الثلاثاء 17 حزيران / يونيو 2025
Close

تشييع شهداء درعا.. الاحتلال الإسرائيلي يواجه مقاومة شرسة في سوريا

تشييع شهداء درعا.. الاحتلال الإسرائيلي يواجه مقاومة شرسة في سوريا

شارك القصة

تشييع شهداء نوى في محافظة درعا
كلّف صدّ العدوان الإسرائيلي على ريف درعا الجنوبي 9 شهداء والعديد من الجرحى حالتهم خطيرة - غيتي
الخط
بعد قصفها مواقع عسكرية وبُنى تحتية في سوريا، عادت إسرائيل لاستمرار اعتداءاتها المتكررة على سوريا، بشن هجمات في مناطق مختلفة.

شاركت حشود غفيرة من محافظة درعا السورية، اليوم الخميس، في تشييع شهداء العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف مواقع بالمحافظة مساء الأربعاء.

كما شارك محافظ درعا، أنور الزعبي، في مراسم التشييع بمدينة نوى، حيث استشهد الضحايا جراء الاعتداءات الإسرائيلية على ريف درعا، وفق ما أفادت به قناة المحافظة على "تلغرام".

حوصروا ثم انسحبوا

من جانبه، أفاد مراسل التلفزيون العربي في درعا، خالد الإدلبي، باستشهاد 9 من أبناء مدينة نوى وبعض القرى المحيطة في ريف درعا الغربي، أثناء تصديهم لمحاولة تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو منطقة سد الجبيلية.

وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال حاولت التوغل من منطقة وقف إطلاق النار والفصل بين القوات باتجاه أطراف قرية الجبيلية، ومنها إلى الحرش وصولًا إلى سد الجبيلية، حيث خاض المقاومون اشتباكات عنيفة أعاقت تقدم الاحتلال داخل المنطقة.

وأشار المراسل إلى أن المقاومين حاصروا القوات الإسرائيلية داخل هذه النقطة، ما دفع الاحتلال إلى استدعاء قوات إضافية للمؤازرة.

ولفت إلى أن ست طائرات مروحية إسرائيلية شاركت في عمليات القصف على حرش وسد الجبيلية ومنطقة تل الجموع الاستراتيجي القريب من هذه النقطة، والذي يطل على خط الإمداد الذي يربط النقطة المحاصرة بخط وقف إطلاق النار.

وأوضح الإدلبي أن القصف الإسرائيلي استمر لساعات قبل أن تنسحب قوات الاحتلال باتجاه مدينة تسيل، ومنها إلى خط وقف إطلاق النار، تحت غطاء ناري مكثف، مع تأمين الطائرات المروحية للطريق.

وأكد أن المقاومين أسقطوا طائرة إسرائيلية مسيّرة باستهدافها بمضادات أرضية، مشيرًا إلى وقوع عدد من الجرحى بين جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع المراسل أن قوات الاحتلال ألقت منشورات تحذيرية لأهالي منطقة كوية في ريف درعا الجنوبي، لمنعهم من النزول إلى الطرق التي تربط القرية بحوض اليرموك، والذي استولت عليه قوات الاحتلال.

ونوه إلى أن عملية التوغل الإسرائيلي مستمرة بين الحين والآخر، حيث تقوم قوات الاحتلال بتفجير بعض المواقع التابعة للجيش السوري الجديد بهدف تدمير التحصينات، رغم أن القوات السورية لم تدخل إليها حتى الآن.

وقال محافظ درعا، أنور الزعبي، للتلفزيون العربي من جانبه، إن قوات الاحتلال فتحت النار مساء أمس على أهالي منطقة تل الجموع قرب نوى، أثناء توغلها في ريف درعا الغربي، مشيرًا إلى حدوث اشتباكات مع شبان المنطقة الرافضين للتوغل الإسرائيلي.

وذكر الزعبي أنه سيكون هناك تجمع كبير لأهالي حوران رفضًا للانتهاكات والتوغلات التي تقوم بها قوات الاحتلال في الأراضي السورية.

توغل بثلاثة أرتال عسكرية

وأفاد مدير مديرية الإعلام بمحافظة درعا زياد قويدر للتلفزيون العربي بأن جيش الاحتلال دفع بثلاثة أرتال من الجنود نحو قرى المحافظة، في توغل هو الأكبر منذ سقوط نظام الأسد بالتزامن مع تحليق مروحيات عسكرية في المنطقة.

وأشار قويدر إلى أن الانتشار الإسرائيلي أثار الخوف والريبة لدى الأهالي، وأن هناك استنفار في بعض المناطق لتأمين عائلات كانت في المزارع القريبة، والبيوت الواقعة خارج المدن وفي المناطق الزراعية.

وفي أول رد فعل على الهجمات الإسرائيلية، أدانت الخارجية السورية من جهتها العدوان الإسرائيلي، ووصفته بأنه انتهاك للقانون الدولي وسيادة البلاد، مضيفةً أن القصف الإسرائيلي يعد محاولة متعمدة لزعزعة الاستقرار في سوريا.

وأوضحت الخارجية السورية في بيان على منصة إكس، إن العدوان الإسرائيلي استهدف 5 مناطق مختلفة خلال نصف ساعة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري.

ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع إسرائيل من تكرار هذه الانتهاكات وممارسة ضغط فوري صارم وحازم عليها.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عسكري سوري أن القصف الممنهج يهدف إلى تدمير القدرات العسكرية للقواعد العسكرية للقواعد الجوية الرئيسية في سوريا لضمان عدم استخدامها.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه شن عملية عسكرية على قاعدتين جويتين ومواقع للبنية التحتية العسكرية في مدن دمشق وحماة وحمص.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم يهدف إلى إرسال تحذير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

"وجود وسائل قتالية في جنوب سوريا تهديد لإسرائيل"

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن قواته من اللواء 474 عملت في منطقة تسيل جنوبي سوريا وصادرت وسائل قتالية ودمرت بنىً تحتية، مشيرًا إلى أن مسلحين أطلقوا النار تجاه القوات الإسرائيلية، لترد باستهدافهم والقضاء على عدد منهم.

وشدد على أن "وجود وسائل قتالية في جنوب سوريا يمثل تهديدًا لإسرائيل".

وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بدوره، إن الهجمات على المطارات السورية وحماة ومنطقة دمشق تشكل "رسالة واضحة وتحذيرًا للمستقبل بأن إسرائيل لن تسمح بالإضرار بأمنها".

وحذر القيادة الجديدة في سوريا من أنها "ستدفع ثمنًا باهظًا إذا سمحت للقوات المعادية لإسرائيل بالتموضع في سوريا"، مؤكدًا أنها لن تسمح بتحويل سوريا إلى تهديد لسكانها ومصالحها الأمنية.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التمركز والقيام بعمليات في جبل الشيخ والمناطق التي يعمل بها داخل سوريا.

وشنّت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الأربعاء، أكثر من 15 غارة جوية على العاصمة السورية دمشق ومدينتَي حماة وحمص، فيما توغلت آليات عسكرية بمحافظة درعا واستشهد عدد من المدنيين، بأحدث انتهاك لسيادة سوريا.

ومنذ سقوط رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول، نفّذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للنظام السابق في سوريا.

وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة