تصعيد ورسائل ميدانية لـ"حزب الله".. هل تستطيع إسرائيل اجتياح لبنان؟
حمّل المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي "حزب الله" اللبناني "المسؤولية الكاملة" عن تدهور الوضع الأمني في الشمال.
وكان الحزب قد أعلن مهاجمته بالصواريخ والطائرات المسيّرة 9 ثكنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل في تصعيد عسكري لافت على الجبهة اللبنانية.
وخلال عملياته استخدم "حزب الله" أسلحة متنوعة منها ما هو مرتبط بالدفاعات الجوية، ومنها ما هو دقيق في استهدافه، فيما بعضها كثيف على مستوى العدد والمساحة النارية.
رسائل "حزب الله" ميدانيًا
وعن الرسائل التي يحملها استخدام هذه الأنواع والكميات من الأسلحة، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الرحمن شحيتلي أن إطلاق "حزب الله" النار من مسافات متدنية إلى جانب الصواريخ يعد بمثابة إنذار لإسرائيل بأنه ليس لديها إمكانية الاستطلاع الجوي على العلو المنخفض.
ويؤكد شحيتلي أن الحزب أثبت أن لديه قدرة دفاعية جوية من خلال الصواريخ التي أسقطت 5 مسيّرات حتى الآن، وعبر إظهار مدافع "الشيلكا" مؤخرًا.
ويردف الخبير العسكري في مداخلة عبر "العربي"، أن حزب الله "يحاول القول إن السيطرة الجوية الكاملة على الجبهة التي كانت إسرائيل تتغنى بها أصبحت محدودة".
ويضيف أن "تلك رسالة قوية وعلى إسرائيل إعادة حساباتها من ناحية الذهاب إلى الحرب".
كما يلاحظ شحيتلي أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من ضرب منصات الصواريخ التي أطلقت باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في اليومين الماضيين، ما يعني أنها بقيت سليمة، وهذا مؤشر كبير على أن البنية التحتية لمنصات صواريخ حزب الله يصعب الوصول إليها".
ويخلص الخبير العسكري بالتالي إلى أن "أي حرب تدخل فيها إسرائيل، لن تستطيع مهما طالت، إسكات الصواريخ من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".
احتمال اجتياح لبنان
بالتوازي، أعلنت سلطات الاحتلال أن لواءين من الجيش الإسرائيلي أنهيا تدريبات عسكرية تحاكي الدخول في مسالك وعرة وطرق جبلية وأحراش ومناطق صعبة، وسط تلويح إسرائيلي بالتحضير لاجتياح لبنان.
وعن هذا الأمر، يؤكد شحيتلي بناء على خبرته في المجال العسكري أن الاحتلال الإسرائيلي فقد القدرة على احتلال الأراضي في لبنان، مستذكرًا في هذا الصدد قيام إسرائيل عام 2006 بإسقاطات جوية على مراكز متقدمة في لبنان وكانت خطتها الإستراتيجية الوصول بقواتها إلى مكان الإنزالات.
فيشرح الخبير العسكري والإستراتيجي من بيروت، أنه خلال 33 يومًا لم تستطع القوة الأساسية للجيش الإسرائيلي في الوصول إلى مراكز الإنزالات، حيث بقيت مشتبكة ومطوقة من قبل "حزب الله".
ويردف بأن "الأرض اللبنانية وعرة وطبيعتها تتشكل من تلال كثيفة ووديان وغيرها، وبالتالي سوف تقع القوى الأساسية في كمائنها ولن تستطع اجتياز هذه الطبيعة الصعبة"، مشككًا في القدرة القتالية للجيش الإسرائيلي في عملية اجتياح للبر اللبناني.
ويتابع شحيتلي لـ"العربي" أن جيش الاحتلال سيدفع بالنهاية أثمانًا باهظة، وسيكون له الفشل". ويختم: "نعم تستطيع إسرائيل تدمير معظم لبنان، وربما كله بالقدرة النارية التي تملكها.. لكنها لن تستطيع احتلال لبنان وجنوبه".