بعدما صمتت المدافع، تعالت أصوات المعاول، حيث تجري على قدم وساق عمليات إعادة الإعمار وإصلاح الطرق والمباني والمنازل التي دمرتها القوات الروسية في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
فمنزل أولكسندر دوبوف، مدير شركة بناء، لم يسلم من القذائف الروسية أثناء المعارك التي دارت في مدينة إربين، حيث ما تزال آثار القصف شاهدة عليها، فيما يحاول إعادة ترميم مخلفات الدمار.
ويقول دوبوف: "اختلطت مشاعر الفرح والحزن بعد عودتنا لبلدنا، واتخذنا قرارًا مع سكان المبنى ببدء الترميم".
ويضيف: "اعتمدنا على مواردنا الخاصة وزودتنا البلدية بالاحتياجات الأساسية، ومن بينها مواد البناء، كما كانت هناك مساهمات من منظمات وصناديق محلية".
وتشكل إعادة الإعمار التحدي الأبرز لأوكرانيا، وضمن الأولويات الرئيسة للبلاد. فبسبب الدمار الهائل الذي خلفته وتخلفه الحرب الروسية، فإن تقديرات تكلفة هذه العملية تزيد على نصف تريليون دولار، وهو رقم مرشح للارتفاع مع استمرار الحرب.
وكانت أوكرانيا تلقت وعودًا من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعدد من المنظمات الدولية للمساهمة بتمويل مشاريع إعادة الإعمار التي باشرت بها السلطات الأوكرانية.
وفي هذا الإطار، يوضح النائب الأول لرئيس بلدية إربين أندري كرافتشوك أن "عملية إعادة البناء في المنطقة، تجري بوتيرة متسارعة، حيث أعدنا بناء نحو 40 مبنى سكني"، مشيرًا إلى أن اليونيسيف أسهمت في إعمار 5 رياض للأطفال وخمس مدارس، فيما ساعد الصليب الأحمر الدولي أيضًا بشكل كبير في إصلاح مرافق البنية التحتية.
ووفق تقييم البنك الدولي، فإن احتياجات إعادة الإعمار في أوكرانيا تبلغ 411 مليار دولار، بينما رجح رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال تكلفة إعادة البناء في حدود 750 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن التقديرات تتزايد باستمرار بسبب القصف الروسي المستمر، فيما يعد برنامج إعادة الإعمار الذي أعلنت عنه السلطات الأوكرانية بدعم كبير من الاتحاد الأوروبي، تحديًا بالنسبة إلى الأوكرانيين في ظل استمرار الحرب الروسية على بلادهم.
