الإثنين 16 حزيران / يونيو 2025

"تصعيد خطير وفعل عدواني".. إطلاق نار إسرائيلي على دبلوماسيين في جنين

"تصعيد خطير وفعل عدواني".. إطلاق نار إسرائيلي على دبلوماسيين في جنين

شارك القصة

 إطلاق الرصاص الحي باتجاه وفد دبلوماسي خلال جولة له في مدينة جنين
لحظات إطلاق الرصاص الحي باتجاه وفد دبلوماسي خلال جولة له في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة- غيتي
الخط
أفاد مراسل التلفزيون العربي بأن ما جرى في محيط مخيم جنين بعد إطلاق النار على الدبلوماسيين لا يمكن فصله عن سياق التحريض الإسرائيلي.

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، "التصعيد الخطير" في سلوك الاحتلال بعد إطلاق النار باتجاه وفد دبلوماسي عربي وأوروبي خلال جولة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وبينما كان الوفد الدبلوماسي يعاين مدينة جنين ومخيمها، هاجم جنود الاحتلال الوفد وفتحوا النار بكثافة. ويضم الوفد 30 دبلوماسيًا بينهم نواب من بريطانيا وفرنسا والنمسا وإيرلندا وإسبانيا، وسفراء الأردن ومصر والمغرب.

"تصعيد خطير"

وأكدت الخارجية في بيان أنّ "الفعل العدواني (للاحتلال) يعد خرقًا فجًا وخطيرًا لأحكام القانون الدولي"، والمتمثل في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين.

وأشارت إلى أن "استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين يعد تصعيدًا خطيرًا في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي وبسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها".

وحملت الخارجية الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا "الاعتداء الجبان"، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة.

وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، لوكالة "فرانس برس" أنه سمع "إطلاق نار متكرر" من داخل مخيم جنين للاجئين.

"انحراف عن المسار المعتمد"

من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أطلق "طلقات تحذيرية" بعد أن "انحرفت" الزيارة التي قام بها دبلوماسيون أجانب إلى مدينة جنين عن المسار المتفق عليه، حسب قوله.

وقال في بيان: "انحرف الوفد عن المسار المعتمد ودخل منطقة لم يُصرح له بالتواجد فيها"، مؤكدًا أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرًا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، حسب قوله.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتّجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات "غير مقبولة". وكتب في منشور على إكس: "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة".

كما نددت وزارة الخارجية الإسبانية "بشدة" بطلقات النار الإسرائيلية خلال زيارة الدبلوماسيين. وجاء في بيان مقتضب: إن "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة".

من جانبها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول"، مضيفة للصحافيين في بروكسل: "ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها".

"أمر خطير وكبير جدًا"

إضافة إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي في جنين، عميد شحادة، بأن ما جرى "لا يمكن وصفه بالمصادفة؛ فمن الناحية السياسية، هو أمر خطير وكبير جدًا، في ظل وجود خطر على حياة السياسيين الذين كانوا متواجدين. وقد جاء هذا الاستهداف متزامنًا مع تحوّل في الخطاب الأوروبي تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وتجاه حكومة يمينية متطرفة".

ولفت المراسل إلى أن بريطانيا كانت قد اتخذت، بالأمس، خطوات ذات طابع تجاري، وهددت إسرائيل بضرورة فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية. ولم يرق هذا الموقف للسياسيين الإسرائيليين، الذين أصدروا تصريحات منددة.

وأضاف أن هناك تصعيدًا في الخطاب تجاه فرنسا والرئيس ماكرون، وكذلك تجاه إسبانيا، من قِبل الحكومة الإسرائيلية، تخللته اتهامات موجّهة إلى هذه الدول.

"إطلاق رصاص متعمد"

وأوضح أن ما جرى اليوم في محيط مخيم جنين لا يمكن فصله عن سياق التحريض، وربما عن قرار سياسي واضح بإطلاق النار، بهدف إيصال رسالة إلى هذه الدول مفادها أن الحكومة الإسرائيلية لا تقيم لها وزنًا، وتتحداها بالرصاص عبر استهداف وفد دبلوماسي يضم أعضاء من تلك الدول.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن تنظيم زيارة لقناصل وسفراء إلى جنين، اليوم الأربعاء، للوقوف على العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسبقته زيارة مماثلة الأسبوع الماضي لمدينة طولكرم.

وفي 21 يناير/ كانون الثاني 2025، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانًا عسكريًا شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي- وكالات
تغطية خاصة