الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تصدير الحبوب سيتوالى.. روسيا: إبحار أول سفينة أوكرانية "إيجابي جدًا"

تصدير الحبوب سيتوالى.. روسيا: إبحار أول سفينة أوكرانية "إيجابي جدًا"

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول خروج أول سفينة أوكرانية محملة بالحبوب من ميناء أوديسا (الصورة: غيتي)
أكدت تركيا أن سفن الحبوب الأوكرانية سيتوالى تصديرها بنفس آلية الشحنة الأولى، فيما اعتبر الكرملين مغادرة أول سفينة أنباء "إيجابية جدًا".

رحب الكرملين الإثنين بإبحار أول سفينة محملة بالحبوب من مرفأ أوديسا في جنوب أوكرانيا بموجب خطة لاستئناف صادرات الحبوب التي توقفت في أعقاب التدخل العسكري الروسي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "بالنسبة لمغادرة أول سفينة، فهذا إيجابي جدًا. فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في إسطنبول".

وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم، أن "سفينة رازوني غادرت ميناء أوديسا باتجاه مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل إلى إسطنبول في 2 أغسطس/ آب، وستواصل طريقها إلى وجهتها إثر عمليات تفتيش ستتم في إسطنبول".

تخوف من غارات

وأضاف البيان أن الجهود الكبيرة المبذولة في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول، ساهمت أيضًا في التوصل إلى اتفاق لخروج السفينة الأولى من ميناء أوديسا.

وقالت وزارة الدفاع التركية: إن شحنات أخرى ستلي "مع احترام الممر (البحري) والإجراءات المتفق عليها".

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي"، بأن السفينة انطلقت في هدوء تام وسط تعزيزات أمنية كبيرة في محيط ميناء مدينة أوديسا، مشيرًا إلى أن الدفاعات الأوكرانية كانت متأهبة لأي استفزاز محتمل كما يقول الأوكرانيون، حيال إمكانية أن توجه القوات الروسية غاراتها على المدينة أو محيطها.

ولفت إلى أن السفينة أبحرت وفقًا للممر الآمن الذي اتفق عليه الجانب الأوكراني مع روسيا والأمم المتحدة وتركيا، ضمن اتفاق إسطنبول، مشيرًا إلى أن السفينة تحمل نحو 26 ألف طن من الذرة.

وأشار مراسلنا إلى أن الجانب الأوكراني يفيد بأن هناك 17 سفينة تم تخزين الحبوب داخلها، وتترقب الإشارات من قبل تركيا والأمم المتحدة للخروج من الموانئ الأوكرانية.

تصدير الحبوب الأوكرانية سيتوالى

من جانبه، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن سفن الحبوب الأوكرانية سيتوالى تصديرها بنفس آلية الشحنة الأولى التي غادرت ميناء أوديس، الإثنين.

وأوضح أكار أن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، يمكن أن تؤثر على حركة الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا وتركيا.

وأضاف: "في موانئ روسيا مواد غذائية وكيميائية تنتظر الشحن، وسنكون سعداء في حال قدمنا مساهمة بهذا الصدد".

ولفت أكار إلى أن السفينة التي انطلقت من ميناء أوديسا ستصل إسطنبول غدًا الثلاثاء بحدود الثالثة بعد الظهر، وستخضع للمراقبة من قِبل وفد مشترك يضم أعضاء من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

وذكر أن السفينة التي ترفع علم سيراليون تحمل 27 ألف طن من الذرة، وهي متجهة إلى لبنان.

وأشار إلى أن مسألة تحريك السفن من الموانئ الأوكرانية تعتبر مسألة إنسانية وذات أهمية كبيرة، مبينًا أن روسيا وأوكرانيا تنتجان ثلث احتياجات العالم من الحبوب.

وتابع قائلًا: "هناك كميات كبيرة من الحبوب تنتظر الخروج من الموانئ الأوكرانية، فالكمية أكثر من 25 مليون طن، والاتفاق الذي توصلنا إليه بعد مشاورات طويلة ومكثفة، كان الحل الأمثل لتحريك سفن الشحن".

وأوضح أن كلا الطرفين الروسي والأوكراني، أعربا عن ثقتهما التامة بتركيا وبمساعيها الرامية لإيجاد حل للأزمة القائمة.

وحول "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" الموقعة بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، أكد أكار أنها ستتجدد تلقائيًا بعد 120 يومًا في حال عدم اعتراض أيًا من الجهتين المعنيتين بها.

"انفراج للعالم"

وفي المواقف، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش "بحرارة" بمغادرة السفينة، وأمل في أن تكون هذه الأولى من بين العديد من السفن التجارية بموجب الاتفاقية الموقّعة، وأن تحقق الاستقرار والمساعدة الضروريَين للأمن الغذائي العالمي.

بدوره اعتبر وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا أن معاودة صادرات الحبوب تشكل "انفراجًا للعالم".

ووقّعت كييف وموسكو في إسطنبول في 22 يوليو/ تموز، اتفاقًا أمميًا لاستئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد وساطة تركية. وبذلت تركيا والأمم المتحدة جهودًا حثيثة للتوصل إلى توافق روسي أوكراني، على نقل الحبوب للأسواق العالمية.

ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، ووقع بموازاته اتفاق مماثل يضمن أيًضا تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الدولية.

ومن شأن هذين الاتفاقين التخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية التي أدت إلى ارتفاع صاروخي في الأسعار في بعض من أفقر دول العالم بسبب توقف الحركة في الموانئ الأوكرانية جراء الهجوم الروسي.

وبموجب اتفاق تصدير الحبوب، يجب أن تخضع السفن وحمولتها للتفتيش في إسطنبول بإشراف مركز للتنسيق المشترك.

ودشن مركز التنسيق المشترك المكلَّف بالإشراف على صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الأربعاء في إسطنبول بموجب الاتفاق الموقع.

وهو يضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا فضلًا عن تركيا والأمم المتحدة.

ويسجل المركز السفن التجارية المشاركة في نقل الحبوب ويتتبعها عبر الإنترنت والأقمار الاصطناعية ويشرف على تفتيشها لدى تحميلها في الموانئ الأوكرانية ولدى وصولها إلى المرافئ التركية.

وكاد الاتفاق أن ينهار عندما أطلقت روسيا صواريخ كروز على ميناء أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، في 23 يوليو، بعد مرور 12 ساعة فقط على مراسم توقيعه في إسطنبول.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة