أعلن الجيش الإسرائيلي فرض مزيد من القيود ضمن تعليمات الجبهة الداخلية، وذلك عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، في خطوة يُتوقَّع أن تُوسّع دائرة الحرب في المنطقة.
وجاء في بيان الجيش: "بموافقة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وبعد تقييم الوضع، تقرر أنه ابتداء من اليوم (الأحد) الساعة 3:45 صباحًا (00:45 ت غ)، (ستنتقل) كل مناطق البلاد من مستوى النشاط الجزئي أو المحدود إلى النشاط الضروري"، والذي يشمل "حظر الأنشطة التعليمية والتجمعات والأنشطة في أماكن العمل، باستثناء القطاعات الضرورية".
ودخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترمب، فجر الأحد، تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف 3 مواقع نووية الأبرز في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
"عملية خداع وتسريب معلومات مضللة"
وأفاد مراسل التلفزيون العربي بأن جيش الاحتلال جدّد تعليماته وتحذيراته المتعلقة بالجبهة الداخلية، في ظل مخاوف من ردود فعل إيرانية محتملة، حيث فُرض حظر على الذهاب إلى أماكن العمل، ومنع التجمعات، وأُغلِقت جميع المجمعات التجارية.
وأوضح المراسل من القدس المحتلة، عبد القادر عبد الحليم، أن هذه القيود الجديدة جاءت في أعقاب الإعلان عن الضربات الأميركية على إيران، والتي تحدثت مصادر إسرائيلية عن وجود "تنسيق مشترك كامل" بشأنها مع تل أبيب.
كما نقل أن وسائل إعلام عبرية، من بينها القناة 15، تحدثت عن "عملية خداع" وتسريب متعمّد لمعلومات مضللة حول الضربة الأميركية، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت على علم مسبق بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل عدة أيام، وليس قبل ساعات فقط، كما روّج خلال الأيام الماضية.
من جهة أخرى، أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن ترمب تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن شن الجيش الأميركي ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبًا عدم كشف هويته: إن الولايات المتحدة "أعطت إسرائيل إشعارًا مسبقًا قبل الضربات" على إيران.
"لحظة تاريخية لأميركا وإسرائيل والعالم"
ولاحقًا، حض ترمب إيران على "الموافقة الآن على إنهاء" الحرب مع إسرائيل، وذلك عقب القصف الأميركي لمنشآتها النووية.
وقال الرئيس الأميركي على منصته الاجتماعية "تروث سوشال": إن "هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والعالم. يجب على إيران الموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب".
وقالت مصادر أميركية إن الهجوم جاء بعد أن نقلت الولايات المتحدة قاذفات قنابل من طراز (بي-2) إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ أمس السبت.
وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، إن قاذفات بي-2 شاركت في قصف منشآت إيران النووية.
"هجوم بضربات معادية"
وأفادت وسائل إعلام إيرانية الأحد بأن جزءًا من منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم وموقعي أصفهان ونطنز النوويين تعرضا لهجوم.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن مرتضى حيدري المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم قوله: "قبل ساعات قليلة، وبعد تفعيل الدفاعات الجوية في قم وتحديد أهداف معادية، تعرض قسم من موقع فوردو النووي لهجوم بضربات جوية معادية".
من جهتها، قالت وكالة فارس للأنباء: "بدأت الدفاعات الجوية في أصفهان وكاشان العمل للتصدي لأهداف معادية، وسُمع دوي عدة انفجارات بشكل متزامن".
وجاءت الخطوة الأميركية بعد حرب جوية بين إسرائيل وإيران استمرت لأكثر من أسبوع وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين في الجانبين.
وشنت إسرائيل عدوانها على إيران قائلة: إنها "تريد القضاء على أية فرصة لطهران في تطوير أسلحة نووية".
من جهتها، تقول إيران إن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية فحسب. ولم تسفر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول غربية عن وقف الأعمال القتالية حتى الآن.
