تضامنًا مع غزة.. المالديف تمنع الإسرائيليين من الدخول إلى أرخبيلها

أكدت حكومة جزر المالديف ذات الأغلبية المسلمة تضامنها مع القضية الفلسطينية، بعد مصادقة الرئيس محمد معز على قرار برلماني يمنع حاملي الجوازات الإسرائيلية من دخول البلاد.

وعبّر الرئيس المالديفي عن غضبه من الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدًا أن القرار يعكس ردًا على "الفظائع المتواصلة وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

جزر المالديف تتضامن مع فلسطين

وجاء قرار رئيس جزر المالديف بعد تعديل قانون الهجرة المالديفي، الذي أُقر بأغلبية خلال جلسة البرلمان، ويتضمن بندًا يحظر صراحة على الإسرائيليين دخول البلاد.

وقال الرئيس المالديفي: "تؤكد حكومة جزر المالديف تضامنها مع القضية الفلسطينية والتزامها الراسخ بتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني وحمايتها. وتواصل جزر المالديف الدعوة إلى المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي، وتظل تدين بشدة أفعال إسرائيل عبر مختلف المنابر الدولية".

وشدّد معز كذلك على دعم بلاده لقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

والعام الماضي، رفعت إحدى جزر المالديف لوحات إعلانية جاء فيها: "لا نريد أموالكم الملطخة بالدماء.. ممنوع دخول كل من يحمل الجواز الإسرائيلي".

جاء قرار جزر المالديف بعد تعديل قانون الهجرة في البلاد - غيتي

وأدى ذلك إلى انخفاض أعداد السياح الإسرائيليين إلى جزر المالديف، حيث زار 56 إسرائيليًا هذا البلد من مطلع العام الجاري، مقارنة بـ 11 ألفًا عام 2023 في الفترة ذاتها، بحسب موقع "واللا" العبري. 

وفي 2 يونيو/ حزيران 2024، قررت حكومة المالديف حظر دخول الإسرائيليين الأرخبيل المعروف بمنتجعاته الفاخرة، مع تصاعد الغضب الشعبي في الدولة بسبب الإبادة بقطاع غزة.

"قرار تاريخي"

وقد اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الثلاثاء، أن مصادقة رئيس جزر المالديف محمد معز، على قرار برلماني يمنع حاملي الجوازات الإسرائيلية من دخول بلاده، تعكس التزام المالديف بالعدالة.

وأعرب المجلس في بيان، عن "بالغ تقديره وترحيبه بالقرار الشجاع الذي اتخذه برلمان جزر المالديف، بتصويته بأغلبية كبيرة لصالح تعديل قانون الهجرة، بما يمنع دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية إلى البلاد وذلك حتى انتهاء العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة".

وأضاف أن "هذا الموقف المبدئي يعكس التزام جزر المالديف بمبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان، ويؤكد انحيازها الأخلاقي والإنساني إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة متواصلة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسط صمت دولي معيب".

ووصف المجلس القرار بـ "التاريخي"، داعيًا برلمانات العالم الحر إلى أن تحذو حذو برلمان المالديف واتخاذ مواقف حازمة تجاه إسرائيل عبر عزلها وفرض العقوبات الدولية على أركان حكومتها وأعضاء برلمانها العنصري، الذين يشرعون لجرائم الحرب والاضطهاد العنصري بحق الشعب الفلسطيني.

وقال إن مثل هذه القرارات "تشكل دعمًا معنويًا وسياسيًا مهمًا لنضال شعبنا، وتعزز من عزلة الاحتلال على الساحة الدولية حتى ينال شعبنا حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

"خطوة شجاعة"

بدورها، قالت حركة حماس في بيان: "نثمن عاليًا مصادقة رئيس المالديف على قرار حظر دخول الإسرائيليين إلى بلاده، ونعدّها خطوة شجاعة وفي الاتجاه الصحيح".

وأضافت أن هذه الخطوة "تتوافق مع الموقف الأخلاقي الرافض للجرائم الوحشية وحرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال الفاشي بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزّة".

ودعت الحركة دول العالم إلى "الاقتداء بموقف المالديف، وغيرها من الدول التي انحازت لقيم العدالة التي يمثلها الحق الفلسطيني، والعمل على عزل الكيان الصهيوني المارق، وتدفيعه ثمن جرائمه وانتهاكاته الفاضحة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية".