى صعيد آخر، أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء عائلات مقدسية، على هدم بنايتين مكونتين من خمس وحدات سكنية في حي واد قدوم في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وأفادت وكالة "وفا"، أن العائلات وهي برقان، والطويل، ونصار، شرعت بهدم البنايتين بعدما تلقت إخطارًا من الاحتلال بالهدم، علاوة على دفع غرامة مالية باهظة مقابل ذلك قدرها 200 ألف شيقل، ما اضطرها إلى هدمها ذاتيًا.
وقامت العائلات أمس الإثنين بإفراغ البيوت من محتوياتها تمهيدًا لعملية الهدم، على الرغم من محاولاتها المستمرة ومناشدتها بعدم الهدم وتشريدها.
من جهته، أكد عاصم برقان مالك أحد البيوت في المبنى، أن العمارتين تحتويان على ما يقارب 30 فردًا، وأن إحداهما مكونة من شقتين وأخرى من 3 شقق.
وقال لوكالة "وفا": إن "العائلات الآن باتت في العراء أمام منازلها المهدمة، وإننا سعينا منذ 28 عامًا للحصول على ترخيص، وحصلنا على ترخيص للطابق الأول في إحدى البنايتين.
وأكد أن قوات الاحتلال تنتظر هدم هذه المنازل من أجل فرض سيطرتها على قطعة الأرض التي نملكها.
وتستهدف بلدية الاحتلال منازل المقدسيين ومنشآتهم، ولا تسمح لهم بالبناء في الأحياء العربية أو التوسعة، بدعوى عدم حصولهم على تراخيص بناء.