عاشت الدوحة مساء أمس الإثنين، أجواءً استثنائية في سوق واقف، الذي تحوّل إلى ساحة جماهيرية مفتوحة توافدت إليها أعداد كبيرة من مشجعي منتخبي قطر والإمارات، قبل المواجهة المرتقبة بينهما الليلة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وضج السوق وأجواء تملؤها الحماسة والترقب.
عاشت الدوحة، مساء أمس الإثنين، أجواءً استثنائية في سوق واقف الذي تحوّل إلى ساحة جماهيرية مفتوحة توافدت إليها أعداد كبيرة من مشجعي منتخبي قطر والإمارات، قبل المواجهة المرتقبة بينهما الليلة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وضجّ السوق بالأهازيج الوطنية والأعلام المرفوعة في أجواء تملؤها الحماسة والترقّب.
المشهد الجماهيري الذي جمع بين عشّاق "العنّابي" و"الأبيض" في قلب أحد أبرز المعالم التراثية القطرية، حمل طابعًا احتفاليًا مميزًا، وعكس في الوقت ذاته حجم الرهانات الفنية والرياضية على هذه المباراة المفصلية.
"المدرج الأول"
وانطلقت الأجواء مع حلول المساء، حيث امتلأت الساحات والطرقات المحيطة بسوق واقف بالمشجعين الذين ارتدوا قمصان منتخباتهم الوطنية ورفعوا الأعلام القطرية والإماراتية جنبًا إلى جنب، في مشهد جمع بين المنافسة الشريفة والروح الخليجية المشتركة.
وعلت الهتافات المؤازِرة للاعبين والمعبّرة عن حماس الجماهير ودعمها، فيما انتشرت الفرق الفنية التي أدّت الأناشيد الوطنية والرقصات الشعبية، مضفية طابعًا تراثيًا مميزًا على المشهد العام.
وبرز الحضور الإماراتي بكثافة غير معتادة، حيث توافدت مجموعات من المشجعين المقيمين في قطر إلى جانب جماهير قدمت خصيصًا من الإمارات لمؤازرة منتخبهم، بينما حضرت الجماهير القطرية بأعداد ضخمة وأهازيجها المعتادة التي تُعد جزءًا من طقوس ما قبل المباريات الكبرى.
وقال أحد المشجعين القطريين: إن "سوق واقف أصبح بمثابة المدرج الأول للمنتخب قبل كل مواجهة مصيرية، هنا نُرسل رسائلنا للاعبين بأن خلفهم جمهورًا لا يهدأ".
من جانبه، عبّر مشجع إماراتي قدم من أبوظبي خصيصًا لحضور المباراة عن سعادته بالأجواء الأخوية قائلاً: "هذا المشهد يفرح القلب، مهما كانت المنافسة داخل الملعب، فإن الروح الرياضية التي نراها هنا تؤكد عمق العلاقة بين الشعبين".
وأضاف مشجع آخر: "جئنا لدعم الأبيض في مباراة مهمة، واثقون من قدرتهم على تقديم أداء كبير".
مباراة الحسم
وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة في جدول التصفيات، إذ يتصدر المنتخب الإماراتي المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط بعد فوزه في الجولة الافتتاحية، في حين يحتل المنتخب القطري المركز الثاني بنقطة واحدة بعد تعادله مع عمان.
ويُنظر إلى هذه المواجهة على أنها صدام مباشر بين المنافسين الأبرز على صدارة المجموعة، مما يضفي عليها طابعًا تكتيكيًا مفتوحًا، نظرًا لطموح كل طرف في فرض أسلوبه وتحقيق نتيجة إيجابية مبكرة تعزز حظوظه في حسم التأهل إلى المونديال.
وعلى مستوى التحضيرات، أنهى المنتخبان استعداداتهما بخوض حصص تدريبية مكثفة تركزت على الجانبين الفني والبدني. وأكد مدرب المنتخب القطري في تصريحات صحافية أن فريقه "جاهز لتقديم مباراة تليق بالجماهير والدفاع عن حظوظه في الصدارة"، مشددًا على أهمية استغلال عاملي الأرض والجمهور.
في المقابل، عبّر مدرب المنتخب الإماراتي عن تفاؤله قائلاً: إن "اللاعبين يدركون أهمية المواجهة، ويملكون الحافز لتقديم مستوى يليق باسم الكرة الإماراتية"، مضيفًا أن الفريق جاء إلى الدوحة بنية واضحة لتحقيق نتيجة إيجابية.
ويحمل سوق واقف رمزية خاصة في مثل هذه المناسبات، إذ أصبح مركزًا للتجمعات الرياضية والثقافية، يعكس نبض الشارع ويمنح الجماهير منصة للتعبير عن انتمائها وحماسها، وهو ما ظهر جليًا خلال مونديال 2022.
وقد كثفت الجهات التنظيمية استعداداتها لتأمين الفعاليات وضمان انسيابية الحركة داخل السوق والمناطق المحيطة، في ظل توقعات بتزايد أعداد الجماهير مع اقتراب صافرة البداية.